آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » النص الكامل للمقابلة التي أجراها توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق مع أسعد الشيباني، وزير خارجية سوريا في المنتدى الاقتصادي العالمي الأربعاء، 22 يناير 2025

النص الكامل للمقابلة التي أجراها توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق مع أسعد الشيباني، وزير خارجية سوريا في المنتدى الاقتصادي العالمي الأربعاء، 22 يناير 2025

 

توني بلير :أود أن أبدأ بسؤال بسيط وواضح نوعًا ما. أعتقد أنّه مضى حوالي 50 يومًا على توليكم السلطة. ربما لم تتوقعوا أن تصلوا إلى السلطة بهذه السرعة، وربما لم تتوقعوا أن تكونوا هنا في دافوس أيضًا. كيف هو الوضع؟

أسعد الشيباني: إنه أمر مذهل.

توني بلير: أعني الوضع في سوريا، وليس دافوس فقط.

أسعد الشيباني : سوريا… الوضع مذهل.

توني بلير : حدّثنا قليلًا عن رؤيتك اليوم لسوريا، وعن طموحك لسوريا.

أسعد الشيباني : أولًا، أشكرك على هذه الفرصة، كما أشكر هذا المنتدى الذي أتاح لنا نحن السوريين تمثيل شعبنا في هذا المكان. بطبيعة الحال، أستطيع أن أقول للعالم أجمع إنّ سوريا الآن حرة، والشعب السوري أصبح حرًا أيضًا، وسوريا عادت من جديد لشعبها. بالطبع، لدى سوريا الآن الكثير من التوقعات والأحلام والطموحات. نحن – الشعب السوري – تعرضنا لحرب ممنهجة على يد نظام الأسد، وأخيرًا نلنا حريتنا. كان الأمر صعبًا للغاية، ولم يكن من السهل أن أصل إلى هذا المنصب أو هذا المكان. موقعي الحالي يمثِّل تضحيات 15 مليون سوري تعرضوا للقتل على يد نظام الأسد، فضلًا عن 15 مليون نازح داخل سوريا وخارجها، ومليون قتيل على يد النظام، إضافةً إلى التعذيب والفظائع التي رأيناها في سجن صيدنايا وسجون أخرى تابعة للنظام. الثمن كان باهظًا، ولكننا حققنا غايتنا أخيرًا. ونحن لن ننظر إلى الماضي، بل سننظر إلى المستقبل، ونعد شعبنا بألّا تتكرر هذه المأساة أبدًا.

توني بلير : نعم، هذا تصريح قوي جدًا. كيف هو الوضع الأمني في سوريا حاليًا؟

أسعد الشيباني : ما يمكنني قوله هو أنّ الظروف الأمنية في سوريا حاليًا مقبولة. نحن نتحدث عن 14 عامًا من الحرب والفوضى، وبالطبع فإن الأوضاع ليست مثالية بعد. ومع ذلك، إذا نظرتم إلى الوفود القادمة من الدول الأوروبية ودول الخليج والدول العربية، جميعها حاضرة اليوم في سوريا. وفي دمشق لدينا اليوم ما يمكن وصفه بـ “دافوس” مصغّر؛ فالباب مفتوح أمام الجميع، والجميع يشعر بالأمن والأمان في تلك المنطقة.

توني بلير : من المعروف أنّ في سوريا تنوعًا كبيرًا من المكوّنات والأقليات: مسيحيون، وعلويون، وغيرهم. ما مدى ثقتك بأنّ سوريا ستكون بلدًا لجميع مواطنيها، خاصةً في ظل التاريخ الصعب؟

أسعد الشيباني : أستطيع القول إنّنا، نحن الشعب السوري، كنا ضحايا لحكومة طائفية ولغة طائفية. عانينا من كل أشكال التقسيم الطائفي، ونرفض تمامًا استخدامه في مستقبل سوريا. فنحن لسنا مجموعات منفصلة. نحن شعب واحد، ويجب أن تكون سوريا لكل السوريين، دونما تقسيم طائفي، ودونما معاقبة لأحد على أساس انتمائه الاجتماعي أو الديني أو الطائفي. ومن هذا المنطلق رسمنا رؤيتنا. إذا أردنا لسوريا الجديدة أن تنجح، فعلينا أن نضمن مشاركة جميع السوريين في بناء هذا المستقبل.

