| سلمان عيسى
هناك مصطلح يحيرني منذ بداية حياتي الوظيفية، فلم اجد له تفسيراً ولا طعماً ولا( مازية ) بلهجة أخوتنا الشوام..
يتصدر كل قرار .. وهو من الأسباب الأساسية والموجبة لتسويغ وتبرير أي قرار .. تجده في قرارات الدعم ورفع الدعم .. في تطبيق البطاقة الذكية .. في إعفاء المديرين وأنصافهم وأرباعهم .. عند افتتاح دورة علفية، وعند افتتاح دورة تدخل إيجابي..
هي حيناً مثل الطرة، وحين آخر هي النقش .. ذات اللعبة .. اذا اتفق على الطرة .. خسر النقش او بالعكس ..
لن نتحدث هنا عن الشخص الذي حمل عبئ المصلحة العامة ثلاث مرات على الاقل خلال اقل من أربعة أشهر..
مقتضيات المصلحة العامة وضعته رئيسا لدائرة حماية المستهلك في طرطوس لمدة اقل من شهرين .. ثم اقتضت المصلحة العامة أن ينقل إلى فرع السورية للتجارة في فرع طرطوس دون عمل .. وذات المصلحة اقتضت أن يعاد إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك نائبا للمدير لشؤون حماية المستهلك .. مرة أخرى ليس مهما لنا من يكون هذا الشخص الذي سخرت لأجله المصلحة العامة ثلاث مرات ..
اذا كان هذا الشخص يستحق أن يكون نائبا للمدير، لماذا كل هذه ( الشنططة والمرمطة ) بحق الرجل .. ؟
ما هي المعايير التي تنطبق عليه، وكانت غائبة عن ذهن معالي وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذي أصدر القرار .. طبعا غير المصلحة العامة ..؟
هل أن الرجل لم يكن يحفظ المصلحة العامة، لذلك فقد اعطي كل تلك الفرص و كل تلك الدورة حتي يحفظها ويتمرس بها ويمارسها على أصولها..؟
هناك الكثير .. الكثير لا يحققون المصلحة العامة ولا يسعون اصلا إلى التعرف عليها كمصطلح وكممارسة.. لماذا لا يطبق عليهم ( تنفيذ مثل تلك الدورات والبرمات واللفات ) .. بحيث يتعرف على المصلحة العامةكل جاهل بها.. او لم يعتد تطبيقها ..
القرارات التي صدرت بخصوص مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس خلال اقل من ستة أشهر تعادل قرارات ثلاث مديريات في المحافظات على الاقل .. حتى بات بإمكاننا أن نسمي هذه الحالة التعيين للتجريب.. او بالتجريب.. وبداعي المصلحة العامة .. هذا بالضبط سبب فلتان الأسواق في طرطوس .. وهذا ما جعل الفقراء فيها يقتاتون على الخبز فقط .. اذا كان لدى أحد الجرأة في وزارة التجارة الداخلية أن يوجه بإجراء دراسة عن أسباب ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في طرطوس بزيادات مرعبة عن غيرها من المحافظات مع انها محافظة منتجة… سيدرك السبب مباشرة..
السبب أيها السادة أن لا أحد في مديرية(تموين طرطوس) يلتفت إلى الأسعار ولا الأسواق.. لأن الكل مشغول بالالتفات يمينا ويسارا .. إلى أعلى وأسفل.. إلى الكرسي التي يجلس عليها خشية أن ينافسه أحد في غفلة .. او في سفرة إلى دمشق .. للبحث عن المصلحة العامة بالطرة والنقش..حينها تضيع الكرسي والأسواق والمستهلكين.. وتضيع المصلحة العامة بلا أسف.. ولا هم يحزنون ..؟!
(سيرياهوم نيوز3-الثلاثين من تموز2022)