آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » المعهد العربي للموسيقا في طرطوس.. مواهب واعدة للحفاظ على التراث الموسيقي

المعهد العربي للموسيقا في طرطوس.. مواهب واعدة للحفاظ على التراث الموسيقي

| دارين حسن

 

يحتضنُ المعهد العربي للموسيقا الشغوفين بالموسيقا من الأطفال واليافعين الموهوبين، إذ يعدّ مؤسّسة أكاديمية رائدة تأسّست عام ٢٠١٧ في محافظة طرطوس بهدف تأسيس جيل متمكن وقادر على الغناء والعزف على الآلات الموسيقية، والتدرّب على الصولفيج، والغناء الجماعي والإفرادي.

 

إنشاء جيل موسيقي

 

وانطلاقاً من غنى محافظة طرطوس بالمواهب الفنية عموماً والموسيقا خصوصاً، تابعت “البعث” واقع التدريب والتأهيل في المعهد وأهم الفرق الموسيقية والفعاليات، إذ بيّنت مديرة المعهد ديمة عيسى أن المعهد يهدف إلى إعداد موسيقيين قادرين على العزف على مختلف الآلات وتعليم الغناء الإفرادي والجماعي والنوتة، كما يسهم في إنشاء جيل يحمل رسالة موسيقية على أساس علمي سليم، إضافة إلى حماية التراث الموسيقي وتطويره.

 

وأضافت عيسى: يتبع المعهد لوزارة الثقافة “مديرية التأهيل الفني”، ويستقبل الطلاب الراغبين بالانتساب في شهر حزيران وتُجرى لهم امتحانات القبول في شهر آب، ومن ينجح في الاختبار يُقبل في الدراسة بالمعهد، وعلى الطالب دفع رسوم تبلغ ٢٥ ألف ليرة عن كامل العام الدراسي ولكلّ المراحل. وبيّنت مديرة المعهد أن المرحلة الأولى هي المرحلة التحضيرية، مدتها خمس سنوات، يتلقى فيها الطالب دروساً في الصولفيج والآلة، وفي نهاية المرحلة يحصل على شهادة المرحلة التحضيرية، ومن يحصل على معدل فوق ٨٠% في السنوات الخمس السابقة يستطيع الاستمرار بالدراسة في المرحلة المتوسطة ويحصل في نهايتها على شهادة المرحلة المتوسطة، ومن يحصل في نهاية المتوسطة على معدل ٩٠% يدخل المرحلة المتقدمة ويتفرغ لدروس الآلة، وفي نهاية المرحلة يستطيع الطالب دخول المعهد العالي للموسيقا في دمشق دون فحص قبول.

 

500  طالب

 

وأردفت عيسى: يضمّ المعهد حالياً نحو ٥٠٠ طالب موزعين على السنوات التحضيرية، من الأولى حتى السادسة، إضافة إلى ٣٥ مدرّساً من حملة الإجازات الجامعية والمعاهد المتوسطة وذوي الخبرة، مبينة أن مدة الدراسة عام كامل يبدأ من الشهر التاسع وينتهي بالشهر السادس، ويخضع الطالب لفحصين نصفي ونهائي، ويحصل على شهادة مصدّقة من وزارة الثقافة بعد كلّ مرحلة.

 

“الأوركسترا”

 

وذكرت المديرة أن المعهد يضمّ فرقاً أهمها الأوركسترا التي أشرف على تدريبها وأعمالها وعلى توزيع الأعمال الأستاذ نور عثمان، وتضمّ نحو 40 – 50 عازفاً قدّمت خلال العامين الماضيين مقطوعات موزعة كلاسيكية غربية، إضافة إلى مقطوعات آلية وغنائية عربية، كما شاركت في افتتاح أو ختام عدة مناسبات في مركز ثقافي طرطوس ومسرح المعهد، لافتة إلى أن الأوركسترا نتاج عمل عام كامل من تدريب الطلاب، إذ تضمّ أغلب طلاب السنوات الرابعة والخامسة وباقي السنوات ممن مستواه جيد في السنتين الثانية والثالثة.