توني بلير : من المعروف أن نصف السكان من النساء أيضًا. ما رؤيتك لدور المرأة في مستقبل سوريا؟

أسعد الشيباني : المرأة السورية تحظى بالاحترام، ويجب أن تأخذ دورًا فاعلًا في مستقبل سوريا. فهي جزء مهم من بناء بلدنا الجديد. وكما عانت المرأة السورية خلال السنوات الـ14 الماضية، فإنها يجب أن تكون شريكة في المستقبل، ونحن نضمن حقوقها ودورها من موقعنا كحكومة سورية. لن نمارس أي ضغط يقيد المرأة، فهي عنصر أساسي في صورة سوريا الجديدة.

توني بلير : هل تتخيل في المستقبل أن نرى وزيرات سوريات ومناصب قيادية عديدة تشغلها النساء؟

أسعد الشيباني : بالطبع يجب أن يكون الأمر كذلك.

توني بلير : أظن أن لديكم الآن سيدة تشغل منصبًا رفيعًا؟

أسعد الشيباني : نعم، حاكمة المصرف المركزي هي امرأة، اسمها السيدة ميساء. وقد أعطيناها زمام الأمور المالية، وهذا منصب مهم للغاية في سوريا!

توني بلير : لقد أوضحت لنا أنّك تريد سوريا موحَّدة تحترم كل المكوّنات، وتضمن دورًا للمرأة. ماذا عن الاقتصاد؟ كيف ترى تطوره؟ وكيف تنوي الحكومة السورية الجديدة الانفتاح على الاستثمارات الخارجية؟

أسعد الشيباني : كما تعلم، نحن ورثنا دولة منهارة اقتصاديًا بسبب نظام الأسد، ولا توجد بنية اقتصادية منظمة. هناك الكثير من التحديات التي نواجهها الآن، لكن في الوقت نفسه، لدينا فرصة كبيرة للاستثمار في سوريا؛ إذ تتمتع سوريا بتنويع في مواردها الاقتصادية، ولديها العديد من قطاعات الصناعة والسياحة، بالإضافة إلى رأس المال البشري في الشعب السوري. كذلك فإن الموقع الجغرافي لسوريا بالغ الأهمية. من الأيام الأولى، بدأنا بمد الجسور مع دول الجوار، مستندين إلى رؤيتنا التنموية التي أطلقناها منذ البداية. مستقبل سوريا الاقتصادي سيقوم على هذه الرؤية، وسنفتح أبوابنا للاستثمار الأجنبي، ونسعى لشراكات كبيرة مع دول الجوار ومع العالم. هذه هي الركيزة الأساسية لبناء سوريا جديدة.

توني بلير : أحد الجوانب المهمة في تطوير سوريا هو نظامها التعليمي. كانت هناك مخاوف من أن يكون التعليم ضيق التوجه، بينما من الضروري وجود مناهج شاملة وتعليم واسع للأطفال. حدّثنا عن خططكم في هذا الشأن.

أسعد الشيباني : نحن نركز على خمسة قطاعات رئيسية: الطاقة والاتصالات والطرق والمطارات والتعليم والصحة. هذه القطاعات الخمسة هي أساس الخدمات الضرورية لشعبنا، وإذا نجحنا فيها، ضمنا تلبية الاحتياجات الأساسية للسوريين. أما فيما يخص التعليم، فالشعب السوري شعب مُحب للعلم، وكثير من السوريين متعلمين ومثقفين. منذ الأسبوع الأول لدخولنا دمشق، أعدنا فتح المدارس والجامعات لعودة الطلاب إليها في أسرع وقت ممكن؛ لأن قوتنا وطاقتنا الحقيقية تنبع من هؤلاء المتعلمين. سنفتح المجال أمام أحدث مناهج التعليم والتكنولوجيا، ونستثمر في هذا القطاع؛ لأنه هو الذي سيحدد شكل سوريا المستقبلية.

