شهدت الساعات الـ24 الماضية كثافة كمية ونوعية في عمليات حزب الله ضد مواقع وتجمعات العدو وثكناته على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، توّجها بإسقاط طائرة من دون طيار من نوع «هيرمس 900» (كوخاف)، وهو ما وصفته وسائل إعلام العدو بأنه «ضربة مؤلمة»، و«إنجاز لحزب الله، إذ إنها الطائرة الكبرى للقيام بمهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية على مستوى الألوية والفرق، إضافة إلى تمتعها بقدرات هجومية». والمُسيّرة المتطورة من تصنيع شركة «إلبيت»، يديرها السرب 166، وتتمتع بالقدرة على التحليق لمدة تصل إلى 36 ساعة متواصلة على ارتفاعات عالية.وفيما نشر حزب الله توثيقاً لإسقاط الطائرة بصاروخ مضاد للطائرات، ذكرت القناة 12 العبرية أمس أن القوات الجوية الإسرائيلية بدأت التحقيق في الظروف التي أدّت إلى إسقاط الطائرة.
واستهدف حزب الله أمس مربضاً مُستجداً لمدفعية العدو في محيط موقع المنارة، وشنّ هجوماً جوياً بمُسيّرة انقضاضية على تجمع مُستحدث لجنود العدو وآلياته خلف موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، كما استهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية. ورداً على اعتداءات العدو على منطقة البقاع، استهدفت المقاومة مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف بعشرات صواريخ من صواريخ الكاتيوشا.
ونفّذ حزب الله السبت عدداً من العمليات ضد مواقع جيش العدو، فاستهدف منظومة التشويش على المُسيّرات في موقع العاصي بمُسيّرة هجوميّة انقضاضيّة، ومربض الزاعورة براجمة صواريخ كاتيوشا، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، وثكنة زبدين في مزارع شبعا. وفي القطاع الشرقي، استهدف الحزب تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع راميا، وضرب موقع المالكية بصاروخ بركان، إضافة إلى موقع جل العلام وانتشار لجنود العدو بين الموقع ومستعمرة شلومي بصواريخ بركان. كما استهدف تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة شتولا، وآخر في محيط ثكنة شوميرا، ونقطة الجرداح بصاروخ بركان. ونعى حزب الله المقاوم عبد الأمير حسن حلاوي من بلدة كفركلا في جنوب لبنان.
وفي إطار التحذير مما ينتظر إسرائيل فيما لو استمرت الحرب أو توسّعت، كتب جدعون ليفي في «هآرتس»، بمناسبة مرور نصف سنة على الحرب، «يبدو أنها لن تكون هذه المرة الأخيرة التي نحيي فيها هذه الذكرى، وليست لدى أحد في إسرائيل فكرة بشأن الكيفية التي ستكون فيها نهاية إحدى أبشع الحروب في تاريخنا، والتي تتراكم أضرارها بسرعة مذهلة بينما إنجازاتها توازي الصفر، وهي فعلياً غير موجودة». ورأى أن «نصف السنة الثاني يمكن أن يكون أسوأ من الأول؛ فاجتياح رفح يمكن أن يتسبب بمذابح لا تُقارَن بما فعلناه سابقاً، وإذا حدث ذلك، فإن الشمال سيشتعل، وإيران ستثور. إذاً، من الأفضل عدم دخول سيناريوهات رعب حقيقية للغاية»، إذ إن «إسرائيل ستواصل استقبال جثث أسراها كما جرى في الأمس، وستنضم الضفة إلى الحرب، وللمرة الأولى في تاريخها ستجد إسرائيل نفسها وحيدة في مواجهة هذا كله. فمن الأفضل أن نتوقف الآن، ويجب وقف كل نظريات نهاية العالم المرعبة، ووقْف الحرب. نصف سنة من الحرب كان كافياً بالنسبة إلينا، وأكثر من كافٍ».
في الأثناء، دعا رئيس مجلس مستوطنة المطلة على الحدود مع لبنان إلى إعادة المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية، قائلاً: «لقد ذهبت حياتنا كلها هباءً، وهذه أطول عملية إخلاء في تاريخ المطلة ونحن نفقد مجتمعات بأكملها».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية