كنت في حديث «نميمة» مع صديق عن أحد الأشخاص وكان السؤال إن كان ناجحاً أم لا..
الفكرة الأساس في هذا الموضوع أن مقياس النجاح في بلادنا متعدد جداً فلا يكفي أن تكون ناجحاً في العمل أو ناجحاً في الأسرة أو ناجحاً في القبول الاجتماعي إن لم يترافق مع كل هذا النجاح نجاح في جمع المال.
والنجاح في جمع المال وحده ليس كافياً ليمنحك شهادة نجاح إن كنت منبوذاً من المجتمع أو فاشلاً في الحياة الأسرية أو لم تنجح في تربية أولادك.
تعدد مقاييس النجاح يجعل من الصعب الوصول إلى صيغة واحدة في منح شهادة ناجح.
والنجاح هنا ليس مرتبطاً «بمادة» واحدة.. مثل مادة الأسرة مثلاً بل يحتاج إلى تفوق في كل مواد وميادين الحياة المهنية والاجتماعية.
أريد أن أتوقف عند عدة ملاحظات هنا..
إن المجتمع قاسٍ جداً في أحكامه وغالباً لا يمكن الحصول على تلك الشهادة إلا بصعوبة بالغة فلا يوجد أحد نال رضا الناس فلابد أن يكون له في الحد الأدنى قلة لا يجدون فيه شخصاً ناجحاً وبالتالي فإن أول هذه الصعوبات تأتي من المجتمع.
ونحن «شعب» يهتم كثيراً لآراء الناس ويعتبر «حكي الناس» أكثر الأشياء التي يحرص الأشخاص على تجنبها.
في الجانب العملي يبدو الأمر محسوماً لحد ما فكثير من الأشياء التي يتم الاتفاق عليها هو مدى النجاح المهني فلا يمكن مثلاً أن تقول عن طبيب ناجح إنه غير ناجح أو العكس لأن مقياس ذلك له علاقة بالتجارب والخبرات على حين في الأعمال الفكرية فيها باب واسع جداً للاختلاف على اعتبار أن التقييم يعود لعوامل ومزاج وأذواق شخصية بحتة لا يمكن تعميمها وقلة هم الذين حصلوا على شهادات خالصة من المجتمع.
الحديث عن الجانب الأسري يعرفه الشخص نفسه وأكثر الناس يدركون مدى النجاح الذي حققوه في الأسرة.. لأن هناك كثيراً من الأسر تعيش «دراما» الواقع والبعض منهم يمثل أدوار السعادة والفرح وزاد ذلك على التواصل الاجتماعي فيما تعاني بيوتها من برودة المشاعر.
حسب امتحانات المجتمع العنصر الأساس في اعتبار الإنسان ناجحاً أم لا هو المال فإن حققت كل ما سبق وتجاوزت هذه الامتحانات الصعبة ولم تملك المال فإن نتيجتك أنك فاشل.
النجاح الحقيقي هو الرضا عن النفس وتحقيق السعادة الداخلية وإرضاء الضمير… وكلها لا تخضع لامتحانات أحد إلا نفسك.. فقط أنت وحدك تعرف إن كنت ناجحا أم لا ما عدا ذلك فكلها نجاحات زائفة.
على هامش كل ذلك وبالتزامن مع نتائج الشهادات فإن امتحانات الدراسة صعبة جداً ومع ذلك يتفوق السوريون على أنفسهم وظروفهم وليس في مدارسنا السورية فحسب بل يتفوق السوريون في كل الدول التي هاجروا إليها.
أخيراً سأقدم لكم سراً من أسرار النجاح كما جاء في الكتب.. أن تقول لنفسك: «لا أستطيع تحمل الخسارة».. هذه نصيحة ذهبية جربتها ولم تنجح!!
أقوال:
• أفصح الخطباء هو النجاح.
• يظن الناس أن الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح ولكن العكس هو الصحيح.
• يُلقى في روع الطالب أن الدراسة للنجاح، والنجاح للشهادة، والشهادة للوظيفة، والوظيفة من أجل المال، والمال من أجل المتعة.
• إذا كان مصعد النجاح معطلاً، فاستخدم السلم درجة درجة.
سيرياهوم نيوز3 _ الوطن