توني بلير : ما زال أمامكم تحدٍ هائل في بناء نظام صحي من الصفر تقريبًا، وكذلك إعادة بناء البنية التحتية. كيف ستحددون أولوياتكم؟

أسعد الشيباني : شكّلنا لجنة من الخبراء لدراسة الوضع ميدانيًا وتحديد الأولويات. لو نظرت إلى التحديات في سوريا، فقد تجدها مائة أولوية، ولكن علينا التركيز والتقسيم. نحن نفضل أن نسميها تحديات بدل مشكلات، لأن لدينا الأمل ونسعى لفتح الطريق. لا نريد أن تتحول سوريا إلى بلد يعيش فقط على المساعدات الإنسانية؛ بل نريد بناء بلدنا بسرعة. نركز حاليًا على قطاع الطاقة، لأن الكهرباء في سوريا ما زالت ضعيفة، ولأجل ذلك أطلقنا شراكات مع دول الخليج حول هذا الملف. كما سنستفيد من خبرات المجتمع الدولي وخبرائه للمساهمة في نجاحنا في هذه المهمة.

توني بلير : أعتقد أن أكبر مشكلة في هيكلية الحكومة هي مسألة القدرة المؤسسية؛ فأنتم بحاجة للتعامل مع السوريين الموجودين في الداخل، وأيضًا مع العدد الكبير من اللاجئين العائدين.

أسعد الشيباني : صحيح، ولكن هذه النقطة التي كانت تمثل معاناة في السابق، يمكن أن نحولها الآن إلى نقطة إيجابية. لدينا لاجئون سوريون في شتى أنحاء العالم، أصبحوا يمتلكون خبرات متنوعة، واكتسبوا معارف جديدة من مختلف الدول. حاليًا نرحب بهم للعودة إلى سوريا، لأننا بحاجة إلى هذه القيمة المضافة للمساهمة في إعادة بناء البلاد.

توني بلير : هل تجد أن الناس بدأوا بالفعل في العودة؟

أسعد الشيباني : نعم، بدأ الآلاف بالعودة إلى سوريا. السوريون يحبون بلدهم، حتى لو عاشوا في أوروبا أو في أماكن أخرى في العالم، فهم يحنّون للوطن، وبمجرد أن شعروا بالأمان رجعوا إلى دمشق، وأبدوا رغبةً كبيرة في مساعدة الوطن، وجعل سوريا دولةً قادرة على المنافسة. الشعب السوري يستحق أن يعيش في ظروف آمنة.

توني بلير : سننتقل للحديث عن المشكلات في المنطقة وقضية العقوبات. ولكن بالنظر إلى الحكومة الآن بعد مرور 50 يومًا، ما هي أكبر التحديات التي تواجهكم؟ ما الشيء الذي يشغلكم أكثر من غيره؟

أسعد الشيباني : أكبر التحديات في هذه الفترة تتمثل في العقوبات الاقتصادية. لقد ورثنا مشاكل عديدة من نظام الأسد، ومن ضمنها هذه العقوبات المفروضة على سوريا. يجب رفعها في أسرع وقت ممكن؛ لأنها وُضعت – كما قيل – لخدمة الشعب السوري، لكنها الآن ضد الشعب السوري.

توني بلير : تقصد أنها فُرضت سابقًا لدعم السوريين في نضالهم ضد النظام السابق، لكنها الآن تعوق تقدمكم؟

أسعد الشيباني : بالضبط. إن رفع العقوبات الاقتصادية هو مفتاح الاستقرار في سوريا.

