حذرت سورية ” إسرائيل” ورعاتها من مخاطر سياساتهم العدوانية التي تدفع المنطقة نحو تصعيد شامل، مطالبة مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته ووضع قراراته ذات الصلة موضع التطبيق ،مشددة على حقَها المشروعَ في الدفاعِ عن أرضِها وشعبِها بكل الوسائلِ التي يكفلها القانون الدولي.
موقف سورية جاء في كلمة لوزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد خلال الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول بند: “الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية” وألقاها نيابة عنه مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك.
المقداد لفت إلى أن ما شهدناه، وما زلنا نشهده، منذ أكثر من ستة أشهر من تصعيدٍ إسرائيلي إجراميٍ في غزة، وما رافقه من اعتداءات متكررة على أراضي الجمهورية العربية السورية ودولٍ عربية أخرى، ليس وليد اللحظة، ولا دفاعاً عن النفس كما يزعم بعض رُعاةِ “إسرائيل” وحُماتِها، بل هو استمرارٌ لسلسلةٍ طويلة من المجازر وأعمال العدوان والإرهاب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود، والتي قوبلت للأسف بصمت مجلس الأمن وعجز الأمم المتحدة عن وضع قراراتها ذات الصلة موضع التطبيق جرّاء دعم الإدارات الأمريكية اللامحدود لإسرائيل.
وقال: “إن أنظار الملايين حول العالم ترنو اليوم للأمم المتحدة أملاً بأن تنهض بمسؤولياتها في حفظ السلم والأمن الدوليين، بما يستجيب لحالة الاستياء البالغ والألم العميق اللذين وحدا شعوب العالم والضمير الإنساني في مواجهة الإبادة الجماعية والفظائع الوحشية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني”.
وبين المقداد أن الفشل الذريع لمجرمي “إسرائيل” في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافهم العسكرية، دفعهم إلى قصف المدنيين بهذه الوحشية والدموية غير المسبوقة وارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والسعي لتصعيد الأوضاع وتفجير المنطقة بأسرها، في تكريسٍ واضحٍ لقانون القوة وشريعة الغاب على حساب أحكام القانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، مبينا ان ذلك جاء بشلِّ الإدارة الأمريكية لمجلس الأمن ووقوفها ضد إرادة الغالبية العظمى من أعضاء المجلس بشكلٍ خاص وأعضاء الأمم المتحدة بشكلٍ عام.
المقداد الذي أدان بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، محملا سلطات الاحتلال والدول الداعمة لها المسؤولية الكاملة عن التصعيد وتداعياته، أكد أن هذه الجرائم لا تنفصل عن جرائمها في الجولان العربي السوري المحتل، وامعانها في سياستها الاستيطانية التوسعية الرامية لتكريس الاحتلال، وإطالة أمده، وفرض التغيير الديمغرافي، ومصادرة الأراضي وإقامة مشاريع ذات آثار خطيرة على حياة السوريين وسبل عيشهم.
وقال:” لقد شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة اعتداءات هيستيرية طالت مناطق في دمشق ومحيطها، ودير الزور وحلب وريفيهما، والمنطقة الجنوبية، وأدّت إلى استشهاد مدنيين أبرياء وإصابة آخرين وإلحاق أضرار مادية كبيرة. وبلغ الاستهتار الإسرائيلي بالمواثيق والمعاهدات الدولية حد استهداف مبانٍ دبلوماسية؛ وهو ما تجلى في استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بعدوان جوي إسرائيلي أدى إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله من إيرانيين وسوريين، إضافةً إلى عددٍ من المارّة، وذلك في تصعيدٍ خطير وانتهاكٍ جسيم للاتفاقيات والأعراف الدولية التي تكفل حماية المقرّات الدبلوماسية والعاملين فيها.
وأضاف:”بالتزامن مع هذه الاعتداءات الهمجية على سورية، شنت التنظيمات الإرهابية المتواجدة في شمال غرب سورية، وتنظيم داعش الإرهابي، هجماتٍ على المدنيين والعسكريين، الأمر الذي يؤكد مجدداً الترابط والتنسيق بين سلطات الاحتلال الإسرائيلية وأدواتها من الإرهابيين”.
سيرياهوم نيوز 1_ الوطن اون لاين