يوسف فارس
غزة | بدّدت العمليات التي نفّذتها المقاومة خلال اليومين الماضيين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، طابع التشاؤم الذي خلّفه تنفيذها عدة مهمات قتالية باستخدام السكاكين. وأوصل استخدام العبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع على نحو غزير، الرسالة الدقيقة التي أراد المقاومون إرسالها من عمليات الطعن، وهي الاستعداد المطلق لمواصلة القتال حتى لو وصل بهم الأمر إلى استخدام الأظْفار لا السكاكين، فضلاً عن الروح المعنوية والشجاعة والكفاءة التي يتمتّع بها المقاومون في الميدان، حيث شارفوا على إنهاء الشهر الثالث من الحصار على شمال القطاع.
«أبو عبيدة»: مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدّم جيش الاحتلال
ونفّذت المقاومة، أمس، واحدة من أكثر عملياتها ملحمية وبطولة، إذ تمكّن عدد من المقاومين من تحرير عدد من الأسرى الذين كان يحتجزهم جنود الاحتلال في منزل كانوا يتحصّنون فيه. ووفقاً لبيان أصدرته «كتائب القسام»، أجهز المقاومون على ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا مكلّفين بحراسة المنزل، باستخدام السكاكين، ثم اقتحموا البيت وقتلوا كلّ أفراد القوة الراجلة باستخدام الأسلحة الرشاشة وغنموا أسلحتهم، وحرّروا عدداً من الأهالي الأسرى، قبل أن يعودوا إلى قواعدهم سالمين.
كذلك، تحدّثت «كتائب القسام» عن استهداف مقاوميها مجموعة من الجنود الذين كانوا يتحصّنون في منزل في حي التوام غرب جباليا بقذيفة مضادة للأفراد. كما أبلغ «الإعلام العسكري» التابع للكتائب، مع ساعات المساء، عن إطلاق عدد من قذائف الهاون في اتجاه تجمّع لجنود العدو، وعن تدمير دبابة «ميركافا» بعبوة «شواظ» في حي التوام. وأشارت «القسام»، أيضاً، إلى استهداف منزل كانت تتحصّن فيه قوات إسرائيلية راجلة بقذيفة «تي بي جي» قرب مفترق أبو شرخ غرب مخيم جباليا. وفي مخيم النصيرات وسط مدينة غزة، قالت الكتائب إن مقاوميها فجّروا دبابة «ميركافا» بعبوة ناسفة ذاتية الانفجار. وأوضح «الإعلام العسكري» أن مقاتلي «القسام» العائدين من خطوط القتال، أكّدوا تدمير دبابة «ميركافا» وروبوت مفخّخ بقذيفتي «ياسين 105».
من جهتها، أعلنت كل من «سرايا القدس» و»كتائب المجاهدين» و»لجان المقاومة الشعبية» و»مجموعات الشهيد عمر القاسم» تمكّنها من دكّ جنود العدو وتجمعاته في محور «نتساريم»، بقذائف الهاون وصواريخ «107». وفي المقابل، أقرّ جيش العدو بمقتل ثلاثة من جنوده في معارك جباليا، ما يرفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحصار على شمال غزة مطلع تشرين الأول الماضي، إلى ما يزيد عن 40 ضابطاً وجندياً.
وفي السياق، قال الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، «أبو عبيدة»، إن «جيش العدو يخفي خسائره وحالة جنوده المزرية في جباليا، وإن بطولات المقاومين وأداءهم الميداني نموذج ملهم لكل أحرار العالم». ولمّح إلى إمكانية اللجوء إلى إعدام المزيد من أسرى الاحتلال في الحيّز الذي يشهد عمليات برية، بقوله إن «مصير بعض أسرى العدو مرهون بتقدّم جيش الاحتلال لمئات الأمتار في بعض المناطق التي تتعرّض للعدوان».
أخبار سورية الوطن١ الأخبار