أثبتت الأحداث خلال السنتيْن الأخيرتيْن أنّ إعادة التطبيع بين كيان الاحتلال الإسرائيليّ وبين المملكة المغربيّة شمل جميع المجالات، ولكن بدا لافتًا جدًا أنّ التعاون بين البلديْن المُطبعيْن يُركّز أكثر فأكثر على الأمور الاقتصاديّة والعسكريّة، إذْ أنّ إسرائيل لا تُخفي تأييدها العارم والعلنيّ لسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة، الأمر الذي يُفسّره العديد من المراقبين والمُحللين والخبراء بأنّه خطوةً إسرائيليّةً مُحكمةً، مدعومةً من أمريكا للتحرش بالجزائر، المعروفة بمواقفها المؤيّدة للشعب الفلسطينيّ، ورفضها أيّ شكلٍ من أشكال التواصل مع كيان الاحتلال، وهذه الخطّة تقضي بإذكاء الصراعات العربيّة-العربيّة لما في ذلك من مصلحةٍ للكيان والراعي الأكبر له، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
وفي إطار التعاون المُشترك بين البلديْن، اللذين تربطهما اتفاقية تطبيع منذ أكثر من سنتيْن، أعلنت شركة الطاقة الإسرائيلية (نيوميد إنيرجي) عن توقيعها اتفاقية مع وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية وشركة (أداركو إنيرجي) للتنقيب عن الغاز الطبيعي وإنتاجه في الصحراء المغربية بالقرب من مدينة بوجدور على المحيط الأطلسي، وفق ما أفاد موقع “إسرائيل نيوز 24″، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في دولة الاحتلال.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة الإسرائيلية (نيوميد إنيرجي) يوسي أبو: “لقد حددنا إمكانات هائلة في المغرب”، فيما نقل الموقع الإخباريّ الإسرائيليّ عن مصادر رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ ” الاتفاقية تغطي منطقة التنقيب (بوجدور أتلانتيك)، على مساحة تبلغ حوالي 33812 كيلومتر مربع. ويسمح هذا الاتفاق للأطراف بتنفيذ عمليات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في المنطقة المذكورة لمدة ثماني سنوات”، على حدّ تعبيرها.
ومن الجدير بالذكر أنّ شركة (Ratio Petroleum) الإسرائيليّة المتخصصة في التنقيب عن النفط، قد أعلنت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الفائت 2021، عن توقيع اتفاقية مع المكتب الوطني للهيدروكربونات والمناجم (ONHYM) والتي بموجبها ستحصل على ترخيص حصري للدراسة والتنقيب عن النفط والغاز في كتلة (أتلانتيك الداخلة).
وفي السياق عينه، أعلن المكتب المركزيّ الإسرائيليّ للإحصاء الأسبوع المنصرم، عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين المغرب والدولة اليهوديّة إلى 44,2 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، بنسبة 25 في المائة بغضون الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم.
وأفادت البيانات أنّ حجم التجارة بين المغرب والدولة العبريّة بلغ 12.3 مليون دولار في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الجاري، بزيادة قدرها 925 في المائة على أساسٍ سنويٍّ مقارنة بنفس الشهر من العام 2021، بحسب النشرة الأخيرة لـ(معهد اتفاقات إبراهام للسلام)، وفق ما نشر في موقع ” Le 360″ الإخباريّ المغربيّ.
على صلةٍ بما سلف، أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب، كما أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة أنّ إسرائيل بدأت بعد عدوان العام 1967، والمعروف عربيًا بالنكسة، ببيع المغرب فضلات العتاد العسكريّ، الذي كان الكيان يشتريه من فرنسا، وعلى نحوٍ خاصٍّ المدفعية والدبابات، كما أكّدت المصادر.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الصحيفة العبريّة، قامت إسرائيل بإرسال خبراء أمنيين للمغرب كي يُساعِدوا المملكة في حربها ضدّ (جبهة البوليساريو)، التي تُناضِل من أجل تحرير الصحراء الغربيّة، علمًا أنّه في اتفاق التطبيع، أكّد الرئيس الأمريكيّ السابِق، دونالد ترامب، على أنّ واشنطن تدعم المغرب في قضية الصحراء، ولحقتها إسرائيل، إذْ أعلنت وزيرة الداخليّة الإسرائيليّة، آيليت شاكيد في زيارتها الأخيرة للمغرب، عن تأييد بلادها لسيطرة المغرب على الصحراء الغربيّة.
وكان وزير خارجيّة إسرائيل ورئيس الوزراء المُنتهية ولايته، يائير لبيد، قد صرح خلال زيارته للمغرب (11.08.21) عن قلق دولة الاحتلال من التقارب بين إيران والجزائر، ودور الجزائر في شنّ حملةٍ ضدّ قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقيّ، وفق تعبيره.
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم