تعتبر النباتات الطبية والعطرية صيدلية طبيعية ورافداً للاقتصاد من خلال حجزها مكاناً في ميزان الصادرات، ناهيك عن فائدتها ووجود أصناف منها تدخل في الصناعات الدوائية، ومن أنواعها الكمون واليانسون وحبة البركة والقرفة والقرنفل والشمرا، وكذلك الكزبرة وغيرها من الأصناف المتنوعة التي تتجاوز أنواعها آلاف الأصناف.
وهي محاصيل ليست إستراتيجية للدولة وتنظم بالتنظيم الزراعي كمحاصيل ثانوية وبنسبة ضئيلة تقدر ب ٥%.
قلة تكاليف وسهولة تسويق
عن النباتات الطبية والعطرية وأهميتها تحدث لـ “الثورة” رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين أحمد الهلال: نتيجة الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد وبسبب تدني أسعار المحاصيل الإستراتيجية وزيادة تكاليفها وقلة دعمها.
أقبل الفلاحون في الآونة الأخيرة على زراعة المحاصيل الطبية والعطرية نتيجة لقلة تكاليفها وسهولة تسويقها متابعاً “أن هذا النوع من المحاصيل يزرع بعلاً واحتياجها من الأسمدة الآزوتية وغيرها محدود لا يتجاوز /٦٠٥/كغ من كل نوع.
وأضاف: تكمن أهمية هذه المحاصيل أيضاً بتشغيل عدد لا بأس به من الأيدي العاملة.. وبما أنها محاصيل تصديرية فإنها تدر على الفلاح ربحاً جيداً مقارنة بالمحاصيل الإستراتيجية الأخرى نظراً للطلب الخارجي عليها، وتحقق قيمة إضافية من خلال عملية توضيبها وتعبئتها، وتصدر إلى دول عربية وأجنبية مثل دول شرق آسيا والخليج العربي مثلاً.
كما أنها تجلب القطع الأجنبي للبلد وارتفاع سعرها لا يؤثر على المواطن السوري لأن استهلاكها من قبله قليل لأنها تعتبر بمثابة توابل بالأطعمة ليس أكثر.
تصلح بمعظم الترب
وعن مزايا هذا النوع من الزراعة قال الهلال: إنها غير مجهدة للتربة وتزرع شتوياً وتعتمد على مياه الأمطار وتصلح بمعظم الترب الزراعية، وفي أغلب المحافظات السورية، ولكن تتركز بشكل كبير في المناطق الوسطى (حمص – حماة – حلب – إدلب) وتدخل هذه المحاصيل في صناعة الأدوية والمشروبات إضافة إلى الأطعمة التوابل.
على حساب القمح
ونوه رئيس مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين بأن زراعة النباتات الطبية والعطرية أصبحت زراعتها من حيث المساحة على حساب مساحة القمح حصراً بسبب الفارق الكبير بينهما من حيث العائد المالي.
فعلى سبيل المثال وصل إنتاج الدونم الواحد من محصول الكمون إلى ٧ ملايين ليرة سورية في الموسم ومن قام بتخزينه وصل سعره إلى ١١ مليون ليرة سورية، وكذلك الأمر بالنسبة لمحصول اليانسون فقد وصل سعر الدونم إلى ٥ ملايين ليرة في الموسم و/١٠/ ملايين ليرة سورية لمن قام بالتخزين، في حين لم يصل إنتاج الدونم من محصول القمح إلى ١ مليون ليرة في الموسم الماضي المسلم للجهات الحكومية، وبلغ إنتاج الدونم القمح ٣٥٠كغ، وسعر القمح المسلم وقتها ٢٧٠٠ ليرةسورية.
مشروع مجدٍ
يقول الفلاح أبو أسعد من محافظة حلب إن أغلب الأهالي باتت تعتمد على موسم الكمون كونه مشروعاً مجدياً اقتصادياً من ناحية التكلفة ناهيك عن الاستفادة من الأرض بزراعة محاصيل إضافية بعد حصاد محصول الكمون.
الطموح بالتوسعة
السيدة وداد من منطقة القلمون والتي أسست مشروعها الصغير الخاص باستثمار وإنتاج النباتات الطبية العطرية كإكليل الجبل والميرمية والوردة الشامية وغيرها، وقالت لـ “الثورة”: استفدت من قطعة أرض مجاورة لمنزلي لزراعتها بعدة أنواع من هذه النباتات، ما أمن دخلاً لي ولعائلتي، واليوم توسعت بالزراعة وأسهم المشروع بتأمين فرص عمل للعديد من الأسر، وما أطمح إليه التوسع أكثر لإنتاج النباتات المجففة ويصبح لي منشأة كبيرة خاصة بي.
مشاريع تنموية متكاملة
المهندس الزراعي حسام إدلبي قال: إن النباتات الطبية والعطرية صديقة للبيئة فهي لا تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسمدة والمبيدات.
مشاريع تنموية
وبحسب – الإدلبي- إن هذه النباتات بحد ذاتها مشاريع تنموية متكاملة تفتح المجال لإقامة العديد من الصناعات التي ترتبط بهذه المنتجات الزراعية، متابعاً: إن الاستثمار في النباتات الطبية العطرية مربح اقتصادياً كونها تنتشر بشكل طبيعي في مختلف المناطق ويمكن تصديرها للخارج وتسويقها محلياً.