آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » “الموز”معتمد .. والمزارع محق بالبحث عن الربح ..و الخطر يهدد الزراعات المحمية فما هو الحل ؟

“الموز”معتمد .. والمزارع محق بالبحث عن الربح ..و الخطر يهدد الزراعات المحمية فما هو الحل ؟

وفاء فرج:

 

ساهم ارتفاع تكاليف إنتاج الزراعات المحمية، وانخفاض عائداتها بشكل كبير، في توجه المزارعين نحو الزراعات الاستوائية المنخفضة التكلفة وذات الريعية العالية، غير أن البعض تخوف من تحول هذه الزراعة كبديل عن الزراعة التقليدية في الساحل السوري دون أن يكون هناك قيود أو تنظيم لهذه الزراعات.

والسؤال هل نجحت هذه الزراعات فعلاً.. وهل نحن أمام مرحلة فوضى من دون أي محددات أو قيود في الزراعات الاستوائية؟. “الثورة” استطلعت آراء المعنيين في هذا الشأن.

أصناف معتمدة

مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا قال: هناك صنفان من بين الزراعات الاستوائية التي جربت سابقاً، واعتمدت من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، ولم يعترض عليها من قبل الوزارة، مثل الموز والأفوكادو، إضافة إلى بعض الأنواع الأخرى، وهي غير معتمدة أو مدرجة ضمن خطة الوزارة.

 

 

وبين أن الافوكادو تنتج ضمن مشاتل الوزارة وتزرع في مناطق زراعة الحمضيات، ومن الممكن زراعتها بشكل عقلاني ومدروس، في حين ما يخص الموز فإنه لا يمتد على حساب الحمضيات في محافظة اللاذقية، إلا بنسبة قليلة جداً وامتداده الأساسي ضمن الزراعة، وبشكل أساسي البندورة والخيار والفاصولياء والباذنجان والفليفلة وغيرها من الزراعات المحمية، ومن أصل 15 ألف بيت بلاستيكي هناك حوالى 2000 بيت تحول أصحابها باتجاه” الموز”، مبيناً أن هذه الزراعة تشكل خطراً على الزراعات المحمية.

ولفت المهندس دوبا إلى تخوف من تراجع الزراعة المحمية، وبالتالي قلة المواد التي تنتج من الخضار التي لا يمكن إنتاجها في الأراضي المكشوفة في الشتاء.

وأوضح أن زراعة الموز لا تزال في السنوات الأولى في اللاذقية، ولا يمكن التسرع بالحكم على تجربة أنها ناجحة من الخطوات الأولى، ورغم أنها في الخطوات الأولى فإن أسعار الموز بدأت بالانخفاض.

وأشار المهندس دوبا إلى أن الموز هو نبات مستهلك كبير للمياه، وأن ذلك يضع إشارات استفهام في السنوات التي يكون لدينا نقص بالمقنن المائي، أو التي تروى من شبكات الري الحكومي، مؤكداً الحاجة للوعي والعقلنة بالتوجه نحو هذه الزراعة.

لا نعتمد على نتائج لحظية

وقال دوبا: إن وزارة الزراعة لا يمكنها اعتماد أي صنف ما لم يعرض على البحوث العلمية الزراعية، وإجراء تجارب للوصول إلى نتيجة بحثية، ولا يمكننا الحكم من خلال نتائج آنية ولحظية يتم حصادها خلال عامين أو عام لتقييم تجربة لأنها ناجحة.

وبين أن هناك سنوات يوجد فيها نقص بالمقنن المائي، وهي نباتات متطلبة بشكل كبير للمياه وحساسة للصقيع وغيرها من الإشكالات، ونطالب التريث بالحكم على تجربة معينة من خلال نتائج تحصد على مدار عام أو عامين، وندعو إلى العقلنة والتوجه المدروس والانضباط لهذه الخطوات، وليس التوجه السريع أو العاطفي باتجاه أن مزارع حقق أرباحاً في زاوية معينة، وباتجاه كل المزارعين لزراعة الموز والاأفوكادو، آملا أن يكون التوجه مدروس بما يتلاءم مع الظروف المناخية والمائية والبيئة والترابية والمحافظة على الزراعات الأساسية بما لا يشكل خللاً في هذه الزراعات.

