| محمود قرقورا
هذه المجموعة هي الثانية التي لا تضم بطلاً إضافة إلى المجموعة الأولى، ولكنها تضم منتخبين وصلا إلى المربع الذهبي في النسخة الفائتة وهما: كرواتيا ثاني المونديال المنصرم، وبلجيكا الثالث، وكلاهما المرشح للعبور نحو الأدوار الإقصائية، ما يجعل مهمة المنتخب المغربي الشقيق شاقة لتغيير المعالم، وستكون مهمة المنتخب الكندي استكشافية قبل الاستضافة 2026 وهو يبحث عن تسجيل الهدف الأول والنقطة الأولى، ومع تقديم المنتخبات نمضي…
بلجيكا.. تشكيلة مثالية لأحلام وردية
بلجيكا أحد أربعة منتخبات أوروبية شاركت في النسخة الأولى، ولكنها بقيت نكرة حتى نسخة 1982 عندما عبرت دور المجموعات.
ومعظم مشاركاتها لم تحمل ذكريات طيبة وتبقى مشاركتا 1986 و2018 خالدتين، إذ كان من الممكن خوض النهائي 1986 لولا عبقرية دييغو مارادونا، وهفوتان تحكيميتان منعتا انفرادتين بحارس الأرجنتين بومبيدو والنتيجة سلبية، وكان ممكناً خوض نهائي 2018 لولا سوء الطالع في مراحل كثيرة أمام الديوك.
ومونديالياً أبهرت بتقديم ثلاثة حراس وهم بفاف 1982 و1986 وبرودوم 1990 و1994 وكورتوا 2014 و2018 وهؤلاء الثلاثة طغوا على نجوم كثيرين بينهم شيفو وكولمانس ودي بروين ولوكاكو وهازارد وغيرهم، مع أن هازارد يحتفظ برقم خرافي فردياً بإكماله 10 تمريرات ناجحة من 10 محاولات أمام البرازيل 2018 كرقم قياسي، ولاعبها الآخر فيرتونخين سجل أبعد هدف رأسي في المونديال بمرمى اليابان 2018 من مسافة 18,6 متراً.
شاركت 13 مرة فخرجت من الدور الأول ست مرات بينها المشاركات الخمس الأولى أعوام 1930 بخسارتين أمام أميركا والبارغواي صفر/3 وصفر/1 وهي مشاركتها الوحيدة التي لم تسجل فيها.
و1934 بالخسارة أمام ألمانيا 2/5.
و1938 بالخسارة أمام فرنسا 1/3.
و1954 بالتعادل مع إنكلترا 4/4 محققة نقطتها الأولى في التعادل الأعلى موندياليا والخسارة أمام إيطاليا 1/4.
و1970 بالفوز على السلفادور 3/صفر والخسارة أمام السوفييت 1/4 وأمام المكسيك بهدف.
وتكرر المشهد عام 1998 على نحو بدا غير متوقع بعد حصد نقطة التعادل من الطواحين في الخطوة الأولى صفر/صفر ثم التعادل مع المكسيك 2/2 وكوريا الجنوبية 1/1 وهي المشاركة الوحيدة التي لم تخسر فيها.
وودعت من الدور الثاني 1982 و1990 و1994 و2002، ونسخة 1982 الدور الثاني بمنزلة ربع النهائي، ويحسب لها أنها قهرت الأرجنتين في الظهور المونديالي الأول لمارادونا 1/صفر ثم فازت على السلفادور بهدف وتعادلت مع المجر 1/1 وفي الدور الثاني خسرت أمام بولندا صفر/3 والسوفييت صفر/1.
كما لم تكن تستحق الخسارة أمام إنكلترا بهدف في مباراة لاهبة 1990 ووقتها تأهلت ثاني مجموعتها بالفوز على كوريا الجنوبية 2/صفر وعلى الأورغواي 3/1 والخسارة أمام إسبانيا 1/2.
وتعرضت لظلم تحكيمي أمام المانشافت في أول أدوار الإقصاء 1994 فخسرت بهدفين لثلاثة فغادر الحكم السويسري روثلسبيرغر من الباب الخلفي، ووقتها اختير حارسها برودوم الأفضل بعد الفوز على المغرب وهولندا 1/صفر والخسارة أمام السعودية بالنتيجة ذاتها.