توني بلير : ما خطتكم لإقناع العالم برفع هذه العقوبات؟

أسعد الشيباني : سوريا دولة مهمة، وجميع الدول مهتمة بأن تكون سوريا آمنة ومستقرة، ويعيش شعبها بسلام. لم يعد هناك أي خطر تصدّره سوريا لدول الجوار أو للعالم. لقد شوّه نظام الأسد صورة سوريا، فظهرت وكأنها بلد يُصدّر الإرهاب أو اللاجئين أو التهديدات. أما الآن، فسوريا تفتح صفحة جديدة مع العالم، ولن تكون مصدرًا لأي تهديد، ونريدها أن تصبح بلد سلام. لذلك، لرفع العقوبات دور حاسم في دعم الاستقرار.

توني بلير : هل تعتقدون أنّكم قادرون على بناء عملية سلام ناجحة مع دول الجوار؟

أسعد الشيباني : بالطبع. إذا كنا نريد لسوريا أن تنجح، فعلينا نشر السلام في المنطقة.

توني بلير : من الواضح أمامكم الآن فترة تمتد لـ18 شهرًا حتى يونيو 2026. أين تريدون أن تكونوا عندها؟ عندما تصلون لتلك المرحلة التي تُعرض فيها الحكومة الجديدة على الشعب؟

أسعد الشيباني : لدينا تحديات كثيرة كما ذكرت: تحديات سياسية، اقتصادية، إنسانية، إضافةً إلى إعادة بناء علاقات سوريا مع دول المنطقة. ما نريده خلال هذه الفترة هو إقناع الشعب السوري، في الداخل والخارج، بأن الحكومة الحالية حكومة تمثّلهم وتخدم مصالحهم، وأنهم يشعرون بالأمان تحت إدارتها، وأن لديهم حكومة توفر لهم الأمان والسلام.

توني بلير : هذا يتطلب إنجازًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا. ما هي العقوبات التي تريدون رفعها أولًا؟

أسعد الشيباني : كلّ العقوبات. لا يمكننا التفريق بينها. الآن إذا نظرنا إلى العقوبات الحالية، سنجد أن المجتمع الدولي يتحدث عن الكثير من “يجب” و”ينبغي”. كمثال: كأن تربط يدي شخصٍ ما وتلقيه في النهر وتطلب منه السباحة وجلب الأسماك! كيف لنا أن نحقق مستقبلًا جيدًا للشعب السوري في حين أن العقوبات تكبلنا؟ ما نسمعه من دول الخليج ومن الاتحاد الأوروبي ومن غيرها هو أنهم يريدون مساعدة سوريا، ولكنهم لا يستطيعون تحت وطأة هذه العقوبات. أما الشخص الذي كانوا يريدون معاقبته – بشار الأسد – فهو في موسكو الآن، فلماذا يُعاقب الشعب السوري؟ هذه العقوبات فرضت باسم “مساندة الضحايا”، لكن الضحايا هم الآن في موقع السلطة.

توني بلير : أتفهّم ذلك. أظن أن الناس ينظرون إلى العقد الماضي وما تخلله من عنف شديد، وكذلك إلى السرعة المفاجئة التي أزلتم بها الأسد. ومِن ثَمّ يرى البعض أن المجموعة التي قامت بهذا التغيير تحمل طابعًا أيديولوجيًا معينًا. لذا يريدون أن يعرفوا هل تغيرت الأمور فعلًا؟ وهل الحكومة التي تحكم اليوم في سوريا هي فعلاً حكومة منفتحة وتساوي بين مواطنيها؟ وهذا ما يحتاجه الناس ليتأكدوا أن رفع العقوبات سيحقق مستقبلًا توافقيًا في سوريا.

