زهير أندراوس:
تُعتبر إسرائيل الحليفة الإستراتيجيّة الرئيسيّة للولايات المُتحدّة الأمريكيّة في العالم، وتحصل على مُساعداتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّةٍ وعسكريّةٍ من واشنطن بشكلٍ كبيرٍ ومكثفٍ، وفي هذا السياق، ونقلاً عن مصادر وازنةٍ في كلّ من تل أبيب وواشنطن، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة النقاب عن أنّ الإدارة الأمريكية تعهدت في إطار “خطة الدفاع المشترك” السريّة مع الكيان في حالة طوارئ إقليمية، بمساعدته في إعادة إعمار البنية التحتية المدنية، من ضمنها موانئ وشبكات الكهرباء، والاتصالات، والمياه والشوارع وأيّ مساعدة أخرى تطلبها إسرائيل من أجل إعادة إعمار جبهتها الداخلية في حال وقوع حروب وتضررها، وفق ما أكّدته المصادر للصحيفة العبريّة.
وأكّد محلل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، أليكس فيشمان، أنّ بند إعادة الإعمار في الخطة بقي سريًا ومعروفًا لعددٍ قليلٍ جدًا من المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل، لأنّه تمت المصادقة النهائية عليه في العام 2018، مضيفًا: “وربّما لأنّه لا أحد يؤمن أنّه سنصل مرة إلى دمار بهذا الحجم”، على حدّ وصفه.
فيشمان، المُقرّب جدًا من دوائر صُنع القرار الأمنيّ في إسرائيل، لفت إلى أنّ إسرائيل والولايات المتحدة لا تتحدثان عن تحالف عسكري حتى الآن، “ويحل مكانها تعاون بين مقرات قيادات إسرائيلية وأمريكية، تتشارك المعلومات في مجالات استخباراتية وعسكرية وعمليات مشتركة للدفاع الجوي عن إسرائيل”، مُشدّدًا في ذات الوقت على أنّ استخدام “خطة الدفاع المشترك”، يتم بعد توجه الحكومة الإسرائيلية إلى الإدارة الأمريكية، بطلب المساعدة وبعد مصادقة الرئيس الأمريكي عليها.
ووصف ذلك بأنه خطوة “التفافية على التحالف”، موضحًا أنه تم بناء هذه الخطة على مراحل، بداية أثناء حرب الخليج الأولى، عام 1991، في أعقاب إرسال بطارية “باتريوت” الأمريكية لاعتراض الصواريخ، وذلك بهدف منع إسرائيل من شنّ هجماتٍ في العراق.
ولفت إلى أنّ “خطة الدفاع المشترك” ترسخت في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، عندما تدربت وحدات دفاع جوي أمريكية في إسرائيل، وبقيت فيها طوال حرب الخليج الثانية، كما نقل عن المصادر الوازنة في تل أبيب.
وكانت صحيفة (هآرتس) العبريّة، كشفت النقاب عن معطيات حجم المساعدات الأمريكيّة العسكرية لإسرائيل، مؤكّدةً أنّ حجم المساعدات العسكرية الأمريكيّة لإسرائيل يبلغ 3.3 مليار دولار سنويًا وذلك منذ عام 2019، وحتى عام 2028.
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ المساعدات الأمريكيّة لإسرائيل شكلّت 15 بالمائة من ميزانية وزارة الأمن الإسرائيليّة في العام 2018، مضيفةً: يستطيع الكيان شراء أسلحةٍ من شركاتٍ إسرائيليّةٍ اليوم بمبلغ 815 مليون دولار سنويًا، لكنّه لن تستطيع شراء أيّ أسلحةٍ من إنتاجٍ محليٍّ من المُساعدات الأمريكيّة في العام 2028.
في السياق عينه، جديرٌ بالذكر أنّ صحيفة (كريستيان ساينس منيتور) الأمريكية ذائعة الصيت كانت قد كشفت عن أنّ الدولة العبريّة كلّفت الولايات المتحدة ماليًا منذ العام 1973: 1,6 تريليون دولار (أي 1600 بليون دولار)، أيْ أنّ كلّ مُواطنٍ أمريكيٍّ دفع 5700 دولار بناءً على عدد سكان أمريكا اليوم.
ونقلت الصحيفة عن توماس ستوفار، وهو خبيرٌ اقتصاديٌّ في واشنطن قام بحساب تكلفة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، بأنّ الرقم المذكور يمثل أكثر من ضعف تكلفة الحرب في فيتنام.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم