سمير حماد
من قال ان التخلّف عار من الفكر ، عاجز عن الصناعة، عاطل عن الانتاج ؟ فثروة الجهل التي يملكها المتخلّف، تؤهله ليصنع كلّ ماينغّص حياة البشر ويحولها الى شقاء، بما يبثّ فيها من سموم قاتلة , وما يشعله في احشائها من حرائق ….
خَلَقَ الإغريقُ إلاهاً ليُسعفَهم في انتاج الثروة و ينتشلهم من الفقر …..فكان ميداس الإغريقيّ ….الإله الذي يحوّل أيّ شيء يلمسه الى الذهب ..وأقاموا له معبداً ما زالت بقاياه تُذكّر به ….
أما ميداسُنا العربي …فهو يحوّل كل مايلمسه الى رمال …أو نار تشعل البشر والحجر ….بعد أن رضع حليب التخلّف البدوي …من الصحراء ..وجاءنا غازياً…بسيف قتله …وتكفير فكره ….. وحوّل حياتنا الى خريف ومآتم …… يرقص فيها المحزونون باعراس دمائهم وفجائعهم … أعراسٌ يبكون فيها حتى القهقهة و يضحكون فيها حتى النّحيب …..
إن الذي صنع الحضارة , وانتج السعادة , وغزا الفضاء ….هو نفسه من صنع هذه الأعراس الدموية , والمآتم المأساوية التي نعيشها ساعة بساعة ,,,هو نفسه من اوهمنا بان الغزو تحرير …وأن الاستباحة نجدة ….وان الحرب تقوم من اجل الحرية والسلام …..وأن القيود التي من حديد , ليست إلا أساور من ذهب …………..
لاأعتقد أن فينا من يفهم تفاصيل ما يحدث بشكل واضح …….واننا لا نرى اكثر من أوهام نتخيلها حقيقة , وهي بعيدة كل البعد عنها ……ما يجري ويدور على المسرح …يجهله حتى الممثلون أنفسهم …..وأما المشاهدون فهم خارج الصالة ………حتى الآن …..
(اخبار سوريا الوطن-٢)