لا يزال حضور المدرسة السريالية في الفن التشكيلي السوري أقل من غيرها من المدارس رغم أن سورية قدمت فنانين بلغا مصاف العالمية كانا ذا منحى سريالي هما فاتح المدرس وعدنان ميسر.
ومن بين أعمال معاصرة يقدمها فنانون سوريون شباب تنحى في معظمها لمدارس أكثر قبولاً من الجمهور المحلي من واقعية بتجلياتها وانطباعية ورمزية تطل لوحة الناجي الوحيد للفنان الشاب نوار شرتوح بتكوين تشكيلي تعبيري ذي نكهة سريالية.
ونجد في لوحة شرتوح شخصية متلألئة العيون ووجها له تعبير حالم حزين مع وجود بسمة صغيرة لطيفة صادقة وثلاثة أرباع جسد ممتشق أمام مدينة وبيوت متراصة متلاحمة توحي بالسكينة والهدوء استلهمها من بيئته وبيئة مدينة دمشق أو مدينة الشعور كما وصفها في حديث لـ سانا.
وترتكز في قاع لوحة نوار قطوع منحنية ومنكسرة تنشأ منها مساحات رمادية متعددة ومختلفة وشبابيك منارة بعيدة وتفاصيل دقيقة تسهم بإغراق المتلقي ضمن هذا العمق الداخلي ومنحه تشاركية حسية بينه وبين المشهد العام في اللوحة.
ويسعى نوار لإخراج هذه الشخصية من إطار قيمتها المادية والانتقال إلى الحب من خلال زهرة ممتشقة تحمل بيدها قمرا أبيض مضيئا في زاوية اللوحة العليا متسربا منه الضوء إلى عيون الشخصية وجسدها مع جدران وشبابيك منازل ليخلق عند المتلقي إحساساً عالياً بالأمل وخليطاً من المشاعر الحسية والفكرية.
هادي عمران
سيرياهوم نيوز-سانا