أعلن حزب “القوات اللبنانية” في لبنان “التعبئة الانتخابية” العامة، اليوم السبت، وسط محاولات لحسم السيطرة على المؤسسات الدستورية، وتصعيد للاشتباك السياسي.
المواجهة تبرز من خلال تصعيد الجبهات الداخلية والإقليمية، الأمر الذي يرفع علامات الاستفهام بشأن إذا كانت الأزمة اللبنانية محصورة في القضايا الاقتصادية والاجتماعية.
يحاول بعض الأطراف تصوير الاستحقاق الانتخابي في لبنان بمعركة مصيرية، وإعلان القوات اللبنانية “التعبئة الانتخابية” العامة هو أمر مفهوم في سياقات التنافس في السباق الانتخابي، لكن الأسئلة تكثر عن التوقيت المبكّر والأدوات ولغة الخطاب. فلماذا تفتتح هذا المسار بالتجييش والاتهامات لحزب الله والتيار الوطني الحر؟ ولماذا تبحث عن أصوات خلف التدافع نحو الانقسام، والدفع إلى التحريض؟
في هذه الأجواء، خرجت دعوة إلى الحوار من بعبدا، بحيث أطلق الرئيس اللبناني ميشال عون دعوة إلى الحوار الوطني، من أجل التفاهم على 3 مسائل، والعمل على إقرارها ضمن مؤسسات البلاد، وهي: اللامركزية الموسَّعة إدارياً ومالياً، والاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان، وخطة التعافي مالياً واقتصادياً.
دعوة عون قوبلت باعتذار من رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، سعد الحريري، عن عدم تلبيتها، في حين أبلغ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى عون أنّ “الوقت ليس ملائماً لعقد مؤتمر للحوار حالياً”.
في هذا الصدد، أكد الكاتب الصحافي غسان سعود، في حديثٍ إلى الميادين، أنّ “الحملة ضد حزب الله ورئيس الجمهورية هي بسبب مواقفهما من صفقة القرن وتوطين اللاجئين”، مضيفاً أنّ “من يتحمل مسؤولية الأزمة هو من منع استخراج النفط، وهو الأميركي”.
ورأى سعود أنّ “ما دفع اللبناني إلى الهجرة هو السياسات الأميركية في لبنان”.
كما لفت سعود إلى أنّ “المحور الأميركي هو الذي هجّر المسيحيين من العراق”، مؤكداً أنّ “محور المقاومة حمى المسيحيين في سوريا في مواجهة “داعش””.
واعتبر سعود أنّ “من يريد الحديث عن السيادة، عليه أن يذهب إلى استخراج النفط من البحر”، مشيراً إلى أنّ “السيادي يتّخذ موقفاً من جميع الجهات الخارجية التي تتدخل في لبنان”.
وأوضح أنّ ذهاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “إلى خيار المشاكل الأمنية، وارد”.
من جهته، قال الأستاذ في القانون الدولي، المحامي أنطوان سعد، “إننا فقدنا مقومات الدولة، والجميع يعوّل على الانتخابات المقبلة”، مضيفاً أنّ هناك “إرادة للتخلص من التقليد والواقع الإفلاسي في كل مقوّمات الدولة”.
ولفت إلى أنّ “الدولة ليس لديها سلطة سيادية عند حدودها البرية والبحرية والجوية”، مشيراً إلى أنّ “السلاح أصبح شريكاً للسلطة في الحكم، ويستأثر بالقرار السيادي”.
بدوره، اعتبر الخبير في الشؤون السياسية، الدكتور وسيم بزي، أنّ “مفهوم التعبئة مصطلح يُستخدم في الحروب، ورئيس حزب القوات سمير جعجع يخوض المعركة الانتخابية بإرث عسكري”، مؤكداً أنّ جعجع “يمثل رأس الحربة السعودية في المشروع الانتخابي المقبل”.
وأكد بزي أنّ “سلاح المقاومة هو الوسيلة الوحيدة التي أعادت إلى لبنان حضوره وكرامته الوطنية”، لافتاً إلى أنّ “حزب القوات هو الوحيد التي يتلقّى شهرياً مبالغ مالية من السعودية”.
يُذكَر أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعلن، في وقت سابقٍ اليوم، التعبئة الحزبية الشاملة، من أجل خوض المعركة الانتخابية، داعياً إلى “تحويل كل الهيئات الحزبية، من منسقيات ومصالح وأجهزة ومكاتب، إلى ماكينة انتخابية مجيَّشة لمصلحة العملية الانتخابية”.
وقبل أسبوع، أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس ميشال عون وقّع مرسوماً لإجراء الانتخابات البرلمانية في أيار/مايو من العام الجاري.
(سيرياهوم نيوز-الميادين ٩-١-٢٠٢٢)