نيفين عيسى:
لِكُلِّ مجتمعً خصوصيته وقيمه التي لا تنفصل عن تطلعات أبنائه وتقاليدهم، فيما تبقى إنسانية الإنسان أولوية في كل المجتمعات دون استثناء.
وخلال العقدين الأخيرين أصبح المطلوب وفق نظرية الليبرالية الحديثة هو ضرب إنسانية الإنسان وفصله عن محيط إنسانيته، وهو ما أكده الرئيس بشار الأسد خلال الاجتماع الدوري لوزارة الأوقاف.
وفي المجتمعات العربية، بقيت المثل والمبادىء المتوارثة تُشكّل أساساً ومعياراً في التعامل بين أفراد المجتمع، وداخل الأسرة الواحدة، وهو ما سعى دعاة الليبرالية الحديثة إلى قلبه رأساً على عقب ليتولى كلٌ من المال والغريزة قيادة الإنسان، وتحويله باتجاهات يُراد له أن يمضي فيها، دون الاحتكام إلى ما يمتلكه المجتمع من مخزون ثقافي وأخلاقي.
مواجهة ذلك النهج الذي يستهدف المنظمومة الأخلاقية يتطلّب مزيداً من الوعي داخل الأسرة والمجتمع، من خلال التمسك بالعادات النبيلة والقيم المتعارف عليها عبر الأجيال، إذ لا يمكن لمجتمع أن يتخلى عن موروثه الاجتماعي لصالح نهج يُكرّس مفاهيم غريبة عن المجتمع هدفها الترويج للانحلال الأخلاقي بوصفه حرية فردية.
ورغم المحاولات المستمرة لتشويه إنسانية الإنسان واستبدالها بصور غريبة عن مجتمعاتنا، فإن تماسك الأسرة واعتماد المعايير الأخلاقية في توصيف كل ما هو طارىء من السلوكيات والأفكار، إضافة إلى دور كل من الأب والأم بتوضيح حقيقة المصطلحات وغاياتها الحقيقية، وتبقى الضمانة الأولى لمنع انحدار المفاهيم وتحريفها بما يخدم تفكيك الأسرة وتصدع المجتمعات.
ولا تحتاج المجتمعات العريقة بحضاراتها وثقافتها إلى من يعلمها الفرق بين الخطأ والصواب، لأن لديها الكثير من القواعد الصلبة التي تتكفل بالحيلولة دون تمييع السلوكيات وتراجع المفاهيم، وهي تنطلق من الأسرة بشكل أولي ومن ثم إلى المؤسسات التربوية والاجتماعية، لتكون جميعها حلقة متكاملة تجسد حقيقة معتقدات المجتمع وقيمه السليمة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة