| ناصر النجار
غادرنا أول من أمس الثلاثاء المنتخب الأولمبي لكرة القدم إلى السعودية لإجراء معسكر خارجي هناك حتى موعد السفر إلى الأردن حيث تنطلق التصفيات الآسيوية مطلع أيلول، وسيلعب في معسكره بالسعودية مع منتخبها الأولمبي في 28 من الشهر الجاري.
غاية المعسكر الاستعداد للتصفيات المؤهلة إلى النهائيات الآسيوية وهي بدورها تؤهل أربعة منتخبات للالتحاق بأولمبياد باريس 2024، لذلك نجد أن منتخبنا الأولمبي تنتظره مهام جسام وبطولة أهم وأصعب إن استطاع تجاوز مجموعته في التصفيات التي تضم عُمان وبروناي والأردن الدولة المستضيفة ونظام التصفيات يقتضي بتأهل بطل كل مجموعة إلى النهائيات من المجموعات الإحدى عشرة إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني من هذه المجموعات.
وحظوظ التأهل المؤكدة أن يتصدر منتخبنا مجموعته بأي طريقة سواء بثلاثة انتصارات أو انتصارين وتعادل، أو أن يكون حظه ضمن أفضل الثواني بأن يحقق انتصارين وهنا عليه أن يجمع أكبر قدر من النقاط حتى لا يجد من ينافسه على بطاقات الترضية من المجموعات الأخرى.
المجموعة التي سنواجهها في الأردن صعبة جداً، لكن من باب التفاؤل نقول: هي ليست مستحيلة، والحقيقة التي علينا الاعتراف بها أن الأردن سبقتنا بعالم كرة القدم أشواطاً كثيرة ويعتبر اليوم التعادل أو الفوز عليها من باب الإنجاز، أما عُمان فهي في تطور مطّرد وإن كانت قبل سنوات قليلة نتفوق عليها أو تماثلنا بالمستوى والنتائج إلا أن كرتها اليوم أفضل من كرتنا على صعيد المستوى الإداري والتقني والفني، وآخر لقاء جمعنا مع العمانيين قبل عام فزنا به 1/صفر وفي بطولة غرب آسيا بالسعودية، ويبقى منتخب بروناي وأتوقع أن يكون (ملطشة) لبقية الفرق، من هذا التوصيف علينا أن نجتهد في المباراة الافتتاحية مع عمان لكي ندخل بثقة كبيرة وهمة أكبر ومعنويات عالية، لأن الفوز على عمان ومن بعده برناوي (المضمون) يضع أقدامنا على عتبة التأهل للنهائيات، وهذا يؤكد أن مباراة عُمان ستكون المفتاح وتعادل كل المباريات وكل فترات التحضير السابقة وما فيها من نتائج وإنجازات.
مباراة السعودية التحضيرية قد تكون مهمة من باب الحالة المعنوية وفوائدها كثيرة لأنها ستكون المحطة الجدية الأخيرة قبل الدخول في معركة التصفيات، ونأمل من أصحاب الضيافة أن نلعب مع المنتخب الأولمبي لا أن يقدموا لنا منتخب الشباب للمرة الثالثة لنواجههم كما حدث في الدورة العربية بالجزائر.
الاستقرار الغائب
أكثر شيء تعاني منه منتخباتنا الوطنية عدم الاستقرار وهذا ما نلمسه تماماً في المنتخب الأولمبي وهذا يدل على تخبط فني وإداري، فأما السابقون كانوا جاهلين وأما غير عارفين بمستوى لاعبينا أو إن الجدد يريدون أن يثبتوا أخطاء الآخرين وأن يقدموا أنفسهم على أنهم منقذون لكرتنا، والغريب أن المدرب المصري كان في المرحلة السابقة مدرباً مساعداً للهولندي مارك فوته أي إنه يعرف (البير وغطاه) فهل كان ساكتاً عما يجري من أخطاء سابقة إن وجدت، أم إنه يريد أن يفعل كما يفعل كل المدربين العرب فيسقطون من سبقهم!
نجاح المنتخبات يكمن بالاستمرار، ولم تنجح أي دولة في عالم كرة القدم إلا من خلال البناء الصحيح وأهم ركن ركين فيه هو الاستقرار.
