أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية، لونا الشبل خلال لقائها مع قناة روسيا اليوم مساء أمس، أن الزيارات المتبادلة بين الجانبين السوري والروسي لم تتوقف ومنذ سنوات طويلة، وقالت: «أنا مكلفة من الرئاسة السورية بإجراء بعض اللقاءات مع بعض المسؤولين الروس وهذا الكلام ضمن عمل دولة ككل وليس فيه أي شيء خاص».
وشددت الشبل في لقاء مع قناة «روسيا اليوم» على أن الحصار الاقتصادي ضد سورية هو حرب وأن كسره هو إحدى الوسائل الدفاعية التي تقوم بها الدولة السورية لمواجهة هذه الحرب، مبينة أن ما تقوم به الدولة السورية هو محاولة لكسر الحصار وهي استطاعت كسر الحصار بطرق مختلفة، ومنع إصابة الاقتصاد بالشلل وتأمين الاحتياجات الضرورية ولو بالحد الأدنى للمواطن السوري.
وبينت، أن سورية من الطبيعي وهي في حالة حرب أن تطلب من الحليف أقصى ما تريد، وقالت: «أؤكد أن الحليف الروسي قدم أقصى ما يستطيع تقديمه، ولنكن منصفين نحن طلبنا أقصى ما نريد، وموسكو قدمت ولا تزال أقصى ما تستطيع، سواء في الحرب أو في الاقتصاد، لكن بالنتيجة لا يمكن لأي اقتصاد خارجي أو دور خارجي أن يحل محل دور الدولة، والدولة السورية قامت أيضاً بأقصى ما تستطيع أن تقوم به، والدور الروسي كان فاعلاً في تخفيف المعاناة عن الشعب السوري سواء بالدعم المباشر أم بالتبادل التجاري بين البلدين».
وحول العلاقات مع الدول العربية ومساعدتها لسورية اقتصادياً، شددت الشبل على أن علاقات سورية كانت مفتوحة، وهي تسعى لعلاقات جيدة مع جميع الدول، واصفة العلاقة مع الإمارات ومصر بالجيدة.
وأضافت: «لنكن منصفين أي دولة ستدخل معك الآن وأنت في حالة حصار وعقوبات ستتعرض للضغوط، وبالتالي ليس من السهل على هذه الدول أو غيرها أن تكون مبادرة بالتعامل أو تستطيع كسر هذا الحصار، لأنها ستعاقب مع وجود «قانون قيصر»، ونحن نتفهم حجم الضغوط التي ستمارس على أي دولة تحاول أن تفتح علاقات اقتصادية مع سورية لكن بالمقابل علاقاتنا مع هذه الدول جيدة أو عادية أو مقبولة، ولا نطلب أكثر من ذلك».
وأكدت الشبل، أن العلاقة مع إيران ممتدة منذ أربعة عقود وهي متجذرة وتاريخية، لأنها تعتمد على احترام الأخر والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والمبادئ الكبرى، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وإيران طالما وقفت مع الحقوق السورية والفلسطينية والعربية وهي الحقوق نفسها التي تقف معها سورية، والعلاقة مع إيران علاقة قديمة جداً وعلاقة اختبر فيها الكثير من الأزمات والاهتزازات وفي المحيط وهي لم تتأثر.
وأوضحت الشبل أن إيران وقفت مع سورية والجيش العربي السوري في الحرب التي شنت على سورية، وسورية لا تقابل الوفاء بالغدر وهي تقابل الوفاء بالوفاء، والغرب وأميركا هم من يتنصلون ممن وقفوا معهم.
وشددت على أن وجود قوات من عدمه مهما كان نوعها أو شكلها أو جنسيتها هو قرار سيادي، لا يتدخل فيه أحد ولا يحق لأحد، لا أن يطلب ولا أن يملي، وسورية تقرر من يتواجد على أراضيها برغبتها ومن لا تريد أن يكون موجوداً عليها، موضحة أنه ليس هناك أي قوات إيرانية على الأراضي السورية والوجود الإيراني هو استشاري مع الجيش العربي السوري.
وأشارت الشبل إلى أن هناك ثلاث ثقافات السورية والروسية والإيرانية ونتحدث عن ثلاث وجهات نظر وآراء متباينة وهذا موجود ضمن الدولة نفسها، وهذه الآراء المتباينة صحية وتفيد بالحوار وهي توصل لنتائج أكثر غنى، لكن هناك ثبات في السياسيات العامة الكبرى ووحدة برؤية السياسات العامة الكبرى وثبات بالمبادئ وثبات في المصالح المشتركة وعندما تكون هذه النقاط ثابتة فإن الاختلاف في وجهات النظر يغني.
وشددت على أن إسرائيل هي كيان احتلال عبر التاريخ، ودعم الإرهاب في سورية وساهم في الحرب ضدها، مشيرة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تأتي في سياق دعم الإرهابيين، وأضافت: «إذا لاحظت ورسمت خطاً بيانياً ستجد أن كل ما كان الإرهاب يتقهقر كلما ازدادت الاعتداءات الإسرائيلية، وبالتالي هي لم تدعم فقط بشكل مباشر هي دخلت في الحرب بشكل مباشر عندما أدواتها تعبت على الأرض»، مشيرة إلى أن «ما تقوم به إسرائيل حالياً هو محاولة لتدمير ما حققته الدولة السورية في الميدان وفي الاقتصاد فهي كيان مخرب بالمنطقة».