 

 

لا يؤثر على أشجار الزيتون

بدوره رئيس غرفة زراعة طرطوس هيثم الضيعة أوضح أن المزارعين توجهوا للزراعات الاستوائية ليس حباً بهذه الزراعة، وإنما لتوفير لقمة عيشهم ولاسيما أن من يقدم على أي عمل يريد تحقيق مردود منه وإلا لن يقدم عليه.

وأوضح أن الزراعات الاستوائية كانت خلال الفترة الأخيرة ذات مردود عالي، وخاصة الموز كونه سلعة مطلوبة أكثر من غيرها، وبالتالي كان مردود الموز مرتفعاً جداً، وحتى غيره من الزراعات كان مردودها مرتفعاً، مبيناً أن الخشية من أن يحل محل الزيتون غير ممكن، وإنما يمكن أن يزرع بين الزيتون كونه لا يحتاج مساحة كبيرة، وهناك فراغات كبيرة بين شجرة الزيتون والأخرى، ولا يمكن أن يحل محل أصناف أخرى، إلا إذا كان وضعها متدهوراً، موضحاً أن الزراعات الاستوائية حالياً تكاليفها بسيطة والمزارع لا يطالب بالدعم الزراعي، وذلك كون المردود مجزياً ولا يحتاج إلى دعم مازوت وأسمدة وغيره، وعلى العكس هناك بعض الأصناف تصدر مثل الأفوكادو والدراغون، وهي بذلك تدخل قطع أجنبي للبلد وتدعمه.

تنظيمها

وقال: إن الخشية ليس بإحلال هذه الزراعات محل الزراعات التقليدية المعروفة، وإنما هي مكملة لها والمطلوب حالياً هو تنظيمها حتى لا يتجه كل المزارعين لزراعة الموز، خاصة أننا لن نصل بالموز لسعر تصديري لأننا لن نستطيع المنافسة بالتكلفة ونوعية المناطق الاستوائية، وإنما سيبقى الموز الصومالي منافساً ومميزاً عن الموز السوري، علماً أن لبنان ينتج الموز ومطلوب جداً ويصدر بكميات جيدة حتى نصل بكل الأصناف للتصدير.

تحول بسبب الخسائر

 

الباحث الاقتصادي الدكتور فادي عياش قال: فعلاً نجد أن بعض تجارب زراعة الفواكه الاستوائية حققت بعض النجاح في مناطق عدة في الساحل السوري، ولاسيما زراعة الموز ضمن الصالات، ما شجع المزارعين على التحول تجاه هذه الزراعات الجديدة، وكمثال لاحظنا توفر الموز المحلي في الأسواق وبأسعار مقبولة جداً وأحياناً أرخص من الفواكه المحلية السائدة، إلا أنها مازالت نشاطات فردية ومتفرقة على مستوى أنواع أخرى، واستطاعت تحقيق أسعار مغرية كونها جديدة وغير مألوفة من جهة، ونتيجة قلة العرض المتاح من جهة.

وثمة فواكه استوائية أخرى ولو بكميات محدودة، إذ يمكن أن يكون هذا التحول في النشاط الزراعي مبرراً موضوعياً بالنسبة للمزارعين، بسبب الخسائر المتراكمة الناتجة عن الأسعار وضعف القدرة الشرائية وتأثير المتغيرات البيئية على الإنتاج والإنتاجية، ولاسيما بعد تحقيق بعض النجاحات في هذه الزراعات الاستوائية.

لا يساعد في ديمومتها

وتساءل الدكتور عياش.. هل تحقق هذه الزراعات الاستدامة الضرورية.. والاستقرار المنشود والجدوى المطلوبة للاستمرار بها؟!