المنتخب الأولمبي الحالي بدأ تشكيله قبل عام تقريباً وخاض أولى منافساته الرسمية في أول تشرين الثاني الماضي في السعودية ببطولة غرب آسيا ونال المركز الثالث، وكان من المفترض بهذا المنتخب أن يستمر قدماً وأن تتم معالجة ما فيه من ثغرات ونواقص ليتابع الخطوات ويرتقي إلى الأمام، لكن مع المنتخب الأولمبي سارت الأمور عكس ما تشتهي سفينة النجاح وبدأت العصي توضع في العجلات وتسربت المشاكل الداخلية إلى المنتخب ليدفع ثمن ذلك المدرب الهولندي مارك فوته بإقالته بعد أن بنى الفريق الحالي منذ أن كان لاعبوه بمنتخب الشباب، ولنا هنا عدة ملاحظات:
أولاها: ما الآلية التي يتم من خلالها تقييم عمل المدرب سواء كان وطنياً أم عربياً أم أجنبياً، المشكلة أننا نقيم عمل كل المدربين من خلال النتائج فقط، دون النظر إلى بقية المسائل الأخرى التي قد تكون أكثر أهمية من النتائج ذاتها، وقد تتعلق بعمليات البناء الصحيح والاختيار الأفضل، والسير بمبدأ الخطوة خطوة.
ثانيتها: مَن يقيّم عمل المدرب؟ هنا نجد أن المشرفين على المنتخب هم من يقيمون المدرب وللأسف أن أغلبهم غير قادر على التقييم الفني لأن المشرفين أغلبهم إداريون ولم يلعبوا كرة قدم ولم يمارسوا مهنة التدريب، وغير عالمين بأسلوب اللعب ومناهج التطوير، وللأسف فإن هؤلاء يظنون أنهم سقف الكرة!
بينما المفترض أن يكون مشرف المنتخب من الفنيين الثقات وما أكثرهم في كرتنا! وهنا نسأل أين دور لجنة المنتخبات الوطنية في هذا الأمر الحيوي أم هي خلبية لا عمل لها وهي عبارة عن حبر على ورق؟
ثالثتها: قبل أن نسأل عن النتائج وإقالة مارك فوته بعد غرب آسيا، هل قمنا بواجب التحقيق والبحث عن أسباب المشاكل المفتعلة والخلافات مع المدرب في معسكر لبنان وبطولة العراق، وكيف هي نفسية المدرب واللاعبين في المباريات وهم يواجهون وضعاً حرجاً متأزماً.
نحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن المدرب الهولندي، لكننا بصدد كشف الآليات الخاطئة التي تقوم عليها منتخباتنا، وأنا لا أستبعد هنا أن يكون من وضع العصي في عجلات المنتخب له مآرب شخصية أخرى تصب في مصالح فردية تتعلق بالعلاقات مع المدربين!
في المهم علينا أن ننظر إلى واقعنا لنجد أن المدرب الذي يأتي إلى كرتنا يريد أن يبني مستقبله على أكتافنا، وقليل جداً من المدربين الذين يقبلون بظروفنا من حيث طبيعة المنشآت وفقر الإمكانيات المالية والتقنية فضلاً عن أن قيمة العقود المالية تقبض عبر الاتحاد الآسيوي، لذلك إن وجدنا مدرباً مجتهداً فعلينا المحافظة عليه.
فكرة اتحاد كرة القدم بالأصل هي ناجحة من حيث المبدأ فعندما نتعاقد مع مدربين أجانب لمنتخبات القواعد، قد تكون الخيارات فاشلة كما حدث مع الهولندي الآخر ويكلكو فان بيرن، أو مع الأرجنتيني ماركوس الذي يتبع للاتحاد الرياضي العام، لكن قد نكون خسرنا مارك فوته بالفعل!
جديد مضطرب
نعود إلى المرحلة الثانية بعد غرب آسيا ليتم اختيار مساعد مارك فوته المدرب المصري تامر حسن الأطرش باعتباره مناسباً وكان مرافقاً للمنتخب ويملك شهادة (بروفيشنال) بعكس العديد من مدربينا الذين لا يملكونها، المنتخب بعد معسكر قصير طار إلى الجزائر للمشاركة بالدورة العربية، لكن الطامة الكبرى أن المنتخب استعان بثلاثة لاعبين تجاوزوا سن 23 وهي خطيئة كبرى، وفي السؤال عن أسباب ذلك قال لنا مدرب المنتخب: الأولمبي بحاجة إلى حالة معنوية ترفع من نفسيته المحطمة بعد توالي الخسارات (هما خسارتان فقط) والكرة السورية بحاجة إلى إنجاز!!
