واصل النظام التركي في النصف الأول من الشهر الجاري نهجه التصعيدي العدواني الذي دأب عليه قبل نحو ٣ أشهر ضد مناطق شمال شرق سورية، التي تسيطر عليها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن، في رسائل صريحة وواضحة لروسيا تستهدف الحصول على «تنازلات» منها في الشطر الشمالي الغربي من البلاد، الذي يواصل الجيش العربي السوري فيه الرد على خروقات الإرهابيين التي ينفذونها بدعم من الاحتلال التركي، في حين كثف سلاح الجو الروسي من استهدافه لهؤلاء الإرهابيين.
وأرجع مراقبون للوضع شمال شرق وشمال غرب سورية في تصريحات لـ«الوطن» تهديدات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان قبل نحو ٣ أشهر والتي توعد فيها بغزو مناطق تقع تحت هيمنة «قسد» شمال وشمال شرق البلاد، إلى سعي أردوغان لتحقيق مكاسب من روسيا في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والمناطق المجاورة لها وإلا سيستمر بالتصعيد العسكري أو سينفذ تهديده بقضم مناطق جديدة من الخريطة السورية واقعة تحت سيطرة «قسد».
وبين المراقبون لـ«الوطن» أن النظام التركي يطلب من موسكو تطبيق بنود «اتفاق سوتشي» العائد لتشرين الأول ٢٠١٩ وينص على إبعاد الميليشيات الكردية لمسافة ٣٢ كيلو متراً من الحدود التركية، وهو مستعد للتغاضي عن هذا المطلب مقابل غض روسيا الطرف عن تنفيذ «اتفاق موسكو» الموقع بين الجانبين مطلع آذار ٢٠٢٠ والقاضي بوضع طريق عام حلب – اللاذقية «M4» في الخدمة بالإضافة إلى طرد التنظيمات الإرهابية من المنطقة بموجب «اتفاق سوتشي» الموقع بينهما في أيلول ٢٠١٨.
ولذلك، وحسب المراقبين، كلما علت لهجة مسؤولي الكرملين الداعية إلى تطبيق اتفاقي «خفض التصعيد»، قابل النظام التركي ذلك بالتصعيد العسكري في المنطقة وفي مناطق شمال وشمال شرق سورية، في محاولة مكشوفة للابتزاز ومقايضة المواقف المحقة لموسكو ودمشق بأخرى تكرس الاحتلال التركي وتوسع دائرة مطامعه الاستعمارية.
وعد المراقبون تصريحات وزير الدفاع في النظام التركي خلوصي آكار أول من أمس، والتي شدد فيها على نفاذ صبر نظامه من الهجمات التي استهدفت جنوده خارج الحدود، في إشارة إلى مقتل ٣ منهم قرب معبر شانلي أورفة- تل أبيض الأسبوع الماضي، تندرج في إطار تنفيذ وعيد النظام التركي باحتلال المناطق الحدودية مع تذكير «محاوريه» مجدداً، والمقصود موسكو وواشنطن، بـ«الوفاء بمسؤولياتهم في إطار الاتفاقيات المبرمة»، معهم.
ويوم أمس، قصف الاحتلال التركي ومرتزقته، الطريق الدولي «M4» وقرية فاطسة بريف عين عيسى الشرقي بمحافظة الرقة، مستهدفين محطة المياه في القرية بشكل مباشر، تزامناً مع قصفه، بلدة شيخ عيسى بريف محافظة حلب ما أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات الأهالي.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصادر مطلعة أن مشافي محافظتي الحسكة والرقة امتلأت بجثث مسلحي ميليشيات «قسد» الذين قتلوا أثناء الاشتباكات التي دارت في اليومين الماضيين بين الميليشيات وقوات الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين لها.
في غضون ذلك جدد أهالي منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي رفضهم للاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية وجرائمهم بحق المواطنين السوريين، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
إلى منطقة «خفض التصعيد»، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بقطاع ريف حماة الشمالي الغربي، دكت بالمدفعية مواقع وتحركات للإرهابيين، بمحاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت الوحدات العسكرية العاملة بقطاع ريف إدلب، نقاطاً للإرهابيين في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المصدر، أن الطيران الحربي الروسي، أغار على مواقع للإرهابيين في البارة بريف إدلب أيضاً.
ولفت المصدر إلى أن مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، اعتدت صباح أمس على نقاط للجيش بمحور المشاريع بسهل الغاب، في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، وهو ما دفع الجيش للرد.
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تتابع تمشيط قطاعات الباديـة من خلايــا تنظيم داعش الإرهابي، بتغطية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، الذي يغير على مخابئ الدواعش بمختلف القطاعات.
وأوضح المصدر أن الهدوء الحذر ساد أمس قطاعات البادية، حتى ساعة إعداد هذه المادة.
وفي دير الزور أصيب عدد من مسلحي «قسد» بهجوم للفصائل الشعبية على نقطة عسكرية في محيط بلدة النملية بريف دير الزور الشمالي، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
من جانب آخر، أخرجت قوات الاحتلال الأميركي رتلاً من الآليات المحملة بمعدات عسكرية والصهاريج المعبئة بالنفط السوري المسروق من الجزيرة إلى قواعده في شمال العراق، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وذكرت مصادر محلية من ريف اليعربية بالريف الشمالي الشرقي أن رتلاً مؤلفاً من 111 آلية منها 60 ناقلة محملة بمعدات عسكرية إضافة إلى صهاريج محملة بالنفط المسروق ترافقه 6 مدرعات عسكرية غادر الأراضي السورية عبر معبر الوليد غير الشرعي إلى قواعد الاحتلال في شمال العراق.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)