والظلم ذاته حاق بها أمام البرازيل 2002 عندما صُودر لها هدف صحيح والنتيجة سلبية فخسرت بهدفين، وفي دور المجموعات تأهلت ثانية بعد التعادل مع اليابان 2/2 ومع تونس 1/1 والفوز على روسيا 3/2.
وخرجت من ربع النهائي 2014 على يد أرجنتين ميسي بهدف مبكر بعد علامة كاملة في دور المجموعات بتجاوز الجزائر 2/1 وروسيا وكوريا الجنوبية 1/صفر ثم أميركا 2/1 بالتمديد بعد التعادل السلبي.
وإنجازها الأفضل المركز الثالث 2018 عندما حققت ستة انتصارات منها اثنان على إنكلترا 1/صفر في دور المجموعات و2/صفر في المباراة الترتيبية بفضل تشكيلة هي الأميز بتاريخ البلجيك، وبقية نتائجها الفوز على بنما 3/صفر وعلى تونس 5/2 وعلى اليابان 3/2 وعلى البرازيل 2/1 وخسرت أمام الديوك بنصف النهائي صفر/1 لتكون أحد أربعة منتخبات حققت 6 انتصارات في نسخة واحدة ولم تتوّج.
ثم المركز الرابع عام 1986 يوم خسرت أمام فرنسا بهدفين لأربعة خلال الوقت الإضافي بعد التعادل بهدفين لمثلهما، ونتائجها الخسارة أمام المكسيك 1/2 والفوز على العراق 2/1 والتعادل مع البارغواي 2/2 والفوز على السوفييت 4/3 بالتمديد وعلى إسبانيا بالترجيح بعد التعادل 1/1 ثم الخسارة أمام مارادونا صفر/2.
التصفيات الخاسرة
لم تشارك في تصفيات 1950 حيث انسحبت أمام سويسرا.
وفي تصفيات 1958 جاءت ثاني مجموعتها خلف فرنسا القوية وقبل آيسلندا.
وفي تصفيات 1962 خسرت المباريات الأربع أمام سويسرا والسويد.
وفي تصفيات 1966 خسرت التأهل بمباراة فاصلة أمام بلغاريا في المجموعة التي ضمت أيضاً الكيان الصهيوني.
وفي تصفيات 1974 خسرت البطاقة لمنتخب هولندا وصيف المونديال لاحقاً بفارق الأهداف في المجموعة التي ضمت النرويج وآيسلندا وقد تعادلا ذهاباً وإياباً.
وفي تصفيات 1978 جاءت ثاني مجموعتها بعد هولندا وقبل إيرلندا الشمالية وآيسلندا.
وفي تصفيات 2006 جاءت رابعة بعد صربيا وإسبانيا والبوسنة وقبل ليتوانيا وسان مارينو.
وفي تصفيات 2010 بقيت رابعة بعد إسبانيا والبوسنة وتركيا وقبل إستونيا وأرمينيا.
شاركت ثلاث عشرة مرة ولعبت 48 مباراة ففازت بـ20 مباراة مقابل 9 تعادلات و19 خسارة والأهداف 68 لها و72 بمرماها.
عميد لاعبيها فيرتونخين بـ141 مباراة وهدافها التاريخي لوكاكو بـ68 هدفاً.
كندا.. حضور ثان قبل الاستضافة
تأخر ظهور كندا في نهائيات كأس العالم حتى نسخة 1986 في المكسيك وحينها خرجت محملة بثلاث هزائم وغاب عنها التهديف، ولكن لم تكن الآمال أكثر من ذلك في مجموعة صعبة وأمام منتخبات متمرسة، ما يجعل الأحلام كثيرة في الكرنفال القطري المرتقب، حيث الأهداف متعددة أولها تسجيل الهدف الأول وثانيها نيل النقطة الأولى وثالثها تسجيل الفوز الأول ورابعها تجاوز دور المجموعات.
وتحقيق شيء من هذه الأهداف مطلوب بشدة من الجماهير الكندية قبل المشاركة الثالثة 2026 بصفة أحد المستضيفين الثلاثة.
الحضور الأول كما أسلفت لم تكن الطموحات فيه كبيرة على هامش المجيء مع الفرنسيين أبطال القارة الأوروبية يومها والسوفييت الأقوياء الأشداء والمجر صاحبة الإرث في كأس العالم، فخسر الكنديون أمام فرنسا بهدف وأمام المجر والسوفييت بهدفين ليكونوا الوحيدين الذين لم يسجلوا بين كل منتخبات الكرنفال المذكور.
