في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري على جاهزية سورية لاستقبالهم خلافاً لما يتردد وأنها اتخذت كل الخطوات الممكنة لذلك، أعرب المطارنة الموارنة في لبنان عن رفضهم رغبة بعض المراجع الدولية في إبقاء النازحين السوريِّين في الأراضي اللبنانية، على حين عزت المنظمة الدولية للهجرة سبب مغادرة هؤلاء النازحين للبنان بوتيرة أعلى نحو قبرص بحراً، إلى تقليص الجهات المانحة مساعداتها.
وفي حديث صحفي نقله موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني أمس، أشار خوري، إلى أن «لقاءه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي (أول من أمس)، تناول كل الأمور المشتركة بين لبنان وسورية عموماً، وأنه جرى نقاش عام وعرض لبعض الأفكار حول عودة النازحين.
وقال خوري: إننا «ننتظر ما سيحققه لبنان من نتائج مع دول الاتحاد الأوروبي لتسهيل عودة النازحين السوريين، والخطوات المطلوبة منها ولا تقوم بها كدعمهم في بلدهم، في حين سورية اتخذت كل الخطوات الممكنة، وهي ترحّب بمن سيعود وجاهزة لاستقبالهم خلافاً لما يتردّد، لكن يبدو أن المشكلة عند الطرف الأوروبي والأميركي غير الراغب في عودتهم».
ورداً على سؤال حول العامل الاقتصادي الذي يؤخّر عودة النازحين؟ أكد خوري أن الوضع الاقتصادي في سورية صعب نتيجة الحصار والعقوبات الغربية المفروضة على الدولة والشعب وليس لأي سبب آخر، وعندما يرفع الحصار والعقوبات يتغيّر الوضع بالتأكيد.
وعن موضوع ضبط الحدود لمنع تسلل النازحين، اعتبر خوري أن «المطلوب إجراءات من طرف لبنان وسورية، لكن إمكانات البلدين محدودة لضبط الحدود الواسعة.
وعمّا إذا كان هناك تحضير لزيارة أي وزير أو مسؤول لبناني لسورية قريباً، قال خوري: «حتى الآن لا شيء قريباً».
في غضون ذلك، أعرب المطارنة الموارنة، بعد اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني اللبناني مار بشارة بطرس الراعي في بيان نقله «النشرة» أمس، عن رفضهم «رغبة بعض المراجع الدوليَّة في إبقاء النازحين السوريِّين على أرض لبنان، من دون الاهتمام لما يجرُّه ذلك على لبنان مِن أخطار مصيريَّة تُهدِّد كيانه ودولته، وتحوِّله مرتعًا للفوضى وأصناف الانحرافات الأمنية والفساد المادِّيّ والمعنويّ».
ودعوا في بيانهم حكومة تصريف الأعمال، إلى «تحمُّل مسؤولياتها على صعيد تنفيذ ما توافقت عليه من إلزامٍ للبلديات بضبط النزوح السوري كلٌّ في نطاقها، وعدم ترك الأمر عرضة للتجاذبات السياسية والزعاماتية».
جاء ذلك، في حين حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب في حديث لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أمس، من أن عدد النازحين السوريين الذين يغادرون لبنان من المرجح أن يستمر في الارتفاع مع تقليص الجهات المانحة مساعداتها، وتزايد الضغوط على وصولهم إلى قبرص.
وكشفت بوب أن نحو 3000 سوري غادروا لبنان منذ شهر كانون الثاني الماضي، مقارنة بـ4500 خلال العام الماضي بأكمله، حيث توجه العديد منهم إلى قبرص التي تبعد نحو 180 كيلومترا.
وأوضحت بوب، أن الحكومات تقطع التمويل الموجه للوكالات التي تعمل مع الأشخاص الفارين من سورية بسبب الحرب (الحرب الإرهابية التي شنت عليها) على مدار أكثر من 13 عاماً، وهو ما يجعل الأمور أسوأ»، مضيفة: «ما يشعرني بالقلق هو أننا سنرى أن الأمر أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للسوريين للعيش بأمان في لبنان. وعندما لا يستطيع الناس العيش بأمان في مكان واحد، فإنهم يفعلون ما سيفعله كل إنسان، وهو النظر إلى المكان الذي يمكنهم الانتقال إليه».
ورداً على سؤال عن قطع المساعدات عن النازحين السوريين، قالت بوب: إن «عدد الصراعات تزايد، ولأن السكان السوريين نازحون حالياً منذ نحو 10 سنوات، ولأن الافتراضات تشير إلى أننا لا نستطيع تمويل السوريين، في حين أن لدينا أعداداً متزايدة لأشخاص من مناطق مختلفة من العالم».
سيرياهوم نيوز1-الوطن