غالباً ما تشتهر البلدات والمناطق السورية بزراعة محصول معين أو بصناعة تنسب لها بحكم أنها المصنع الوحيد والأول لها كذلك يعتبر صنع (الملبن) الحمصي وأكثر تحديداً ملبن قرية (المتعارض) في ريف حمص الغربي الأكثر تميزاً في سورية.
وتشتهر قرية (المتعارض) بهذا النوع من الصناعات والذي يعد كنوع من الحلوى لأنها مشهورة بالكم الكبير من إنتاج العنب فـ (الملبن) يصنع من العنب وتقوم نساء القرية بصناعته يدوياً وفقاً لما تعلمنه من الجدات.
رقائق صفراء بسمك 2 ملمتر تصنعها عائلة نجلاء رستم وتحافظ عليها كتقليد سنوي عند قرب انتهاء موسم العنب حيث تقوم بقطف العنب ومن ثم غسله وعصره ليصبح سائلاً رخو القوام تتم بعدها تصفيته من الشوائب وإضافة الطحين إليه ووضعه على النار ليغلي مع التحريك المستمر حتى يصير سائلاً متماسكاً لافتة إلى أنه بعد ذلك يفرش السائل على قطع من القماش الأبيض في مكان مفتوح حتى يجف ويعبأ بعدها في علب للضيافة.
ويعتبر الملبن من الحلويات الشتوية وفق هيام سكاف لافتة إلى أن النسوة في القرية يقمن بصنعه في فصل الخريف للاحتفاظ به لأيام الشتاء وتقديمه مع مكسرات الجوز واللوز للضيوف إلى جانب المدفأة لكونه من الحلويات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الطاقة والفيتامينات مشيرة إلى أن صناعته أصبحت مصدر رزق للكثير من نساء القرية حيث يباع لكل المحافظات لشهرته القديمة.
وأكدت أن ارتفاع سعر العنب والمواد الداخلة في صناعة الملبن زادت من سعره هذا العام ووصل لأكثر من 5 آلاف ليرة للكيلو الواحد.
ويعتبر طقس صناعة الملبن من الطقوس القروية المحببة لأهالي المتعارض حيث ينتظرون كما تقول الطالبة الجامعية نور اليوسف موسم قطاف العنب من كل عام بشغف ليعيشوا أجواءه حيث تنشغل ربات البيوت به وتضيف: “مهما تطورت الصناعات ودخلت فيها الألوان والمغريات لشرائها إلا أن الصناعات القروية اليدوية تبقى لها النكهة والطعم الخاص الذي يحمل رائحة الأرض والطبيعة والأشجار”.
مثال جمول