غسان كامل ونوس
في الوطن الواحد، لا يوجد سوى نحن، ولا مكان لـ أنا، أو أنتم، أو هم، أو أولئك.
في الوطن الواحد، الجهود للتلاقي والترميم والتجديد، ولا مكان للخطاب الفئويّ، والطائفيّ، والمصلحيّ الضيّق.
في الوطن الواحد، لا يوجد رابح وخاسر؛ فالربح للجميع، والخسارة للجميع.
في الوطن الواحد، لا يوجد غريب قريب، ومواطن بعيد؛ فالقريب هو ابن الوطن؛ من أيّ مكوّن من مكوّناته، والغريب الخارجيّ، غريب؛ بأيّة عقيدة وراية..
في الوطن الواحد، ما من أقلّيّة وأكثريّة؛ فالقليل كثير بأبناء وطنه، والكثير قليل بالأجنبيّ!
في الوطن الواحد، الاختلاف وارد، والسبل تختلف، والغاية واحدة، والحوار هو أسلوب التواصل المجدي؛ لا السلاح، والاتّهام، والنعرات…
في الوطن الواحد، القانون فوق الجميع، ولا امتيازات للعلاقات والانتماءات والعقائد، ولا منح أرضيّة أو سماويّة.
في الوطن الواحد، المسؤوليّة للكفاءة والجدارة والأخلاق…
في الوطن الواحد، تنبغي مواصلة التذكير بالماضي الأليف، وتجديد ملامحه؛ حتّى إن كان بعيدًا، ويجب تجنّب التداول بالفصول القاتمة وتكريسها؛ حتّى إن كانت لم تكد تنتهي.
في الوطن الواحد، يفترض التركيز على قواسم العيش المشترك، وعوامل التلاقي؛ لا على أسباب الافتراق، وفواصل التباعد.
في الوطن الواحد، يؤمّل التشارك، لا التقاسم؛ والتعاون لا التناحر؛ والتآلف لا التنافر…
في الوطن الواحد، التاريخ ماض، والحاضر عيش مشترك، والمصير واحد؛ ولا حلّ، لا حلّ أخر!
(موقع اخبار سورية الوطن 1-الكاتب)