أسعد الشيباني : نحن سوريون، ضحينا بحياتنا في سبيل حرية بلادنا. انتظر السوريون طويلًا تدخل المجتمع الدولي، انتظروا عملية سياسية، انتظروا إجراءات إنسانية، انتظروا أن يتحرك العالم لإيقاف المجازر ومنع القصف بالأسلحة الكيماوية، ولم يحدث شيء. وأخيرًا، هؤلاء الذين تتحدث عنهم – من قاموا بهذا التغيير – هم من حقق الحرية للشعب السوري الآن. الشعب السوري يقف خلفنا ويدعمنا. وما حدث خلال الخمسين يومًا الماضية يشكل دليلًا قويًا على أنّ المستقبل سيكون أفضل.

توني بلير : بالطبع، هناك جراح عميقة في المجتمع بسبب كل ما حدث. سيظهر بعض الأشخاص الذين قد يرغبون في الانتقام ممن أساؤوا إليهم. كيف ستتعاملون مع ذلك؟

أسعد الشيباني : الرسالة الأكبر التي نوجّهها للعالم هي أنه لم يعد هناك ملايين سوريين عالقين على الحدود، ولم يعد هناك ملايين من اللاجئين يغرقون في البحر، ولا توجد مجازر تعرض على شاشات التلفزة. اليوم، كل السوريين، بتنوعهم، في منازلهم ويشعرون بالأمان، ويزاولون أعمالهم.

توني بلير : ولكن إذا وقعت انتهاكات أو هجمات طائفية ثأرية، هل ستتدخلون لوقفها؟

أسعد الشيباني : نعم، الإنجاز الكبير الذي نفخر به هو أن سوريا لم تنزلق إلى حرب أهلية ولا إلى صراع طائفي. ما جرى في سوريا خلال هذه الفترة الوجيزة – 12 يومًا للسيطرة على دمشق – كان ناجحًا جدًا. عادةً عندما يحدث تغيير بهذا الحجم في بعض البلدان، نرى مدنًا مدمرة وملايين اللاجئين ومجازر متتالية، لكننا رأينا في سوريا احتفالات في شوارع دمشق ووفودًا دولية تزور البلاد. هذه رسالة بالغة الأهمية تؤكد نجاح التغيير في سوريا. وإذا وُجدت بعض الحالات الاستثنائية، فهي ليست التيار العام ولا تمثل سياسة الحكومة. ونتعامل معها على الفور، ولن نسمح لأحد أن يأخذ حقه بيده. هناك عدالة انتقالية، وهناك محاسبة، وهذا واجب الحكومة لا الأفراد.

توني بلير : إذن هدفكم هو إقامة دولة يحكمها القانون، ويشعر فيها المواطنون بالمساواة؟

أسعد الشيباني : بالطبع، سيادة القانون ستكون الركيزة الرئيسة للحكومة السورية الجديدة. كثيرون يسألون كيف نضمن حقوق تلك الفئة أو حقوق المرأة؟ في سوريا الجديدة سيكون الجميع تحت مظلة الدستور والقانون. لن يُحكم البلد بفكر مجموعة محددة أو أيديولوجيا معينة أو بأشخاص بعينهم. وكما قلتُ: لن تتكرر مأساة سوريا، وهذا يحفزنا على أن نحكمها بالقانون لا بالأفراد.

توني بلير : وفي صياغة الدستور، ستشركون جميع مكونات المجتمع؟

أسعد الشيباني : طبعًا، سيكون هناك مؤتمر وطني، ولجنة لصياغة الدستور تتشكل من خبراء، وسيُعلن عن أسمائهم، وستضم مختلف أطياف سوريا من رجال ونساء.

توني بلير : علمت أنك قمت بجولة في دول الخليج مؤخرًا، زرت السعودية وقطر وغيرهما. كيف وجدت الاستقبال؟ هل كانوا داعمين للتغييرات؟

أسعد الشيباني : نعم، اخترنا زيارة دول الخليج أولًا؛ لأننا نرغب في إصلاح العلاقة بين سوريا وهذه الدول، بعد أن شوّهها نظام الأسد حين صدّر لهم الكبتاغون واستخدم لغة هجومية ضدهم. دول الخليج مهمة جدًا في المنطقة، وسوريا أيضًا ينبغي أن تستعيد دورها الفاعل إقليميًا. ومنذ الأيام الأولى سعينا لزيارة هذه الدول والتواصل معها، لأننا نؤمن بأنها قادرة على مساعدتنا في إعادة إعمار سوريا ودعم نهضتها.

