آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » المطربة اللبنانية صباح ( جانيت جرجس فغالي )

المطربة اللبنانية صباح ( جانيت جرجس فغالي )

تعتبر الفنانة صباح واحدة من أبرز الفنانين اللبنانين إلى جانب فيروز ووديع الصافي، امتدت حياتها المهنية من منتصف العقد 1940 حتى عقد 2000، لتترك خلفها إرثًا فنيًّا تلفزيونيًّا سينمائيًّا ومسرحيًّا كبيرًا خلدها في المجال الفني على مر التاريخ، اشتهرت بألقاب كثير منها «الشحرورة» و«الصبوحة» و «صوت لبنان». كانت من بين أوائل المغنين العرب الذين وقفوا على خشبات المسرح العالمي .
ولدت جانيت فغالي في 10 نوفمبر 1927، في عائلة متواضعة، نشأت الفتاة الصغيرة «جانيت» في وادي شحرور إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بعبدا في محافظة جبل لبنان. بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان، واستطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر والتي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس لعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيهًا مصريًا عن الفيلم الأول ويرتفع السعر تدريجياً. ذهبت إلى أسيوط برفقه والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيًا ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم «جانيت الشحرورة» وحل مكانه اسم «صباح» في فيلم القلب له واحد عام 1945م، وكان عمرها وقتها حوالي 18 عاماً. ويقال أن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأن صوتها الجبلي كان ما زال معتادًا على الاغاني البلدية المتسمة بالطابع الفولكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي.
شاركت صباح في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر هي إحدى نجماتها ووقفت أمام كبار السينما المصرية مثل: صلاح ذو الفقار ورشدي أباظة وفريد شوقي، ولها رصيد كبير من الأفلام المصرية الهامة مثل: الرجل الثاني (1959)، الحب كده (1961)، الأيدي الناعمه (1963)، 3 نساء (1968) وغيرها، ولها أيضًا رصيد من الأفلام اللبنانية مثل: باريس والحب (1972)، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني. تعتبر صباح من أهم رموز الفن العربي وقد دخلت موسوعة غينيس كأكبر إرث فني في التاريخ.
لها 87 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3500 أغنية بين مصري ولبناني واجنبي.
تعد صباح أول من قدم الأغنية اللبنانية، التي تتميز بالريتم والإيقاع اللبناني الصرف، والذي لم يكن معروفاً من قبل، عن طريق أغنية «يا هويدا هويدلك» في أوائل الخمسينيات.
في حفل الـ «أولمبيا» الشهير في باريس، قامت بترجمة أغاني الفولكلور اللبناني إلى اللغة الفرنسية، وقامت بتقديم الموال والأوف باللغة الفرنسية، فألهبت حماس الجماهير الفرنسية التي ذهلت بأداء وصوت «الصبوحة» الجباّر والقوي والفريد، كما جذبت أعينهم بأناقتها وشياكتها.

