آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » المنظومة الأخلاقية للإسلام توصد أبواب الفتن وتبني السلم الاجتماعي المتين

المنظومة الأخلاقية للإسلام توصد أبواب الفتن وتبني السلم الاجتماعي المتين

لا خلاف في أنّ الأمن والأمان، والسلم والسلام، مطالب عظيمةٌ تسعى جميع الأمم إلى تحقيقها، وعادةً ما تبذل الدول والشعوب في سبيل تحقيقها كلّ ما تملكه من طاقاتٍ ماديةٍ ومعنويةٍ.. مسلمات يؤكدها الشيخ أحمد خضرالمحمد في حديثه الطيب لـ”الثورة”، مشيراً إلى أنه في ديننا الإسلامي، ما يؤيد هذه المطالب الإنسانية بل كلّ تشريعاته فيها ما يدعمها، ويمنع من محاربتها واستئصالها تحت أي حجةٍ.قال الله تعالى في سياق كلامه على امتنانه على قريشٍ: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} من هذا النص القرآني يتبين لنا أهمية الأمن والسلم في استقرارالحياة البشرية.وحينما ترك سيدنا إبراهيم ابنه إسماعيل- عليهما السلام- وزوجه هاجراً عند البيت دعا ربه: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}، فقدّم طلب الأمن على طلب الرزق، وذلك لأهمية الأمن في تحصيل الحياة الطيبة.

وأوضح الشيخ المحمد أن السلم الأهلي يتمثل في أقصى إشباعٍ ممكنٍ لاحتياجات الجماهير في إطار العدالة الاجتماعية التي تنبذ الصراع بين الناس في المجتمع، وتعمل على توفير المناخ الملائم لكي يعيش المجتمع في إطارٍ من التعاون والشعور بالأمن والسلم الأهلي، والعمل كذلك على منع الحرب الأهلية في المجتمع.

وتابع الشيخ المحمد قائلاً: وبناءً على ما سبق، فإنّ المجتمع الذي يضعف فيه سلطان العدالة، وتنتشرفيه ممارسات الظلم والعدوان، ويعاني فيه بعض الناس من الحرمان من حقوقهم، ويستقوي فيه القوي على الضعيف، بالتأكيد سيفقد أبناؤه نعمة السلم الأهلي والأمن الاجتماعي.ومن هنا أولت النصوص الإسلامية عنايةً رفيعةً بكلّ القيم والأخلاق التي توصل المجتمع الإسلامي إلى الأمن والاطمئنان، والعدل والاستقرار، حيث يقرر القرآن في آيةٍ جامعةٍ مانعةٍ أهم الفضائل المرغب فيها، والرذائل المنفر منها، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.ويطول بنا المقام لو أردنا استعراض الأخلاق التي حثنا عليها ديننا، من الرفق والإيثار وحسن الظن والتعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شك أنّ هذه المنظومة الأخلاقية التي تلجم كلّ نوازع الشر، وتثوّر كلّ بذورالخير، وتُوصد أبواب الفتن والنزاعات، ستؤدي في النهاية إلى بناء سلمٍ اجتماعيٍّ متينٍ يمنع انهيار الأمة، ويوجهها نحو التقدّم والازدهار في مجالات الحياة كافةً.وقد تجلَّى مفهوم حماية السلم الأهلي والاستقرارالداخلي في أوضح صوره في موقف الخليفة الراشدي عثمان بن عفان- رضي الله عنه- حين رفض رفضاً قاطعاً قمع الخارجين على سلطته، وأمرمن حاولوا الدفاع عنه كفّ أيديهم، عازماً على أن يفدي الأمة بنفسه، ويُؤثِر وحدتها على حياته.وشتان بين عثمان- رضي الله عنه- الخليفة الراشدي الثالث، وبين كثيرٍ من زعماء عصرنا، الذين يضحّي الواحد منهم بآلافٍ، بل بملايين من شعوبهم في سبيل الحفاظ على نفسه وسلطانه، وما فعله طاغية الشام بشار من قتلٍ واعتقالٍ وتهجيرٍ بالشعب السوري، يعرفه القاصي والداني.وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأصل في علاقة المسلم بالآخرهي السلم لا الحرب، فهذه الأخيرة لا يلجأ إليها إلا في حالة الضرورة، فهي ليست محبوبةً من حيث المبدأ، بل مكروهة في نفوس المؤمنين، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ}.وفي الختام يؤكد الشيخ المحمد أن الإسلام دين أمنٍ وسلامٍ، وهو نظامٌ يستهدف أن يعيش كل الناس تحت لوائه متحابين، متضامنين، متعاونين، وإن اختلفوا في عقائدهم ومذاهبهم.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الأوقاف تعلن عن مسابقة قرآنية لمنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية

أعلنت مديرية شؤون القرآن الكريم في وزارة ‏الأوقاف بالتعاون مع مديرية أوقاف دمشق اليوم عن مسابقة “النصر القرآنية” ‏لعام 1446 هجري لمنتسبي وزارتي الدفاع ‏والداخلية، وذلك ...