ما وجدناه في الجزائر أن أغلب المنتخبات لعبت بمنتخبات رديفة للأولمبي أو بمنتخب الشباب، وكان منتخبنا هو الوحيد الكامل والمتكامل ومع ذلك فشل بتجاوز شباب السعودية مرتين، بل خسر اللقب الذهبي أمامهم.
فضية للتاريخ والأرشيف لا تضر، لكن الضرر بتجدد المشاكل داخل معسكر المنتخب وحدث ما حدث بعدها ولا نريد الخوض في هذه التفاصيل الآن.
والضرر الأكبر أننا حرمنا عدداً من اللاعبين فرصة احتكاك ومعسكر مهم فإذا كان (كما يقولون) نقطة الضعف في حراسة المرمى والظهير الأيسر وقلب الهجوم، أفلم تكن البطولة فرصة مناسبة لتقوية هذه المراكز وصقل من يشغلها، وها هم اليوم سيواجهون المباريات الأهم وقد غابوا عن آخر فترة تحضير وما فيها من مباريات ومعسكرات، فهل كان وجودهم في الجزائر أهم من بقائهم على مقاعد الانتظار أم إن الميدالية الفضية أفضل بما ينتظرنا من تصفيات مهمة؟ وإذا عدنا إلى المربع الأول وهو ضرورة الاستقرار والاستمرار، فإننا استغربنا من دعوة 40 لاعباً إلى المنتخب بعد رحلة الجزائر، وهذا يرسم الكثير من إشارات الاستفهام العريضة وذلك لأسباب عديدة في أهمها أن لاعبينا معروفون مكشوفون والدليل أن الاختبار النهائي انتصر للقدامى ولم يضم المنتخب في صفوفه إلا لاعباً واحداً جديداً، لذلك فإن الموضوع يندرج تحت بند هدر المال والوقت.
من الضروري دائماً ترميم المنتخب ولكن ليس بهذا الشكل غير المفيد، على العموم فإن الدوري الأولمبي سيتيح لنا اكتشاف المواهب الجديدة والعناصر الفاعلة دون الحاجة إلى مثل هذه المعسكرات وهذه التجارب.
اللاعبون
سافر مع المنتخب اللاعبون: محمد عثمان (الوحدة)، محمد حاتم النابلسي (الشرطة)، وسيم أيوب (المجد)، محمود الأسود، هيثم اللوز (الكرامة)، محمد أسعد، أحمد حاتم (تشرين)، خالد الحجة (حطين)، مصطفى سفراني ومحمد نور خميس (الطليعة)، محمد حسوني، علي الرينة، محمود نايف، عامر فياض، حسن دهان، محمد ريحانية (الطليعة)، عبد الرحمن الحسين (الفتوة)، المقداد أحمد، محمود مهنا (جبلة)، وسينضم إلى معسكر السعودية الحارس مكسيم صراف (روسيا) والحارس مؤيد الكرنيب (السعودية)، يوسف فرحة (السعودية)، براء كياع (تركيا) وألويفر كاسكاو.
وسينضم إلى منتخبنا بالتصفيات في الأردن كل من: أحمد الدالي، عمار رمضان، هوزان عثمان، زياد غنوم ومالك جنعير.
رحلة المنتخب في عام
– بطولة غرب آسيا في السعودية 1/11 حتى 15/11/2022.
خسارة مع البحرين 1/2، وفوز على السعودية 2/1، تعادل مع قطر 1/1 في نصف النهائي والخسارة بالترجيح 5/6 وفوز على عُمان 1/صفر والمركز الثالث.
– معسكر لبنان من 1/6 وحتى 7/6/2023.
خسارة مع لبنان 2/3 وفوز على لبنان 3/1.
– بطولة غرب آسيا في كربلاء العراق من 8-15/6/2023.
– خسارة أمام فلسطين صفر/1 وأخرى أمام إيران 1/3.
– بطولة الدورة العربية في الجزائر من 2/7 إلى 15/7/2023.
تعادل مع شباب السعودية 1/1 مع فلسطين صفر/صفر، فوز على موريتانيا 4/2، فوز على السودان في نصف النهائي 2/صفر، تعادل مع شباب السعودية 1/1، وخسارة اللقب بركلات الترجيح 5/4.
لعب المنتخب خلال عام 13 مباراة فاز في خمس مباريات وتعادل في أربع وخسر مثلها، علماً أن تعادلين من الأربع انتهيا بالخسارة بركلات الترجيح.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن