آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » الملاذ ليس ذهباً ولا دولاراً.. الملاذ قرار والسيولة يابانية

الملاذ ليس ذهباً ولا دولاراً.. الملاذ قرار والسيولة يابانية

 

فرح مراد

 

في أسبوعٍ بدأ على إيقاع التصعيد بين إيران وإسرائيل، كان من الطبيعي أن تعود الأسواق إلى غرائزها الأولى، فتتجه أنظار المستثمرين نحو الذهب. ومع ذلك، خسر الذهب أكثر من نصف نقطة مئوية خلال أربعة أيام متتالية، بينما تقدّم الدولار بثقة ليُصبح العملة الأفضل أداءً بين نظيراتها في مجموعة العشرة الكبار.

 

غالبًا ما تُعزى تحركات الدولار إلى السياسة الخارجية الأميركية أو مزاج الاحتياطي الفيديرالي، لكن ما حدث هذا الأسبوع كان مدعوماً بهدوء اليابان.

 

بنك اليابان، الذي أبقى سعر الفائدة عند 0.50%، صوّت بأغلبية شبه كاملة على خفض تدريجي في مشتريات السندات الحكومية، وفق خطة تمتد حتى عام 2027. قرار لا يُحدث ضجيجًا، لكنه يقول الكثير للأسواق: لا تغيير جذرياً، ولا تشديد مفاجئاً، ولا كلفة إضافية للتمويل.

 

 

 

الين الياباني مستقر

 

وفي عالم تُبنى مخاطره على الفروقات الصغيرة بين العملات، لم يكن استقرار اليابان موقفًا محايدًا، بل كان بمثابة إذن ضمنيّ باستمرار التمويل الرخيص. حين تبقى اليابان كما هي، يعود الأمان إلى تمويل الدولار.

 

منذ سنوات، يمثّل الين الياباني العمود الفقري لمنظومة الـ carry trade، حيث يُقترض الين بسعر فائدة منخفض لتمويل مراكز بالدولار أو أدوات ذات عائد أعلى.

 

وحين يُبقي بنك اليابان هذه البيئة قائمة، فهو لا يدفع السوق إلى الأمام، لكنه يمنحها مساحة كافية للمراهنة، ويعيد للدولار دورًا لم يكن ممكنًا بدونه.

 

 

الذهب لم يتراجع لأنه ضعيف

الملاذ لا يُطلب إلا عندما تُحاصر الثقة. وحين تبقى الفوائد على حالها، والسيولة لا تُسحب، يظل الذهب موجودًا… لكن في خلفية المشهد، كاحتمال مؤجَّل.

صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بالذهب شهدت هذا الأسبوع تدفقات خارجة، مما يعكس بوضوح أن المستثمرين لم يشعروا بالحاجة إلى التراجع، بل فضّلوا البقاء في داخل السوق، حتى مع تصاعد التذبذب.

 

 

 

 

 

المفارقة: البنوك المركزية تشتري الذهب… والسوق تراهن بالدولار

في استطلاع حديث نشره مجلس الذهب العالمي، أشار أكثر من ٧٠ من البنوك المركزية للاقتصادات المتقدمة والناشئة إلى نيتها زيادة احتياطاتها من الذهب، ضمن اتجاه مستمر لتقليص الاعتماد على الدولار.

 

لكن هذا التحوّل -رغم أهميته البنيوية، لم يكن هو ما حرّك السوق هذا الأسبوع. ما منح الدولار زخماً، وما أزاح الذهب إلى الهامش، كان ببساطة: قرار اليابان أن تبقى كما هي. ليس تغييرًا في اتجاه المخاوف، بل تهيئة لهدوء نادر في أول أسبوع من التوترات.

 

 

 

**فرح مراد، محللة أولى للأسواق في مجموعة Equiti

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المالية: الحد الأقصى لصرف الرواتب 28 من كل شهر

أصدرت وزارة المالية تعميماً أكدت فيه ضرورة صرف الرواتب والأجور للعاملين في الدولة في حد أقصى، يوم الـ28 من كل شهر. وتم الطلب حسب التعميم ...