سمير حماد
الثقافة التي تسجن نفسها في الماضي ليست ثقافة , بل ليست لديها الحرية الكاملة في التعامل مع هذا الماضي, نقداً , وتحليلاً , فهي دائما , أسيرة أحكامه, ومقولاته , مهما كانت هذه المقولات بعيدة عن الحاضر , وحداثته , ومع المستقبل وشروط تحققه , فهي ثقافة جامدة لا تتقدّم , ولا يُعتمد عليها في تحقيق أيّ إنجاز إلا إذا أُعيدتْ قراءتها , وأُنتجتْ مفاهيمُها من جديد , بما يتوافق والعصر الذي نعيش فيه , للوصول إلى مستقبل مشرق …..
فالمستقبل هو الذي يجب ان يحكم الماضي , ويحاكمه , ومنه , أي من هذا المستقبل , ينبغي تلقّي الأوامر , وليس من الماضي ….
وعلى الرّغم من أن الثقافة تجذب رجال السياسة , إلاّ أن هؤلاء , ليسوا دائماً رجال ثقافة , (كما يقول اليوت ) ….وعلى الرغم من أننا دائماً نرى أن الثقافة تعتبر أداةً لخدمة السياسة ….إلا أن الكثيرين من رجالها لم يفلحوا في الإفادة منها في رسم سياساتهم ….وربما سببت لهم لسوء هضمهم لها , عكس ما ينشدون ….
علما أن الثقافة بالنسبة لأي سياسي , أو معظم الأفكار التي يؤمن بها , تنضوي تحت إرادات ثلاث : إرادة المعرفة …..وإرادة التغيير ….وإرادة الهيمنة …وتحقق هذه الإرادات الثلاث , هي التي تحكم على نوعية الثقافة , ومدى استيعابها بالنسبة لأي سياسي ……
(موقع اخبار سوريا الوطن-1)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
