syriahomenews أخبار سورية الوطن
محمد سمير طحان
شهد الموسم الدرامي الرمضاني الحالي إنتاج عدد جيد من الأعمال الدرامية المحلية إلى جانب عدد آخر مما يسمى الدراما المشتركة التي تعتمد في بنيانها على الإبداع السوري.
وجاء واضحاً في هذا الموسم الدرامي التركيز على أعمال البيئة الشامية لما تحققه من رواج لدى الجمهور المحلي والعربي ما يحقق التسويق الجيد لها ويعود بالربح المادي لشركات إنتاجها مع وجود أعمال معاصرة جنحت للماضي في سرد أحداثها كمحاولة لفهم الواقع الراهن وأسبابه التي أنتجته.
غياب الأعمال التاريخية عن الدراما المحلية يمكن أن يعزى لضخامة هذه الإنتاجات وتطلبها لإمكانات مادية مرتفعة إلى جانب عزوف القنوات العربية الشارية عن هذا النوع من الدراما ما لم يتوافق مع توجهاتها الفكرية والسياسية إلى جانب غياب أعمال الكوميديا مع تأجيل عرض مسلسل السنونو للقدير ياسر العظمة إلى ما بعد شهر رمضان.
وفي قراءة لما يتم عرضه عبر القنوات السورية حتى الآن يمكن لنا أن نستنتج تمكن بعض الأعمال من جذب الجمهور لها وإخفاق بعضها الآخر في ذلك رغم توافر الإمكانات الإنتاجية اللازمة لنجاحها وهذا يعزى بشكل أساسي للنص المكتوب سبب نجاح أي عمل درامي.
الأعمال التي حققت متابعة جماهيرية محلية وعربية اعتمدت النص الرشيق الغني بأحداثه وتطورات خطوطه الدرامية إلى جانب بناء الشخصيات المتمكن والخبير ما ساعد الممثلين على تقديم أداء عال بإدارة إخراجية خبيرة مع احترام فكر المشاهد وإشراكه في اللعبة الدرامية عبر عنصري المتعة والتشويق.
وعلى الضفة المقابلة جاء إخفاق بعض الأعمال نتيجة خواء نصها من أحداث أو تصاعد درامي مع البطء الشديد الذي أوصل المشاهدين حد الملل ما تسبب بخيبة أمل تجاه عدة أعمال والتي لم تأت على قدر التوقعات رغم أنها ضمت عدداً كبيراً من النجوم السوريين في قائمة ممثليها وتوفير الإمكانات الإنتاجية الضخمة لها.
ما زال الحكم النهائي على الأعمال مبكراً قبل انتهاء عرض حلقاتها ولكن الواضح الذي لا يمكن إنكاره أن الورقة الرابحة لدى الأعمال المشاهدة حتى الآن كان أساسها النص المحكم والمتين والمكتوب بيد خبيرة وعارفة في الوقت الذي أخفقت فيه الأعمال المكتوبة من قبل كتاب لأول مرة في أن تحظى بمتابعة الجمهور.
تجربة هذا الموسم ستشكل دافعاً لشركات الإنتاج الفنية للبحث عن النص الجيد لأنه لا يستطيع أي مخرج متمكن وأي ممثلين مبدعين وإمكانات انتاجية أو فنية قوية من إنقاذ نص متهالك أو ضعيف وهذا ما يحتم وجود لجنة لتقييم جودة النصوص قبل إنتاجها وتحويلها إلى أعمال درامية تنسب إلى الدراما السورية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا
