المــرأة الضحيــة والجــلّاد فــي «الصّديقــات»

مسلسل “الصّديقات” إخراج محمد زهير رجب يذهب أبعد من كونه استعراض راقص وأزياء ملفتة كما نظن في الوهلة الأولى للعرض.
على الرغم من إظهار المؤلّف أحمد السيّد المرأة على أنها قويّة ومستبِدة إلا أنها في مراحل ما تلعب دور ضحيّة الرجل، وهو ما تعيشه المرأة في بعض المجتمعات المنفتحة والتي تظهر جمالها كجزء لا يتجزأ من نجاحها كسيّدة أعمال يخاف من لسانها السليط ومن تواجدها في المجتمعات المنغلقة.
وخلف هذه النجاحات انكسارات ظهرت بشكل مباشر في عمل اختار الشخصيّة الفنيّة المناسبة للشخصيّات الأساسية والثانويّة لتناول مجموعة نساء سبق لهن العمل كراقصات بفرقة “القطط”، فتتقاطع قصصهن بمرور الزّمن، من خلال مجريات أحداث تمر بها كل شخصيّة على حدة، ولاسيما بعد مرور نصف مجريات الأحداث لتصبح أكثر إثارة وتشويقاً وخاصة بعد ظهور مضمون كل شخصيّة، دوافعها ورغباتها في الانتقام من الرجل، العنصر الأساسي في دوافعها، فتغير مسار حياتها لتبحث عن دورها الفعّال في الانتقام والوصول إلى السّلطة الثروة والمال والشهرة، والإشباع العاطفي بطرق غير أخلاقية.
يعرض المسلسل ظلم الأخ والخيانة الزوجيّة والغدر والسّرقة والاحتيال والقتل والاعتداء، الإدمان والانحلال الأخلاقي، والفتاة المتشبّهة بالرّجال، ذريعة ظروف حياتيّة تخلق منها شخصيّة رجوليّة فتضع أنوثتها جانباً، تلعب دور الشخصيّة الملفتة والغريبة نوعاً ما عن مجتمعها الفنانة رنا شميس التي استطاعت أن تؤدي دور الفتاة السند الوحيد لأهلها بحرفيّة لفتت الأنظار، ويُعطي المسلسل المرأة متنفساً ومساحة واسعة في إظهار تفاصيل مشكلاتها والتعبير عن انفعالاتها بين حقوقها وواجباتها.
لعب أدوار البطولة في المسلسل عدد من الفنانين النجوم، كما تألّقت الوجوه الشابة التي أبدعت في تجسيد مختلف الشخصيّات بحرفيّة عالية.