قائلاً: إنه من الصعب الإجابة الدقيقة عن هذه التساؤلات حالياً. ولكن بالعموم زراعة نباتات في غير بيئتها الطبيعية غالباً لا يساعد في ديمومتها ويزيد من تكاليفها، ويؤثر في عمرها الإنتاجي وإنتاجيتها.

والسؤال الآخر، هو أنه في حال تأقلمت هذه النباتات الاستوائية مع البيئة الجديدة وزاد انتشارها وتحسنت إنتاجيتها، فما هو تأثير ذلك في التكاليف والأسعار؟!.. وكيف يمكن توظيف ذلك لمصلحة المزارعين والاقتصاد ككل؟!.

وأجاب: إن المراجعة لبعض النشاطات الزراعية السابقة تفيد إلى وجود تجارب كثيرة ثبت عدم نجاحها لأنها لم تكن مدروسة بعناية ومن دون تخطيط وإشراف رسمي، وحالياً هناك مطالبات كثيرة من المزارعين والمهتمين بالزراعة بزراعة أصناف جديدة من الزيتون (القزمي) ذي الإنتاجية العالية والمقاومة الكبيرة للمتغيرات الطبيعية، وخصوصاً للاستثمارات الزراعية الكبيرة، ومازال هذا الموضوع بين أخذ ورد مع وزارة الزراعة.

وأوضح أن أكثر الأمثلة وضوحاً على بعض التجارب غير الموفقة، كان انتشار زراعة الحمضيات في الساحل السوري، وشكلت زراعة عشوائية وغير مخطط لها، ما أدى إلى فائض كبير في الإنتاج مع تنوع كبير في الأنواع، بالإضافة إلى الحيازات الصغيرة، ما أدى إلى تراجع كبير في العائد والوقوع في الخسائر، علماً أنها زراعة انتشرت على حساب زراعات سائدة أخرى كالزيتون والقمح والتين والتبغ، وكذلك التوسع بزراعة الكرمة في سهل حوران وزراعة الزيتون في السويداء.

التعميق في دراستها

وبين الدكتور عياش أنه مع أن هذه الأصناف موجودة محلياً، إلا أنها نقلت إلى بيئات لا تناسبها، ولذلك نجد أنه على الجهات ذات العلاقة، ولاسيما وزارة الزراعة، والبحوث الزراعية، والمنظمات الزراعية المختصة، دراسة هذه الأنواع الاستوائية الدخيلة واختبار مدى مناسبتها للبيئة المحلية، واختيار الأنواع المناسبة، وتوعية المزارعين لكل ما يتعلق بزراعتها والعناية بها وانتشارها لتفادي أي أخطار أو أخطاء يمكن أن تسبب خسائر كبيرة للمزارعين وللاقتصاد الوطني.

كما أنه يمكن أن يكون اعتماد مفاهيم وأساليب الزراعات التعاقدية هو الأفضل لاستعادة الزراعات التقليدية والمرتبطة بالأمن الغذائي والتصدير، والحفاظ عليها وتنميتها لما تتمتع به من مزايا نسبية منسجمة مع بيئتنا المحلية وتساعد في تحييد المخاطر التي تواجهها هذه الزراعات.

زراعات تصديرية

وأشار إلى أن المتابعات حول زراعة الموز تفيد بتوقع إنتاج كبير يفيض عن الحاجة بكثير، مما يؤدي إلى تراجع أسعاره، وكذلك هناك خبر حول انتشار شتول مريضة سيكون لها تأثير سلبي مؤثر ما لم تتم متابعة وتنظيم هذه الزراعات، وهذا لا يعني عدم أهمية هذه الزراعات بعد انتقاء المناسب منها، وخصوصاً إذا اعتمدناها كزراعات تصديرية.

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

البدء بجني محصول البطاطا للعروة الخريفية في درعا

بدأ مزارعو درعا جني محصول البطاطا للعروة الخريفية وسط مؤشرات بإنتاجية عالية وفق رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد. وذكر الأحمد في ...