آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الموقفُ الأمريكي من العمليةِ على رفح..!

الموقفُ الأمريكي من العمليةِ على رفح..!

 

كتب د. مختار

يسعى كيا.نُ الاحتلالِ والولاياتُ المتحدةُ الأميركيةُ إلى تجزئةِ الملفاتِ فيما يخصُّ العدوانَ المتواصلَ على غ.زّ.ةَ، فالكيا.نُ لايريدُ إنهاءَ الحر.بِ من دونِ أن يحقّقَ صورةَ نصرٍ ما، أيّ نصر.

فلذلك يفاوضُ ويناورُ ويماطلُ بحثاً عن تنازلاتٍ من جهة، وإطالةِ أمدِ مجا.ز.رِه الو.حشيةِ من جهةٍ أخرى على أملِ أن تضعفَ ال.م.قا.ومةُ وينضجَ التفاوضُ ويؤدي إلى نتيجةٍ ما لصالحِه.

ويذهبُ بالتزامنِ مع ذلك باتجاهِ ما يدَّعي أنَّها “عمليةٌ محدودةٌ” في ر.فحَ، والتي باتَ واضحاً أنَّها أصبحَت حاجةً فعليةً ملحةً للكيا.نِ لسببين: الأول: متعلقٌ بتحقيقِ صـورةِ النصرِ المفقودةِ، والثاني: يتعلقُ بتكريسِ حالةٍ على الأرضِ تخدمُه بترتيباتِ اليومِ التالي لإيقافِ العد.و.انِ على غ.زّ.ة.

وبذلك تكونُ الخطةُ تقضي بتقسيمِ التفاوضِ إلى قسمين: تفاوضٌ على جزءٍ من غ.زّ.ةَ مع ما يحملُ من النيّاتِ المبيّتةِ له.

والقسمُ الآخرُ يتعلّقُ بر.فحَ بحيث يكونُ لها ترتيباتٌ أميركيةٌ — “إ.سر.ائيليةٌ” أخرى، وهذا ما ينذرُ بنيّاتٍ مستقبليةٍ خبيثةٍ يجبُ الانتباه منها لأنَّها ستكونُ أ.خطرَ من كلِّ ما حصلَ حتى اليوم.

فرغمَ كلِّ التهويلِ الإ.علامي الأمريكي اليومَ وكلّ ما يقالُ عن عدمِ موافقةٍ أمريكيةٍ على العمليةِ في ر.فحَ والامتناعِ عن تسليحِها، كلُّ هذه التصريحاتِ لا تهدفُ إلى منعِ تد.ميرِ ر.فح، ولا منعِ ق.تلِ المدنيين بل إلى هدفين آخرين، الأولُ: دعائي إعلامي لامتصاصِ الثو.رةِ الطلا.بيةِ في عمومِ جا.معاتِ العالم.

والثاني: وهو الحقيقي استعادةُ الأسر.ى والتحرّرُ من هذه العقدةِ لتصبحَ العمليا.تُ الع.سكريةُ حرّةً زمنياً، ولتعملَ “إ.سر.ائيلُ” على تصفيةِ الم.قا.و.مةِ من دونِ ضغوطٍ داخليةٍ عليها ومن دونِ سقفٍ زمني، وهذه المعا.ر.ضةُ الإ.علا.ميةُ الأمريكية للعمليةِ هي رسالةٌ من بايدن للداخلِ “الإ.سر.ائيلي” والمطالبين بتحر.يرِ الأ.سر.ى، ورسالةٌ لدولِ العالمِ ولجمهورِ ناخبيهِ وللحر.اكِ الطلابي في الداخلِ الأمريكي.

