آخر الأخبار
الرئيسية » من المحافظات » «النصرة» حددت سعر «المحروقات» بالدولار الأميركي! … انهيار الليرة التركية يسبب معاناة كبيرة لسكان مناطق سيطرة الإرهابيين شمالاً

«النصرة» حددت سعر «المحروقات» بالدولار الأميركي! … انهيار الليرة التركية يسبب معاناة كبيرة لسكان مناطق سيطرة الإرهابيين شمالاً

رغم المعاناة التي تسبب بها انهيار الليرة التركية غير المسبوق لأهالي المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية في شمال البلاد، صب تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي يسيطر على قطاع المحروقات في إدلب الزيت على النار ليفاقم تلك المعاناة عبر تحديده سعر بيع المشتقات النفطية هناك بالدولار الأميركي!.
«فبعدما رأى مدخوله يتضاءل تدريجياً على وقع تدهور الليرة التركية المتداولة في شمال سورية، بدأ المدرّس محمّد الدبك العمل بدوام جزئي، ويشارك مع زملائه في إضرابات لحثّ «السلطات المحلية» (المجلس المحلي التابع للتنظيمات الإرهابية الموالية للاحتلال التركي) على تحسين رواتبهم» وفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب» في تقرير لها أمس.
وقال محمّد وهو أب لطفل في مدينة الباب: «كان راتبي في العام 2017 يساوي 160 دولاراً، أما اليوم فبات يعادل 50 دولاراً، ما يكفيني فقط لدفع إيجار المنزل».
وأضاف: إن «انهيار العملة التركية أثر عليه سلباً بدرجة كبيرة وجعله يلجأ إلى عمل آخر»، في مكتبة لبيع القرطاسية والكتب المدرسية، ما يوفّر له مدخولاً بقيمة أربعين دولاراً تقريباً.
ومنذ منتصف حزيران 2020، بدأت التنظيمات الإرهابية في المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشمال غرب سورية، بفرض اعتماد الليرة التركية في التداول اليومي كبديل عن العملة الوطنية السورية.
لكن منذ مطلع العام الجاري، خسرت الليرة التركية أكثر من 45 بالمئة من قيمتها على وقع أزمة اقتصادية، ثلاثون بالمئة منها خلال تشرين الثاني وحده.
ويتجاوز سعر الصرف حالياً عتبة 13 ليرة مقابل الدولار، بعدما كان قرابة ثماني ليرات قبل الأزمة.
وبعد ثلاث عمليات عسكرية عدوانية شنها بين عامي 2016 و2018 مع التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية له بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي ومسلحي الميليشيات الكردية، احتل النظام التركي مناطق واسعة من شمال وشمال شرق سورية.
ومع تسارع تدهور العملة التركية، بدأ محمّد وزملاؤه المدرسون توجيه رسائل إلى «إدارات المدارس» في مدينة الباب ومحيطها، مطالبين بتحسين رواتبهم، ثم لجؤوا إلى إضراب استمرّ ثمانية أيام منذ منتصف تشرين الأول الماضي.
وبعدها، عاودوا للتدريس أملاً بالتوصل إلى حلّ لكن من دون جدوى، وباتوا يمتنعون حالياً عن التدريس ليومين أسبوعياً في محاولة لتجنّب العودة إلى «الإضراب المفتوح وتوقّف التدريس».
ووفقاً للوكالة فإن، محمد يحتاج إلى نحو مئتي دولار كمصروف شهرياً، لتأمين احتياجاته الرئيسة ودفع بدلات إيجار المنزل والكهرباء والإنترنت والمواصلات، أي ضعف المبلغ الذي يجنيه، حيث يحاول قدر الإمكان مواءمة احتياجاته مع مدخوله الحالي.
وأشارت إلى أن انهيار الليرة التركية انعكس بسرعة على المناطق التي يحتلها النظام التركي لناحية تراجع قدرة السكان الشرائية وارتفاع أسعار السلع، خصوصاً المستوردة من تركيا.
وحسب تقرير للأمم المتحدة في نهاية آب الماضي، فإن «91 بالمئة من السكان العاملين في شمال غرب سورية هم من أسر تعيش فقراً مدقعاً، ما يؤشر إلى ضعف وضع الاقتصاد المحلي».
وأوردت نشرة «سيريا ريبورت» الاقتصادية الإلكترونية، أن المنطقة شهدت خلال الشهر الماضي «تصاعداً متسارعاً في سعر الخبز وسلع أخرى» فيما بلغت «القدرة الشرائية للسكان أدنى مستوياتها».
وأكدت الوكالة أن توفير المستلزمات الرئيسة بات ترفاً لا يقوى كثر على توفيره، على غرار إحدى المقيمات في «مخيم ترحين» في ريف مدينة الباب وتدعى هناء التي يقع على عاتقها الاهتمام بأطفالها الخمسة.
وأكدت هناء أنه سابقاً، كانت تؤمن مستلزمات وجبة طعام على الأقل، لكنها اليوم تجد نفسها مضطرة لجمع الحطب من أجل إشعال النار للتدفئة وإعداد ما تيسّر من طعام داخل الخيمة شبه الخالية من أي مقتنيات.
وقالت بغصّة «جلّ ما أحلم به هو أن أحصل على 50 ليرة في اليوم لأطعم أولادي لئلا يناموا جياعاً».
ومما يفاقم من معاناة أهالي المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية في الشمال نتيجة تدهور الليرة التركية، حددت شركة «وتد» التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» المحـتكرة لاستيراد وبيع المحروقات في إدلب أمس، سعر بيع المشتقات النفطية في المنطقة بالدولار الأميركي، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وقالت «الشركة»، في نشرة أسعارها الجديدة:» إن سعر ليتر البنزين مستورد أول بـ860 سنتاً من الدولار الأميركي، والمازوت المستورد أول بـ812 سنتاً، والمازوت المحسن بـ641 سنتاً، والمازوت المكرر بدائي بـ504 سنتات».
وثبتت «الشركة»، حسب نشرتها، سعر أسطوانة الغاز المنزلي بـ12 دولاراً أميركياً، أو ما يعادلها من عملة تركية حسب سعر الصرف أثناء البيع!.

(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أباظة يستقبل مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية والوفد المرافق له ويبحث معه سبل تعزيز مجالات التعاون في قطاعات ذات أولوية

    بحث محافظ اللاذقية الدكتور خالد وليد أباظه , مع “جوزيف انفانجي” مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية OCHA ، والوفد ...