آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » الناطق باسم اللجنة العليا للانتخابات في سوريا : مجلس الشعب محطّة لترسيخ المشاركة السياسية

الناطق باسم اللجنة العليا للانتخابات في سوريا : مجلس الشعب محطّة لترسيخ المشاركة السياسية

أريج فرزلي

 

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الأولى بعد سقوط نظام الأسد، تزداد أهمية هذا الاستحقاق بوصفه خطوة أساسية في مسار التحول السياسي والانتقال الديموقراطي في سوريا. وفي هذا السياق، أجرت “النهار” لقاءً مع الدكتور نوار نجمة، الناطق باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، الذي تحدث عن تفاصيل العملية الانتخابية، مستوى المشاركة الشعبية، التحديات المطروحة، والآمال المرتبطة بهذا الاستحقاق التاريخي.

 

كيف ستتم مجريات العملية الانتخابية بعد الإعلان عن القوائم النهائية للهيئات الناخبة؟

بمجرد الانتهاء من إعداد القوائم النهائية، ستضع اللجنة جدولاً زمنياً دقيقاً للانتخابات. في البداية، سيفتح باب الترشح لمدة ثلاثة أيام أمام جميع أعضاء الهيئات الناخبة في مختلف المناطق السورية. بعد ذلك، تنطلق الحملة الانتخابية التي تستمر نحو خمسة أيام، يُقدّم خلالها المرشحون برامجهم الانتخابية وسيرهم الذاتية، مع إمكانية تنظيم مناظرات بينهم. تُخصص الحملات أساساً للهيئات الناخبة، لكنها ستكون متاحة أيضاً لوسائل الإعلام والمواطنين عموماً. يلي ذلك يوم صمت انتخابي، ثم تُفتح صناديق الاقتراع في يوم واحد على مستوى البلاد وتُفرز الأصوات مباشرة. في نهاية العملية، تُحدد أسماء الفائزين بمقاعد المجلس، إذ يُنتخب 140 عضواً بينما يُستكمل العدد الباقي بالتعيين لاحقاً.

 

كيف تقيّمون مستوى المشاركة بعد إغلاق باب الترشح لعضوية الهيئات الناخبة؟

المشاركة كانت كبيرة جداً ولافتة، ما يعكس رغبة السوريين منذ سقوط النظام في الانخراط بالعمل السياسي. في البداية، كنا نتجه نحو اختيار الأعضاء، لكن نظراً للإقبال الكبير قررنا فتح باب الترشح. والأهم من العدد هو نوعية المشاركة، إذ شملت مختلف المكونات في جميع المناطق، حتى في المناطق التي تتميز بالتنوع الطائفي أو العرقي. كما سُجلت مشاركة واسعة للمرأة، خصوصاً في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية، وهو مؤشر مهم يعكس اندفاعها ورغبتها في لعب دور محوري خلال المرحلة المقبلة.

 

 

كيف ستُدار العملية الانتخابية في محافظات السويداء والرقة والحسكة؟

اللجنة العليا أصدرت قراراً بتأجيل الانتخابات في معظم مناطق الرقة والحسكة وفي محافظة السويداء، بسبب الظروف الأمنية وسيطرة بعض القوى العسكرية التي تمنع إجراء انتخابات نزيهة. ستبقى المقاعد شاغرة، حرصاً على أن يُتاح للمواطنين في هذه المناطق تمثيل عادل ضمن الهيئات الناخبة ومجلس الشعب مستقبلاً.

 

هل سيكون صوت المواطن مسموعاً عبر ممثليه في البرلمان الجديد؟

اليوم، لا سقف للانتقادات أو طرح الأفكار السياسية، والمشاركة آخذة في التوسع. ومع المرحلة الانتقالية، ستزداد حرية التعبير ازدياداً أكبر. أعتقد أن مجلس الشعب سيكون محطة أساسية لترسيخ المشاركة السياسية وحرية الرأي. صوت المواطن سيكون مسموعاً، وهذه هي الغاية التي ناضل السوريون من أجلها طوال 14 عاماً، ودفعوا ثمناً باهظاً. هذا الثمن لن يضيع هدراً، بل سينعكس على حياة المواطنين السياسية والاجتماعية.

 

هناك حديث متداول حول تغيير اسم مجلس الشعب، ما صحة ذلك؟

الموضوع مطروح بالفعل، وهناك مطالبات كثيرة حتى على مواقع التواصل الاجتماعي. السبب يعود إلى الذكريات السلبية المرتبطة بالاسم، خاصة في السنوات الأربع عشرة الماضية. القرار النهائي سيكون بيد النواب الجدد، فلهم الحق في الإبقاء على الاسم أو تغييره إلى “مجلس النواب” أو “البرلمان”. لكن الأهم من الاسم هو أن يكون المجلس مؤسسة تمثل الشعب بحق، وتشعره أنه يمتلك سلطة تشريعية حقيقية.

 

المشاركة السياسية في ظل النظام السابق كانت تقتصر على استلام المناصب فقط، اليوم كيف سيتم تغيير هذه الصورة النمطية حول أعضاء مجلس الشعب؟

الأنظمة الاستبدادية تقضي على الحياة السياسية من خلال حصرها بالمناصب والسلطة، ما يخلق حياة سياسية شكلية وسلطوية. أما اليوم، فنحن ندخل مرحلة طبيعية، إذ يصبح العمل السياسي مرتبطاً بالشأن العام، سواء داخل السلطة أو خارجها. التغيير يحتاج إلى وقت، لكن المجتمع السوري سيكتسب وعياً سياسياً متزايداً خلال المرحلة الانتقالية، وسيدرك أن السياسة ليست مناصب فحسب، بل مسؤولية تجاه الشأن العام.

 

كيف ترسمون ملامح الطريق نحو المستقبل من خلال هذه العملية الانتخابية؟

أنا متفائل منذ اليوم الأول. هذه مرحلة تاريخية لا بديل منها. صحيح أن هناك بعض التباطؤ والأخطاء، لكن الاتجاه العام صحيح والوضع إيجابي. مع ذلك، لا يكفي التفاؤل وحده، كل مواطن يجب أن يساهم من موقعه لإنجاح هذه المهمة. فالطريق إلى المجد ليس مفروشاً بالزهور.

 

متى ستُحدد مواعيد الانتخابات رسمياً؟

سيُعلن الموعد بدقة بعد صدور القوائم النهائية للهيئات الناخبة، لكن من المرجح أن تُجرى الانتخابات قبل نهاية شهر أيلول/سبتمبر.

 

ما الرسالة التي تودون توجيهها للشعب السوري؟

نحن بحاجة إلى مساندة المواطنين في مرحلة الطعون. سنعمل بكل جهد لاستبعاد أي مرشح مرتبط بالنظام السابق، لكن قد يتسلل البعض، وهنا يأتي دور المواطنين في تقديم الطعون والاعتراضات، شرط أن تكون موضوعية وليست بدوافع شخصية. نريد انتخابات شفافة وعادلة تمثل فعلاً إرادة الشعب السوري.

الانتخابات السورية تشكل محطة فاصلة تحمل آمال السوريين بمستقبل أكثر حرية وتمثيلاً حقيقياً لإرادتهم.

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منح مهلة ستة أشهر للمكتتبين في برنامجي السكن الشبابي والعمالي لتسديد التزاماتهم المالية

  دمشق: سليمان خليل أصدر السيد وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس مصطفى عبد الرزاق قرارًا لإنصاف المواطنين المكتتبين، والمخصصين في كافة البرامج الإسكانية لدى المؤسسة ...