وما يؤكدُ عدمَ جديةِ تصريحاتِ بايدن بوقوفِه ضدَّ العمليةِ على ر.فح، قوله: ” لن نسمحَ “لإ.سر.ائيلَ باستخدامِ الأ.سلحةِ المستخدمةِ تاريخياً للتعاملِ مع هذه المشكلةِ، — ماذا تعني هذه العبارةُ عملياً — أي سنسمحُ بالأنواعِ الأخرى من الأ.سلحةِ، ولن نقدّمَ قذ.ائفَ المد.فعيةِ “لإ.سر.ائيلَ” (طبعاً الحديثُ هنا عن 350 قذ.يفةً مد.فعيةً لن يتمَّ إرسالُها إلى “إ.سر.ائيلَ”)، ولن نزوّدَهم با.لقذ.ائفِ التي تقتلُ المدنيين وسنزوّدُهم ببقيةِ الأ.سلحةِ. فهل القذ.ا.ئفُ التي تد.مّرُ المنازلَ لا تق.تلُ المدنيين…؟

ما الفرقُ إذا زوّدْتَها بالق.نا.بلِ الذ.كيةِ المو.جهةِ عبرَ الأ.قمارِ الصنا.عيةِ، أو زوّدتَها با.لقنا.بلِ غيرِ الذ.كيةِ التي تُلقى بشكلٍ حرٍّ من الطا.ئراتِ، أليست نتيجةُ الد.مارِ واحدةً…؟

حتى لو امتنعَت أمريكا عن تقديمِ الذ.خا.ئرِ ألا تستطيعُ “إ.سر.ائيلُ” أن تقا.تلَ لأسابيعَ عدّة فغالباً ما تحتفظُ الدولُ بثلاثةِ احتياطاتٍ للذ.خير.ةِ،
الاحتياطُ الأولُ، والثاني، والثالثُ، وعندما يبدأُ الاحتياطُ الثا.لثُ بالنفاذ تطلبُ الدولةُ تزويدَها بالذ.خير.ةِ من الدولِ التي تذ.خّرُ.ها عادةً،
وهذا يعني أنَّ “إ.سر.ائيلَ” قادرةٌ على الق.تالِ من دونِ هذه الذ.خا.ئرِ لأسابيعَ، ومن ثمّ يكونُ مفعولُ القرارِ قد نُسي وانتهى.

وبخصوصِ المناطقِ السكانيةِ أضافَ بايدن: “لن تحصلَ “إ.سر.ائيلُ” على دعمِنا إذا دخلَت المناطقَ السكانيةَ في ر.فح”، فهل هناك فرقٌ بين الشجا.عيةِ وبين مدينةِ ر.فح، وهل هناك مناطقُ غيرُ سكانيةٍ في ر.فح، إنَّها أكثرُ بقعةٍ مكتظّةٍ بالسكانِ في العالم.

فمسرحُ الع.مليا.تِ في ر.فحَ لا يعدو أن يكونَ بمساحةِ 10 كم٢ … 3200× 3000 م تقريباً.

هذه التصر.يحاتُ تؤكدُ عدمَ جديةِ مواقفِ با.يدن وإدارتِه وإلا كان يجبُ أن يكونَ تصريحُه بعدمِ إرسالِ الأ.سل.حةِ محسوماً وواضحاً، ويقولُ سنوقفُ تزويدَ “إ.سر.ائيلَ” بكلِّ أنواعِ الأ.سل.حةِ والذ.خا.ئرِ ونعلّقَ تنسيقَنا ومشاركتَنا في غرفةِ الع.ملياتِ المشتركةِ حتى تمتنعَ “إ.سر.ائيلُ” عن الع.مليةِ، وهذا أضعفُ الإيمان.

إنّها لعبةُ الدراما المستمرةُ بين أمريكا وابنتِها المدللةِ، وما زياراتُ كلِّ تلك الو.فودِ التي ترونها للمنطقةِ، والذي لا يغادرُ أحدُهم حتى يكونَ قد وصلَ الآخرُ مثل بلينكن، وبيرينز، إلا للمناورةِ على الم.قا.ومةِ والضغطِ على دولِ الا.عتد.الِ لتضغطَ بدورِها على الم.قا.ومةِ لتقديمِ التنازلاتِ، والتي لم تحصل كما يريدون حتى الآن.

(سيرياهوم نيوز ٢-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أردوغان ضدّ “إسرائيل”… هل نصدّق؟

  نبيه البرجي   الدولة العضو في الأطلسي، والتي تستضيف على أرضها 50 قنبلة نووية، حتى بعد زوال الأمبراطورية السوفياتية، تشعر، الآن، أنها لا شيء، ...