آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » المكاتب العقارية خارج الضوء..؟! 

المكاتب العقارية خارج الضوء..؟! 

 

 

سلمان عيسى

 

مازلت اتذكر ذلك اليوم من عام 1990 عندما قررت الخروج من المدينة الجامعية في دمشق للسكن في غرفة مستأجرة في احد الأحياء الشعبية بالمدينة _ بدأت اولا في مناطق الدحاديل ونهر عيشة والاحياء القريبة إلى صحيفة تشرين التي كنت أعمل بها.. بعدها قادني البحث إلى ركن الدين والشيخ خالد في اعلى قمة من قاسيون باتجاه مساكن برزة.. حيث كان الوصول إلى ذلك المكان يحتاج إلى استئجار ( سوزكي)

كان الدلال الذي يبحث لي عن بيت قصير القامة بدين جدا، لكنه يتمتع بموهبة نادرة في اقناع الزبون بأن هذه الغرفة تمتلك مواصفات ممتازة وتليق بالزبون.. في بناء اشيد باللبن كان فيه فتحة سماوية، كاد الرجل ان يقول شعرا بها وكيف ان الشمس من مطلعها وحتى ترتمي خلف قاسيون لا تغيب عنها.. المهم صرفنا النظر عن هذه المنطقة بعد ان اقمت فيها اسبوعا.. إلى أن فتحها الله علينا بغرفة في حي تشرين..

منذ عام 2013 وانا أكرر نفس التجربة في طرطوس.. لكن مع نماذج مختلفة من ( الدلالين).. هم أصحاب مكاتب عقارية يحملون جوالات متطورة ولديهم الكثير. من ( الوشيشة) ولهم وظيفة واحدة هي قسم اليمين.. بالله والأنبياء والاولياء الصالحين.. ويقبضون الثمن..هذه طريقتهم في العمل وهم احرار.. لكن ما يجب الوقوف عنده هي الأموال الكبيرة التي يجنونها ولا يدفعون مليما واحدا للخزينة.. المؤجر المستأجر يدفعون ما يعادل أجرة شهر.. فما بالك والآجارات في طرطوس اغلى من اية محافظة اومدينة في سوريا.. ما يتم تحصيله لهم وحدهم ولا يشاركهم بها احد حتى مديريات المالية التي تقوم بجباية الضرائب من أصحاب محلات السمانة وتترك هؤلاء دون أدنى سؤال..

صحيح ان المؤجر يدفع رسوم البلدية أثناء تنظيم العقد حسب قيمة الايجار التي يمليها الدلال.. ويقوم المؤجر و المستأجر بدفع الرسوم المالية أثناء تثبيت العقد في مديرية المالية..

يمكنني طبعا وبحكم التعامل مع هذه المكاتب ان استثني أشخاصاً لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد الواحدة في طريقة وأسلوب تعاملهم مع الزبائن بطريقة لطيفة وصريحة ان كان مؤجرا او مستأجرا.. لكن في التعاملات المالية الجميع سواسية..

ضبط هذه الحالة بسيط جدا ولا يحتاج إلى كثير من الوقت او العناء.. لان كل العقود يتم تنظيمها في النافذة الواحدة ويتم ذكر قيمة الايجار على العقود من قبل الموظفين في هذه النافذة.. هل يعقل مثلا ان يكون ايجار غرفة واحدة على سبيل المثال هو ١٥ او ٥٠ الف ليرة.. فما بالك بسعر شقة كاملة ويتم تدوين قيمة الايجار بألفين او عشرة ألاف ليرة ليتم احتساب الرسوم البلدية و المالية بناء على هذا الرقم.. ؟!

ببساطة الموضوع يحتاج إلى تفعيل دور لجان التخمين التي تدرس مساحة الشقة وعمرها الزمني وتعطي رقما تأشيرياً قد ينصف الخزينة العامة ويقلص كثيرا تغول أصحاب المكاتب العقارية من خلال فرض رسوم على حصصهم من عقود الايجار..

و ببساطة أيضا يمكنهم الحصول على العقود من النافذة الواحدة.. او نماذج منها ويقارنوا بين الأرقام المدونة على العقود والواقع العام لأسعار الايجارات في اي مدينة كانت..

ضرائب الدخل التي تفرضها وزارة المالية طالت كل النشاطات الاقتصادية و التجارية وحتى الزراعية وشريحة الموظفين.. واجزم ان لا شراكة بين الدوائر المالية والمكاتب العقارية.. فلم هذا التهاون مع هذا النموذج من الأعمال..؟!

(موقع سيرياهوم نيوز-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...