بينما وقفت على أكبر المسارح العالمية ورفعت اسم لبنان عالياً في مختلف المحافل وبلدان العالم، ولعة أبرز المحطات العالمية للشحرورة صباح كانت على «مسرح الأولمبيا» في باريس؛ الذي يعتبر من أهم وأعرق مسرح في فرنسا حتي اليوم، وذلك برفقة فرقة «روميو لحود الاستعراضية» في منتصف السبعينيات، وكانت الصبوحة أول مطربة لبنانية تقف على هذا المسرح وثاني مطربة عربية بعد أم كلثوم، وفي العام ذاته، تألقت علي مسرح «قصر الفنون» في «بروكسل»، أكبر مسارح العاصمة البلجيكية.
وفي سياق أخر، قدمت الشحرورة حفلات على أكبر مسارح الولايات المتحدة الأمريكية، وهم مسرح «ميوزيك هول» في بوسطن، وقاعة الـ «ماسونيك تامبل» في مدينة ديترويت، وقاعة «كارنيجي هول» في ولاية نيويورك؛ التي تعد أكبر قاعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وحلم كل فنان في العالم لأنها من أعرق القاعات في العالم ومخصصة فقط للمؤتمرات العالمية ولا تخصص للغناء إلا في حالات نادرة وهامة واعتبرت حفلات الصبوحة من بينها، وتجدُر الإشارة، إلي أن «الصبوحة» لاقت في نيويورك، وبوسطن، وديترويت تكريماُ وتقديراُ أمريكياً واسعً.
ومن المسارح العالمية التي وقفت عليها أيضاً، «مسرح بلايل» في باريس؛ وهي أول مطربة لبنانية وعربية تغني في هذا المسرح الضخم، وفي نفس العام وقفت على مسرح «باليه دي سبور» قصر الرياضة في باريس، ومسرح «بورت دو فرساي» الضخم الذي يتسع أيضًا لـ 8000 شخص.
ولم تتوقف علي هذا الحد، ففي لندن غنت على مسرح «تياتر رويال دروري لاين»، ومسرح «البرت هول»؛ وكانت أول مطربة لبنانية تغني في هذا المسرح، وهو من أضخم المسارح ببريطانيا.
ولا يخفي أن «للصبوحة» محطات عربية وعالمية هامة، حيث قدمت حفلات ضخمة جدًا في معظم الدول الإفريقية كـ «دكار» في السينغال، و«ابيدجان» في ساحل العاج، و«منروفيا» في ليبيريا وغيرها من العواصم الإفريقية.
فيما شهدت البرازيل، والأرجنتين، وفنزويلا، والمكسيك حضورًا رائعًا لها، وبالطبع حفلات ضخمة في عدد كبير من البلدان العربية.
وحظيت الشحرورة في كل رحلاتها بتقدير وتكريم شعبي ورسمي كبيرين، والدليل حصولها على الكثير من الأوسمة والنياشين والدروع التكريمية، وكان لها علاقات وثيقة وقوية بكافة الملوك والرؤساء العرب
كما شاركت في الكثير من المهرجانات أمثال: بعلبك، جبيل، بيت الدين. ومن المسرحيات التي قدمتها:
موسم العز، من أعمال الرحابنة – بعلبك (1960).
دواليب الهوا، من أعمال الرحابنة – بعلبك (1965).
القلعة، من أعمال الرحابنة – بعلبك.
الشلال، من أعمال الرحابنة.
ست الكل، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة (1973).
حلوة كثير، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة (1977).
عصفور سطح.
فينيقيا، من أعمال روميو لحود.
شهر العسل، من أعمال زوجها الفنان وسيم طبارة.
ست الكل.
الأسطورة 1.
كنز الأسطورة، وهي آخر مسرحياتها وكان إلى جانبها بالمسرحية الفنان جوزف عازار وزوجها السابق فادي لبنان والفكاهي كريم أبو شقرا وورد الخال والأمير الصغير.
وكان أخر أعمالها هي أغنية «قد ما فيك انبسط بعمر»، التي ألفها الشاعر ميشال جحا، ولحنها جوزيف جحا إنتاج عام 2011م
وتم عمل مسلسل يحكي قصة حياتها اسمه الشحرورة عرض في رمضان عام 2011 وجسدت كارول سماحة دورها.
توفيت صباح فجر يوم الأربعاء 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 في مقر إقامتها عن عمر يناهز 87 عاماً وتعتبر جنازة صباح من أغرب الجنازات في العالم حيث أنها أوصت قبل موتها بأن لا يحزنوا عليها وأنها تريد أن تُشيَّع على أنغامها، وهذا ما تمَّ تنفيذه من قبل الشعب اللبناني وأهلها حيث أن جنازتها امتلأت بأغانيها والرقصات الشعبية.

إعداد : محمد عزوز
من موسوعته ( راحلون / في الذاكرة ) الألف الثالثة
(سيرياهوم نيوز ٣-المعّد)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الفيلسوف السوري د. محمد بديع الكسم 

        ولد محمد بديع بن الشيخ محمد عطا الله الكسم سنة 1924م في حي (مئذنة الشحم) بمدينة دمشق، ونشأ في أسرة عُرفت ...