والتأهل حينها كان جديراً بخمسة انتصارات وثلاثة تعادلات وهي المرة الوحيدة التي لم تخسر فيها كندا أي مباراة خلال رحلة التصفيات.
وها هي تكتب التأهل الثاني بجدارة بلعبها 20 مباراة خلال رحلة التصفيات كرقم قياسي بتاريخها محققة 14 فوزاً مقابل 4 تعادلات وهزيمتين مسجلة 54 هدفاً وبمرماها 8 أهداف.
واللافت أنها عبرت متصدرة فوق المنتخبين الأشهر في القارة الأميركية الشمالية المكسيك والولايات المتحدة وثلاثتهم قطعوا التذاكر المباشرة إلى قطر وذهبت كوستاريكا للملحق، ما يؤكد رقمياً أنها أهل لحمل التذكرة وإمكانية كتابة التاريخ.
إخفاقات التصفيات
المشاركة في التصفيات تأخرت نسبياً، إذ بدأت في مونديال السويد 1958 ففازت على أميركا ذهاباً وإياباً وخسرت أمام المكسيك التي مثّلت الكونكاكاف حينها ذهاباً وإياباً.
وبعد الغياب عن تصفيات 1962 و1966 شاركت في تصفيات 1970 وخرجت من الخطوة الأولى بحلولها ثاني مجموعتها وراء أميركا وقبل برمودا.
وفي تصفيات 1974 جاءت ثاني مجموعتها وراء المكسيك وقبل أميركا وخرجت مبكراً.
وفي تصفيات 1978 وصلت حتى الدور الحاسم بعد تجاوز الولايات المتحدة بمباراة فاصلة عقب تساويهما بالنقاط والأهداف، ولكن في الدور الحاسم حلت رابعة من ستة منتخبات عندما كان المطلوب منتخباً واحداً وراء المكسيك وهاييتي والسلفادور وقبل غواتيمالا وسورينام.
وفي تصفيات 1982 وصلت للدور الحاسم بعد تصدر مجموعتها في الدور الأول أمام المكسيك وأميركا، ولكنها جاءت رابعة في التجمع النهائي بعد هندوراس والسلفادور والمكسيك وكان المطلوب منتخبين بعد رفع عدد المنتخبات إلى 24 منتخباً.
وفي تصفيات 1990 خرجت من الدور الأول بعد تبادلها الفوز مع غواتيمالا ولكنها خرجت بأفضلية التسجيل بأرض الخصم وخوض مباراتين هو الأقل لها بين كل نسخ التصفيات.
وفي تصفيات 1994 وصلت إلى الملحق النهائي وخرجت على يد أستراليا بالترجيح بعد تبادلهما الفوز 2/1 وبالنهاية خرجت أستراليا على يد الأرجنتين.
وفي تصفيات 1998 وصلت إلى الدور النهائي ولكنها تذيلت الترتيب من بين ستة منتخبات عندما كان المطلوب ثلاثة فتأهلت المكسيك وأميركا وجامايكا.
وفي تصفيات 2002 خرجت من دور المجموعات الثاني ولم تبلغ الدور الحاسم فجاءت ثالث المجموعة الأولى وراء ترينيداد والمكسيك وقبل بنما.
وفي تصفيات 2006 حلت رابع مجموعتها خلف كوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس ولم تبلغ الدور النهائي.
وفي تصفيات 2010 تكرر المشهد بحلولها رابع مجموعتها خلف هندوراس والمكسيك وجامايكا ولم تصل لخوض غمار الدور الحاسم.
وفي تصفيات 2014 حلت ثالث مجموعتها بعد هندوراس وبنما وقبل كوبا ولم تصل للدور النهائي.
وفي تصفيات 2018 جاءت ثالث مجموعتها خلف المكسيك وهندوراس وقبل السلفادور ولم تبلغ الدور الحاسم.
وهذا يعني أنها خلال تصفيات نسخ الألفية الثالثة لم تبلغ الدور النهائي إلا في تصفيات المونديال المرتقب وعبرت بشجاعة وثبات بفضل المدرب الإنكليزي جون هيردمان الذي تسلم مقاليد الأمور عام 2018 وخاض حتى نهاية حزيران المنصرم 42 مباراة ففاز بثلاثين مباراة مقابل أربعة تعادلات وثماني هزائم.