توني بلير : سوريا تمتلك مقومات ثقافية وأثرية رائعة، ولديها إمكانات كبيرة في مجال السياحة. هل ستعملون على تطوير هذا الجانب؟ نرى مثلًا ما تفعله السعودية في الاستثمار بثقافتها، والإمارات كذلك، فهل لديكم رؤية مشابهة؟

أسعد الشيباني : إذا سألتني من أين نستمد إلهامنا في بناء سوريا الجديدة، فسأقول: سنستلهم من تجربة سنغافورة، ورؤية 2030 في السعودية، وبعض النماذج الناجحة كجنيف وغيرها من التجارب العالمية. نحن نريد لسوريا أن تكون بلد سلام وتنمية، بلد يتخطى أزمات الحروب ويطلق طاقات الإبداع والتطور.

توني بلير : إذن هي “سوريا أولًا”.

أسعد الشيباني : بالضبط. يبدو أن الرئيس ترامب أخذ شعار “أمريكا أولًا” من شعارنا “سوريا أولًا”! بالنسبة لنا، سوريا أولًا وآخرًا.

توني بلير : كنت أود أن أطلب منك توجيه رسالة للمجتمع الدولي، لكنك فعلت ذلك بالفعل. وأرى أنك ذكرت النماذج التي يمكن أن تستلهموا منها. وكما تعلم، أصعب جوانب الحكم هو أنّ تطلعات الشعب تكون دائمًا كبيرة جدًا، بينما الإدارة الحكومية عملية صعبة وبطيئة. كيف ستُبقي الناس داعمين لك خلال هذه المرحلة الممتدة حتى يونيو 2026، حينما يقر الدستور الجديد؟

أسعد الشيباني : كما ذكرت سابقًا، سوريا دولة مهمة، ولدينا مصالح مشتركة مع دول الجوار والمجتمع الدولي في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد. إذا أراد العالم مساعدة السوريين للنهوض من جديد – بعد أن تُركنا وحدنا وقت المذابح والقصف بالكيماوي – فعليه مدّ يد العون لنا. نحن منفتحون، ونحتاج دعم المجتمع الدولي لإنجاح تجربتنا الجديدة. نعلم أنّ التوقعات عالية، لكننا طموحون ونملك أحلامًا كبيرة نريد تحقيقها لشعبنا.

توني بلير : شكرًا لك، أسعد، كان حوارًا شيقًا للغاية. كنا سنجريه جزئيًا بالعربية، ولكنك وفّرت على المترجمين العناء اليوم! أشكرك جدًا على وضوح رسالتك، وأحيي شجاعة الشعب السوري الذي اجتاز هذه المرحلة المظلمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. إذا كان نهج الحكومة، كما وصفته لنا، فآمل وأعتقد أن يجد تجاوبًا من المجتمع الدولي، وأن نكون شركاء لكم في هذه المسيرة.

أسعد الشيباني : في العام القادم، سنلتقي هنا مجددًا لنتحدث عن إنجازاتنا، في دافوس 2026، إن شاء الله.

توني بلير : هذا موعد إذن! السيد وزير الخارجية، أسعد، شكرًا جزيلًا لك.

 

 

(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الشيباني: العقوبات تشكل التحدي الأساسي لسوريا والاقتصاد فيها سيكون منفتحاً

    أكد وزير الخارجية أسعد الشيباني أن الاقتصاد في سوريا سيكون منفتحاً وسنعمل على استقطاب الاستثمار الأجنبي ونريد عقد شراكات مع دول العالم بأسره. ...