 

متابعة واهتمام

 

ولدى سؤالنا حول الرضا عن الأداء والعمل، أجابت عيسى وبكلّ شفافية: نعم، ونحاول قدر الإمكان السير بالخطة الدرسية والمناهج الأكاديمية الموضوعة على أتمّ وجه، كما نتابع طلابنا بشكل دائم من خلال مدرّسيهم ورؤساء الأقسام في الامتحانات، للوقوف على نقاط الضعف والعمل على حلّها، وحثهم على التمرين المستمر، كما نعمل على صقل شخصية الطلاب بمشاركة أكبر عدد في الحفلات الصفية التي تُقام في مسرح المعهد بداية، لينتقل الطالب بعدها إلى مسارح أكبر.

 

صعوبات العمل

 

وأوجزت المديرة صعوبات العمل، والتي تتجلّى بضيق المكان وقلة القاعات التدريسية وبعض التجهيزات الضرورية للمعهد، إضافة إلى نقص الكوادر التدريسية المختصة، مضيفة: نعمل ضمن المتوفر والنتائج مرضية، ولاسيما أن المعهد يسعى بشكل دائم إلى تنمية مواهب الطلاب وتوجيه اهتماماتهم وملء أوقات فراغهم بالموسيقا لما لها من دور كبير في تهذيب النفس.

 

مقترحات

 

ولتطوير العمل ورفع سوية الأداء، اقترحت المديرة إقامة ورشات عمل من قبل مختصين، والاطلاع على كلّ ما هو جديد من مناهج وطرائق تدريس، وتأمين مكان أكبر ومجهز بعدد كبير من القاعات الفردية والجماعية وبكل ما يلزم لسير العمل بشكل ممتاز.

 

مع الطلبة

 

من الطلبة الدارسين في المعهد، تحدث مجد قشعور عن أهمية التعليم في المعهد كون الدراسة أكاديمية ووفق مناهج، وهو العازف على آلة الكمان، سنة خامسة، مبيناً أن وجوده بالأوركسترا أضاف له خبرة من ناحية العمل الجماعي والعزف والتدريب، لافتاً إلى تشجيع الأهل له بشكل كبير، فكانت والدته المشجّع الأول وهي من اختارت له آلة الكمان التي شعر بصعوبة تعلمها، لكن وبعد التمرين وجدها ممتعة وسهلة وقريبة من الروح، مضيفاً: طموحي أن أقدّم إلى المعهد العالي للموسيقا بعد نيل الشهادة الثانوية لأحقق حلمي وأصبح عازف كمان، كما أنصح جميع الموهوبين والزملاء بأهمية مواصلة التمرين، فمن يتابع يتقدم خطوة ومن يتوقف يتراجع خطوة.

 

وأشارت طيبة أحمد إلى أن الدراسة في المعهد تضيف الكثير وتقدّم المفيد، من تعليم الصولفيج إلى قراءة النوتة الموسيقية من خلال أساتذة مختصين، مضيفة: أعزفُ على الكمان وتخرّجت هذا العام من المعهد، بدأت الموسيقا عندما كان عمري ست سنوات على آلة الأورغ، أخذت ريادة ثم دخلت للمعهد وكنت في الصف السادس بعدما سمعتُ بافتتاحه وسررتُ كثيراً، سأتابع مسيرتي الموسيقية لأختصّ بالكمان، مشيرة إلى أن جميع الأحفاد في العائلة من الموهوبين بالموسيقا ويتابعون تعلمها في المعهد، ولولا دعم والدتها وتشجيعها لم تصل، حيث كانت أمها الداعم الأساسي في مسيرتها، وختمت أحمد بنصيحة لكلّ محبي الموسيقا بأن ينمّوا موهبتهم لأن الموسيقا غذاء الروح.

(سيرياهوم نيوز3-البعث6-11-2022)

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...