شاركت في كأس العالم مرة واحدة ولعبت ثلاث مباريات خسرتها ولم تسجل في حين تلقت خمسة أهداف.
عميد لاعبيها أتيبا هوتيشنيسون برصيد 97 مباراة دولية وهو المتوقع بلوغه نادي المئة دولياً في كأس العالم وهدافها التاريخي سايلا لارين برصيد 25 هدفاً.
أسود الأطلس.. إنجاز المكسيك نبراس
منتخب المغرب ثاني منتخبات لغة الضاد وصولاً لنهائيات كأس العالم وحدث ذلك في المكسيك 1970 وكتب التاريخ حينها بحصده النقطة الأولى للعرب بالتعادل مع بلغاريا 1/1 بعد الخسارة الشرفية أمام المانشافت 1/2 والثقيلة أمام البيرو بثلاثية نظيفة، وخرج حينها خال من البطاقات الملونة لأي من لاعبيه.
ولكن الظهور المغربي في المونديال يعد متقطعاً، ويمكن تصنيف البطولات الأخيرة في القرن المنصرم هي الأكثر بحضوره في ثلاث من آخر أربع بطولات أعوام 1986 و1994 و1998.
فبعد مونديال 1970 غاب عن مونديالات 1974 و1978 و1982، ويبدو أن المكسيك مكان مفضل لأسود الأطلس.
ففي استضافتها الثانية 1986 كتب بادو الزاكي ومحمد التيمومي وعبد الرزاق خيري وعزيز بودربالة ومصطفى الحداوي وكريمو ميري وبقية القائمة صفحة ناصعة البياض بتصدر المجموعة السادسة فوق ثلاثة منتخبات أوروبية وهي إنكلترا وبولندا والبرتغال، ففرضوا التعادل السلبي على الأول والثاني ليكونوا المنتخب العربي الوحيد الذي يحافظ على نظافة شباكه في مباراتين متتاليتين مونديالياً، وهزموا الثالث بثلاثة أهداف لهدف، وما زالوا حتى اليوم المنتخب العربي الوحيد الذي تصدر مجموعته مونديالياً والمنتخب العربي الوحيد الذي لم يخسر في دور المجموعات، فكانت حصتهم ألمانيا الغربية في أول أدوار الإقصاء وبدوا في الطريق لوقت إضافي كما خطط مدربهم خوسيه فاريا، ولكن ماتيوس حطّم الجدار المغربي بهدف من ركلة حرة قرب نهاية اللقاء ولتسطر المغرب صفحة عربية مهمة في كأس العالم.
الظهور الثالث 1994 يعد الأسوأ لمنتخب المغرب بخسارته أمام بلجيكا بهدف وأمام السعودية وهولندا بهدف لاثنين، لتكون خساراته الثلاث بفارق هدف في كل مباراة فخرج من الباب الخلفي.
أما الظهور الرابع 1998 فيعد الأكثر حزناً في تاريخ أسود الأطلس ويتوازى بدرجة كبيرة مع الخروج الجزائري 1982، فحينها استهل الأشقاء المشوار بتعادل مثير مع النرويج بهدفين لكل منهما، ثم كانت الخسارة المتوقعة أمام السامبا بثلاثية، ومع ذلك بقي الأمل بتجاوز إسكتلندا وانتظار فوز البرازيل على النرويج أو تعادلهما مع ترميم فارق الأهداف الثلاثة.
وحقيقة كان المغاربة على قدر المسؤولية بتجاوز المنتخب البريطاني بثلاثية هي الأعلى لمنتخب عربي في كأس العالم، ولكن الأخبار السيئة أتت مع نهاية مباراة المنتخب الإسكندنافي والبرازيل يوم فاز النرويجيون بهدفين لهدف وتلك نتيجة يراها الكثيرون غير نزيهة، فغادر المغاربة مرفوعي الرأس مستائين من البرازيل التي لم تكن نزيهة بنظرهم ولم تأخذ المباراة بالجدية المطلوبة.
خلال الألفية الثالثة طال أمد غياب منتخب المغرب حتى النسخة الفائتة في روسيا 2018 وكان المستوى جيداً والنتائج عكس ذلك إلا في المباراة الأخيرة يوم التعادل مع الماتادور في مباراة هامشية 2/2 يوم أدرك الإسبان التعادل في الوقت بدل الضائع، فأمام إيران قتلته النيران الصديقة في الوقت بدل الضائع، وأمام البرتغال تلقى ليوث الأطلس هدفاً رأسياً مبكراً من كريستيانو واستعصى عليهم مرمى الخصم رغم المحاولات الكثيرة.
