رحاب الإبراهيم
رغم أهمية تلقي الأطفال للقاحات المقدمة لهم مجاناً في ظل انتشار العديد من الأمراض بسبب تداعيات الحرب والحصار، لا تزال معتقدات بعض الأهالي الخاطئة في مدينة حلب تقف حائلاً أمام حصول أطفالهم على هذه اللقاحات الآمنة، التي تقوي مناعتهم وتحميهم من أمراض عديدة في مرحلة الطفولة وحينما تشتد السواعد أيضاً.
*تغير المعتقدات الخاطئة
هذه النقطة الخطرة بينها لـ”سيريا هوم نيوز” هيثم الطه مسؤول اللقاح في مديرية صحة حلب، الذي أشار إلى أن بعض المعتقدات الخاطئة تؤثر على قرار الأهالي في اعطائهم اللقاحات الآمنة والمجانية لأطفالهم، علماً أن هذا الأمر ظاهر في المدينة أكثر من الأرياف، الذين يبدون تجاوباً سريعاً مع أي حملة لقاح تحمي أطفالهم، في حين نلمس في أحيان كثيرة صعوبة في إقناع بعض الأهالي في ضرورة أخذ أطفالهم اللقاحات المطلوبة، داعياً الأهالي في كافة المناطق بحلب إلى تغيير هذه المعتقدات الخاطئة والمبادرة إلى حماية أطفالهم وتحصينهم عند الإصابة بالأمراض التي تستهدفها حملة اللقاح الوطنية الشاملة المتمثلة بمرض شلل الأطفال والسل والكزاز والحصبة والنكاف والسعال الديكي والتهاب الكبد الوبائي، وأمراض “المستدمية النزلية” كالتهاب السحايا، ذات الرئة، إنتان الدم، التهاب الأذن الوسطى.
*التركيز على الأطفال المتسربين
ولفت الطه الى أن المرحلة الثالثة من حملة اللقاح الوطنية الشاملة لمتابعة الأطفال المتسربين بحلب، التي تنطلق يوم الأحد القادم ولمدة خمسة أيام تحت شعار “لحقوا اطفالكم ليبقوا بأمان” تغطي ٤٦٠ ألف طفل من عمر يوم وحتى الخمس سنوات في مدينة حلب، لكن الحملة تركز أكثر على الأطفال المتسربين جزئياً أو كلياً البالغ عددهم ٢١ ألف طفل نتيجة أسباب عديدة منها المعتقدات الخاطئة عند الأهالي وخاصة أن اللقاح آمن وفعال ومجاني.
*فريق عمل متكامل
وبين الطه أن وجود فريق عمل متكاملة يغطي الريف والمدينة، حيث يوجد ١١٧٠ عنصراً صحياً لضمان تغطية جميع المناطق وتسهيل تلقي الأطفال المستهدفين للقاحاتهم، مشيراً إلى أنه بإمكان الأهالي التوجه إلى المراكز الصحية المنتشرة في مناطق حلب وريفها البالغة ٦٩ مركزاً صحياً و٣٩٤ فريقاً جوالاً.
*والأطفال الوافدين أيضاً
ولفت الطه إلى أن حملة اللقاح الوطنية الشاملة التي تنطلق يوم الأحد القادم ستعد خطة للأطفال الوافدين من لبنان الشقيق ومنحهم اللقاحات المطلوبة سواء أكانوا سوريين أو لبنانيين.
وفي السياق ذاته تحدث الدكتور فراس دهميش رئيس دائرة برامج الصحة العامة في مديرية صحة حلب عن أهداف حملة اللقاح الوطنية الشاملة الساعية إلى حماية الأطفال وتحصينهم ضد الأمراض وتقوية مناعتهم، حيث تسعى الحملة إلى استكمال الأطفال لجميع اللقاحات، مع متابعة الأطفال المتسربين وأطفال “زيرو دوس” الذين لم يتلقوا أي لقاح خلال مرحلة الطفولة.
وأشار الدكتور دهميش إلى تسهيل كافة الأمور على الأهالي من أجل تشجيعهم على تلقيح أطفالهم واستكمال كافة الجرعات، لناحية تأمين المراكز الصحية والفرق الجوالة، واعطائهم بطاقة لقاح جديدة في حال ضياعها.
وشدد الدكتور دهميش على أن اللقاح آمن وفعال ومجاني، في دعوة تشجعية للأهالي للقدوم إلى الأماكن المخصصة لمنح أطفالهم اللقاح المطلوب بعد تقييم حالتهم وخاصة المتسربين بغية حمايتهم من الأمراض وتحصين أجسادهم الغضة.
(موقع سيرياهوم نيوز-1)