المقاومة الفلسطينية تثأر للقدس.. والكابينيت الإسرائيلي يصادق على هجمات جوية في غزة

تزامناً مع ما تشهده فلسطين المحتلة من ارتفاع حدّة توترات ومواجهات قد تقود إلى تصعيد خطير في الساعات المقبلة، وجهت المقاومة الفلسطينية عدة ضربات صاروخية للعدو في القدس المحتلة، أتت بعد منحه عصر أمس مهلة لسحب قواته من الأقصى ومستوطنيه من الشيخ جراح، والإفراج عن المواطنين الذين تم اعتقالهم خلال أحداث القدس الأخيرة.
ووجهت كتائب القسام ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة رداً على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى».
وقالت كتائب القسام في بيان إن ذلك «رسالة على العدو أن يفهمها جيداً وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا».
وبالتزامن، أعلنت «سرايا القدس» مسؤوليتها عن «استهداف جيب صهيوني شرق غزة بصاروخ موجه كورنيت»، مؤكدةً «إصابة الجيب بشكل مباشر».
وأضافت سرايا القدس أنها أطلقت 30 صاروخاً باتجاه مدينة سديروت بغلاف غزة.
كذلك، أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين قصف عسقلان وسديروت وكفار عزة بعشرات الصواريخ.
وأعلنت كـتائب القـسام، في وقت سابق أمس الإثنين، أن قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة تمهل الاحتلال حتى الـ6 مساء لسحب جنوده من المسجد الأقصى، وأيضاً للانسحاب من حي الشيخ جراح والإفراج عن المعتقلين و«إلا..».
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة: «إن قيادة المقاومة في الغرفة المشتركة تمنح الاحتلال مهلةً حتى الساعة السادسة من مساء اليوم لسحب جنوده ومغتصبيه من المسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، والإفراج عن جميع المعتقلين خلال هبّة القدس الأخيرة».
وأضاف في تغريدة له عبر حسابه في موقع «التليغرام»: «وإلا فقد أعذر من أنذر».
في السياق، استشهد 9 مواطنين بينهم 3 أطفال، مساء أمس الإثنين، في غارة إسرائيلية على بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأوضحت مصادر محلية لـ«وفا» أن طائرات الاحتلال قصفت بغارتين شرق بيت حانون، ما أدى لاستشهاد 9 مواطنين بينهم 3 أطفال، إضافة إلى عشرات الإصابات التي نقلت إلى المستشفى.
في غضون ذلك، صادق الكابينيت الإسرائيلي على هجمات جوية واسعة في غزة دون اجتياح بري، رداً على هجمات المقاومة الفلسطينية الصاروخية.
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام بإلغاء جلسة الكنيست الإسرائيلي ونقل أعضائه إلى منطقة محمية بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخاً على مدينة القدس.
ونشر حساب «وكالة شهاب للأنباء» في تغريدة عبر «تويتر» فيديو يظهر رئيس الكنيست ياريف لافين وهو يلقي كلمة أمام الأعضاء، وبعد حدوث نوع من البلبلة خلال الجلسة، قال لافين: «سنخرج في فرصة» ورفع الجلسة، ليغارد بعدها جميع الموجودين.
وأعلنت قوات الاحتلال حالة التأهب على حدود قطاع غزة، وأغلقت الطرق في مستوطنات «الغلاف»، فيما أعربت عن خشيتها من استهداف قناصين فلسطينيين جنوداً على الحدود، أو استهداف دبابة بصاروخ.
وشملت إجراءات الاحتلال إخلاء المستوطنين من الأماكن والشواطئ المعرضة لسقوط صواريخ، مثل شاطئ زكيم الذي تم إخلاؤه من المتنزهين.
وأوقفت إسرائيل حركة القطارات في العديد من الخطوط بالجنوب، من بينها خط القطار بين عسقلان وبئر السبع، وكذلك أغلقت محطات القطار في سديروت ونتيفوت وأفكيم، كما أوقفت حركة القطارات من الشمال إلى منطقة النقب الغربي عموماً.
وأصدر رئيس بلدية عسقلان «تومر جلام» تعليمات بفتح الملاجئ بالمدينة، قائلاً: «إنه على بالرغم من عدم تلقي تعليمات رسمية للقيام بذلك، فقد قررنا التعامل مع هذه القضية كإجراء احترازي».
كما أخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الإثنين المستوطنين من حائط البراق، غرب المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وقررت إسرائيل إلغاء المسيرة الاستفزازية للمستوطنين (مسيرة رقص الإعلام) التي كان من المقرر أن تنطلق مساء أمس الإثنين في مدينة القدس بذكرى ما يسمى «توحيد شطري القدس» المحتلة.
وعرضت محطات التلفزة الإسرائيلية مشاهد للمستوطنين الذين تجمعوا في القدس الغربية للانطلاق في المسيرة، وهم يهربون وسط حالة من الهلع بعد أن دوّت صافرات الإنذار في المدينة.
وصادرت القوات الإسرائيلية، مفاتيح المسجد الأقصى من حراس الأوقاف الإسلامية، مع ساعات الصباح الباكر يوم أمس.
وتجددت المواجهات داخل المسجد الأقصى بين الفلسطينيين المرابطين داخله والقوات الإسرائيلية، التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والصوتية وأطلقت عيارات مطاطية تجاه الفلسطينيين.
كما أغلقت القوات الإسرائيلية، العيادة الطبية في المسجد الأقصى «باللحام الحديدي»، لمنع علاج المصابين الفلسطينيين الذين وقعوا في اشتباكات مبكرة من صباح أمس.
وقال شهود عيان: «إن قوات الاحتلال اعتدت على الطواقم الطبية وأخرجت جميع من بالعيادة قبل أن تقوم بإغلاقها بشكل كامل».
وذكرت وكالة «وفا» أن الإصابات بين الفلسطينيين تعددت نتيجة «الاعتداءات الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المصلين في باحات الأقصى».
وتتعرض القدس المحتلة لحملة تهويد كبيرة خلال الأيام الماضية لإفراغها من الوجود الفلسطيني حيث أصيب خلال اليومين الماضيين أكثر من 300 فلسطيني برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود.

سيرياهوم نيوز-الوطن