وها هو يكتب التأهل مجدداً من دون خسارة محققاً الفوز في سبع من المباريات الثماني مقابل تعادل وحيد بأرض جمهورية الكونغو خصمه في المحطة الأخيرة، وكان قد تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة على حساب غينيا بيساو وغينيا والسودان.
عثرات التصفيات
وبعيداً عن سنوات الحضور فقد كان الإخفاق مؤلماً للمنتخب المغربي في تصفيات 1982 يوم حدث في المحطة الأخيرة لمصلحة الكاميرون.
ولم تكن تصفيات 1990 مطابقة للتوقعات مع الأسماء اللامعة صاحبة البصمة 1986 فاحتل المركز الأخير في مجموعته خلف تونس وزامبيا وجمهورية الكونغو.
وفي تصفيات 2002 تجاوز غامبيا ذهاباً وإياباً ولكنه في دور المجموعات خذله فارق الأهداف مع السنغال ولكل منهما 15 نقطة متقدمين على مصر والجزائر وناميبيا.
وفي تصفيات 2006 لم يخسر في مبارياته العشر محققاً الفوز في نصفها ولكنه تأخر بفارق نقطة عن تونس بواقع 20 مقابل 21، متقدماً على غينيا وكينيا وبوتسوانا ومالاوي.
وفي تصفيات 2010 تصدر مجموعته في المرحلة الثانية بوجود رواندا وموريتانيا وإثيوبيا، ولكنه في المرحلة الحاسمة قدم النسخة الأسوأ لأسود الأطلس بالحلول في المركز الأخير من دون فوز خلف الكاميرون والغابون وتوغو.
والغياب الأخير كان 2014 إذ خرج من المرحلة الثانية بحلوله خلف ساحل العاج ومتقدماً على تنزانيا وغامبيا.
منتخب المغرب شارك خمس مرات في النهائيات وخاض 16 مباراة ففاز بمباراتين مقابل خمسة تعادلات وتسع هزائم والأهداف 14 لها و22 بمرماها.
عميد لاعبيه نور الدين نيبت بـ115 مباراة وهدافه التاريخي فرس أحمد برصيد 36 هدفاً.
كرواتيا.. حضور حديث ولكنه فاعل
الإمبراطورية اليوغسلافية لها مكانة في كرة القدم العالمية من حيث الحضور على الأقل سواء في كأس العالم أم أمم أوروبا أم الدورات الأولمبية، وكثيرون هم اللاعبون ذوو الأصول الكرواتية الذين مثّلوا منتخب يوغسلافيا.
وبعد التفكك لم تكن الكرة الكرواتية نكرة فشاركت في خمس من ست نسخ متاحة وها هي تكتب التأهل مجدداً، والغياب كان فقط عن نسخة 2010.
ولكن القاسم المشترك في حضورها أنها إذا أبحرت وصلت إلى المربع الذهبي، وحدث ذلك 1998 و2018 وإلا فإن المغادرة من دور المجموعات هي الحقيقة المؤلمة الواقعة.
وتاريخياً تحتفظ برقم قياسي فحواه أنها بلغت النهائي بأقل عدد من المشاركات وعددها خمس مقارنة مع كل المنتخبات التي لعبت مباراة التتويج.
ومن العلامات الفارقة في مشاركات كرواتيا أنها خاضت الوقت الإضافي في المباريات الإقصائية الثلاث 2018 وهذا حال بلجيكا 1986 وإنكلترا 1990 والأرجنتين 2014.
حارسها سوبوزينش من بين عمالقة أصحاب القفازات خلال ركلات الترجيح بتصديه لأربع ركلات (ثلاث أمام الدانمارك وواحدة أمام روسيا 2018) ليكون بين ثلاثة حراس كأكثر من تصدى للترجيح إلى جوار الألماني شوماخر والأرجنتيني غويغوتشيا.
ويبقى سوبوزيتش مع الحارس البرتغالي ريكاردو خلال نسخة 2006 الأكثر تصدياً للترجيح في مباراة واحدة بثلاث ركلات.