الشبل أعادت التذكير، بأن من توقع بأن الحرب خيضت ليتغير الموقف من إسرائيل، فإنه لم يتغير شيء، وسورية مع السلام قبل الحرب وبعد الحرب وفقاً لقرارات مجلس الأمن التي تؤكد عودة الجولان كاملاً فيما عدا ذلك لم يتغير شيء لا بالميدان ولا بالسياسة، وسورية تحترم قرارات الشرعية الدولية وتطالب بتطبيق القرارات الخاصة بعودة الجولان كاملاً.
ولفتت إلى أن سورية جُمدت عضويتها في الجامعة العربية بقرار خاطئ ومخالف لقوانين الجامعة، وبالتالي عندما يتم التراجع عن هذا القرار الخاطئ يمكنها المشاركة بالقمة العربية، وحتى الآن لا معلومات حول تصحيح هذا الخطأ الذي قامت به الجامعة، ولا حتى المشاركة بالقمة.
وأكدت الشبل، أنه قبيل الحرب على سورية كانت تركيا تمهد لسيطرة الفكر المتطرف الراديكالي الإخواني وفكر القاعدة بالمنطقة، بدلالة أنها شيدت المخيمات على الحدود مع سورية قبل الحرب، كما أن المسؤولين الأتراك طلبوا علناً من سورية إعطاء دور سياسي لتنظيم «الإخوان المسلمين» الذي تلطخت أيديه بالدماء والمصنف اليوم إرهابياً بعد كل الجرائم التي قام بها.
وأضافت: «أما بعد الحرب فقد كان الدور التركي علنياً بالحرب على سورية من خلال دعم الإرهاب و«القاعدة» و«الإخوان المسلمين» والمجموعات المتطرفة وهذا كان واضحاً، وبالتالي تحولت حكومة رجب طيب أردوغان الآن إلى حكومة مارقة»، مؤكدة أن كل من يحمل الفكر الإخونجي والحلم العثماني مهما كان شكله واسمه وتياره السياسي فهو مرفوض بالنسبة لسورية، ونحن نميز بين الحكومة التركية والشعب التركي.
وأوضحت الشبل، أن النظام التركي يقصف المدنيين السوريين وهو يمارس سياسة التغيير الديموغرافي والتتريك في المناطق السورية التي يحتلها بالشراكة مع إرهابييه، وقالت: «أردوغان في قمته مع الرئيس فلاديمير بوتين عام 2020 تعهد بالعديد من التعهدات أهمها هو إزاحة الإرهابيين من مكان إلى مكان وهذا يعطينا نقطتين أنه هو من يمون على الإرهابيين، والنقطة الثانية أردوغان لم ينفذ هذه العهود ليس فقط مع السوري ولكن مع الروسي لم ينفذها، وهذا يعني أنه كاذب ويدعم الإرهابيين ويجب ألا ننسى العامل الأميركي الداعم لهؤلاء الإرهابيين».
وبخصوص الحوار مع ميليشيات «قسد»، بينت الشبل أن «اللقاءات والحوار هو مبدأ للحكومة السورية، وأي مبادرة أو حوار مع أي قوى لا تدخر جهداً الدولة السورية فيه، وبالتالي أيضاً مع هذه المجموعة ذاتها، واللقاءات مستمرة حتى هذه اللحظة، لأن الحكومة لا تدخر جهداً، والمشكلة فقط في أن أي حوار يجب أن يكون دون تدخل خارجي والأميركي يحرك الجميع يحرك التركي والانفصاليين الأكراد وهؤلاء يقومون بالدور على أكمل وجه والأوامر الأميركية تنفذ بدقة».
وشددت الشبل على أن الفدرلة لها علاقة بالدستور وهو قرار لا يملكه أفراد مهما كانوا وهذا القرار يطرح بالدستور والشعب السوري هو من يقرر، والشعب السوري بغالبيته ضد الفدرلة لأن النسيج السوري لا يقبل الفردلة والنسيج الاجتماعي السوري متداخل بشكل لا يمكن أن تنجح فيه الفدرلة وهذه القرارات الكبرى والمصيرية لها علاقة بالدستور.
واعتبرت أن لجنة مناقشة الدستور تراوح بالمكان لأن أي حوار يجب أن يكون دون تدخل خارجي، وأي شخصية يجب أن تكون مستقلة عن أي تدخل خارجي، «ونحن مستمرون فيها لأن سورية لا تتوقف عن أي محاولة يمكن أن تصل لأي مكان وقد توقف سفك الدماء وقد توصلنا إلى حلول مهما كان شكلها ومهما كان نوعها ومهما كان أملنا فيها ضعيف»، مشددة على أن «الطرف الآخر يجب أن يكون غير مرتهن لأي دولة والطرف الآخر يعرف الجميع أن تركيا عينته، إذا كيف يمكن أن تصل إلى شيء مشترك»؟
(سيرياهوم نيوز-روسيا اليوم-الوطن)