حلب- خالد زنكلو
الخميس, 09-09-2021
جدد سلاح الجو الروسي أمس، ولليوم الثاني على التوالي، قصف مواقع لـ«جبهة النصرة» الإرهابية، العمود الفقري لـ«هيئة تحرير الشام»، في محيط مدينة معرتمصرين شمالي إدلب.
وقالت مصادر محلية في معرتمصرين لـ«الوطن»: إن الطيران الحربي الروسي عاود أمس قصف الأهداف ذاتها التي استهدفها في اليوم السابق في منطقة بروما ومقلع الهباط، إضافة إلى إحدى المداجن بمحيط المدينة بصواريخ شديدة الانفجار حققت إصابات دقيقة ومباشرة وخلفت دماراً واسعاً في مناطق التفجير.
وكشفت المصادر أن الغارات فاجأت الفرع السوري لتنظيم القاعدة، الذي لم يتوقع أن تعقب الغارات السابقة نظيرتها بيوم واحد، وأكدت أن الغارات عادت بـ«صيد ثمين»، إذ وجد بعض المتزعمين في مواقع الاستهداف برفقة حماية مشددة للوقوف على نتائج الغارات السابقة، الأمر الذي أدى إلى مقتلهم جميعاً ومقتل لا يقل عن ٢٠ إرهابياً وجرح عدد مماثل منهم.
وأشارت، نقلاً عن أحد متزعمي «النصرة»، إلى أن تعليمات صدرت عن قيادتها العسكرية ونصت على عدم تجمهر أكثر من ١٠ إرهابيين في مكان واحد، باستثناء مواقع «الرباط» في خطوط القتال الأمامية مع الجيش العربي السوري، أو داخل معسكرات التدريب، التي باتت متنقلة بين الحين والآخر لرصدها بشكل مستمر من الطائرات المسيّرة الروسية.
وتأتي الضربات الجوية الروسية المتتالية ضد «النصرة» والميليشيات الموالية لنظام رجب طيب أردوغان، في سياق رسائل متواصلة من موسكو لأنقرة بضرورة الإسراع في تنفيذ بنود «التفاهمات» والاتفاقيات الثنائية بين البلدين، ولاسيما «اتفاق موسكو» الموقع في ٥ آذار ٢٠٢٠ والخاص بإنشاء شريط آمن بعمق ٦ كيلومترات على طرفي طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4» تمهيداً لوضعه في الخدمة أمام حركة المرور والترانزيت، و«اتفاق سوتشي» العائد لأيلول ٢٠١٨ والقاضي بطرد الإرهابيين من منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والأرياف المجاورة لها.
وبين مراقبون للوضع في «خفض التصعيد» لـ«الوطن»، أن روسيا كثّفت قصفها لمواقع ومعاقل إرهابيي النظام التركي، وخصوصاً لميليشيات ذات ثقل ومقرّبة من رأس نظامه مثل «فيلق الشام»، تأكيداً لانزعاجها من تنكره للاتفاقيات الثنائية وتدخله الانتهازي في أزمات إقليمية ودولية، مثل تصديره لإرهابيي «القاعدة» من إدلب إلى أفغانستان ومحاباته لحركة طالبان التي استولت على السلطة فيها منذ منتصف الشهر الماضي، كنوع من لعبه على التناقضات الدولية لإيجاد موطئ قدم له في أفغانستان من بوابة مطار كابل وغيرها تتيح له لعب دور أوسع في آسيا الوسطى، بما يناكف الدور الروسي فيها.
وتوقع المراقبون ألا يتيح سلاح الجو الروسي الفرصة لميليشيات تركيا وللفرع السوري لتنظيم القاعدة التقاط الأنفاس مستقبلاً، وخصوصاً بعد توسيع وتنويع مروحة أهدافه لتطول محيط عفرين في المنطقة التي يسميها النظام التركي «غصن الزيتون» ومحيط مدينة الباب في المنطقة المسماة «درع الفرات» بريف حلب الشمالي الشرقي، على الرغم من تجاهل النظام التركي لفحوى ومضمون رسائل الضربات الجوية الروسية.
ولفتوا إلى أن النظام التركي، مصرّ على تعنته وصلفه في رفع منسوب التصعيد في «خفض التصعيد»، حيث أوعز أمس إلى ميليشياته بقصف أهداف مدنية آمنة ونقاط ارتكاز الجيش العربي السوري بصواريخ غراد وقذائف المدفعية في محيط مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي وفي جورين بسهل الغاب شمال غرب حماة وفي بلدة سلمى بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، ما دفع الجيش السوري للرد على مصادر النيران وتحقيق إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين.
(سيرياهوم نيوز/الوطن)