في الحضور الأول 1998 بلغ الكروات المربع الذهبي عندما رافقوا منتخب التانغو إلى أدوار الإقصاء رعم الخسارة أمامه بهدف لأنهم حققوا المطلوب أمام جامايكا 3/1 واليابان بهدف، ثم تجاوزوا رومانيا بهدف وألمانيا بثلاثية كاسحة وأحرجوا المستضيف الفرنسي في نصف النهائي عندما تقدموا عليه بهدف قبل تلقي هدفين، ليقنعوا بالمركز الثالث على حساب هولندا 2/1 فاعتبر ذلك إنجازاً ترافق مع اعتلاء دافور شوكر قائمة الهدافين برصيد ستة أهداف.
وجاء الحضور الثاني بعد أربع سنوات في كوريا الجنوبية واليابان شاحباً بالخروج من دور المجموعات خلف المكسيك وإيطاليا وجاء الفوز على الآتزوري 2/1 بمنزلة النقطة البيضاء في ثوب أسود لأنهم بدؤوا بالخسارة أمام المكسيك بهدف وأنهوا بالخسارة أمام الإكوادور بالنتيجة ذاتها.
ولم يختلف الحال في المشاركة الثالثة 2006 بعد الخسارة أمام البرازيل المتخمة بالنجوم صفر/1 ثم التعادلين مع اليابان سلباً وأستراليا 2/2 لتكون المشاركة الوحيدة الخالية من لغة الانتصارات، وحسرتها أنها تقدمت مرتين في مباراة كان شعارها الفوز ولا شيء سواه أمام الكنغارو الذي لعب للتعادل وناله.
وفي المشاركة الرابعة على الأراضي البرازيلية 2014 واظبت كرواتيا على الخروج من دور المجموعات بتحقيقها الفوز على الكاميرون 4/صفر بين خسارتين أمام المضيف البرازيلي والمكسيك بهدف لثلاثة.
وسجل لاعبها أوليتش الهدف الأول بمرمى الكاميرون ليكون الكرواتي الوحيد الذي سجل في مونديالين يفصل بينهما 12 عاماً، إذ كان سجل بمرمى إيطاليا في الفوز بهدفين لهدف عام 2002.
وذروة المشاركات كانت في النسخة الماضية 2018 يوم بلغت النهائي ومن سوء طالعها أنها واجهت ديوكاً بمناقير جارحة متعطشة لكتابة تاريخ جديد، لتكتب التعاسة ثانية أمام فرنسا التي حرمتها من أن تصبح أصغر دولة تحقق اللقب المونديالي، ويرى الكثيرون أن خوضها الوقت الإضافي أمام الدانمارك وروسيا وإنكلترا جعلها تدخل النهائي بحالة بدنية ليست مثالية خلافاً للفرنسيين الذين وصلوا بكامل العدة والعتاد فلم يهدروا الفرصة وفازوا 4/2 والمشوار عرف الفوز على نيجيريا والأرجنتين وآيسلندا 2/صفر و3/صفر و2/1 على التوالي ثم الدانمارك وروسيا بالترجيح بعد التعادل 1/1 و2/2 توالياً ثم هزمت إنكلترا بنصف النهائي 2/1 بالتمديد.
والومضة الفردية اختيار الكرواتي مودريتش أفضل لاعب في المونديال ثم الفوز بالكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول الفرنسية تكريماً لما قام به في المونديال.
قصة الغياب
واظب منتخب كرواتيا على الحضور في مونديالي 2002 و2006 ويورو 2004 و2008 وظنّ المتابعون أنه سيكون حاضراً في مونديال 2010 ولكنه احتل المركز الثالث في مجموعته خلف إنكلترا وأوكرانيا وقبل بيلاروسيا وكازاخستان وأندورا، واللافت أنه خسر أمام إنكلترا بمجموع 2/8 وتعادل مع أوكرانيا ذهاباً وإياباً.
وهاهو يجدد العهد بين نخبة منتخبات الكون بتصدره المجموعة الثامنة التي ضمت روسيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وقبرص ومالطا.
شاركت خمس مرات ولعبت 23 مباراة في كأس العالم ففازت بـ11 مقابل 4 تعادلات و8 هزائم والأهداف 35 لها و26 بمرماها.
عميد لاعبيها لوكا مودريتش برصيد 154 مباراة وهدافها التاريخي دافور شوكو برصيد 45 هدفاً.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن