أزعجت تصريحات حركة «حماس» السلطات المصرية، ودفعت السيسي إلى التبرّؤ من حصار غزة والدفاع عن دور مصر في ملف المساعدات والمعبر.
تسود حالة من «الغضب» في الأوساط السياسية والاستخباراتية المصرية، على خلفية تصريحات رئيس حركة «حماس» خليل الحية، والتي تزامنت مع تظاهرات أقيمت أمام السفارات المصرية في عدة دول، تزعم القاهرة أن جماعة «الإخوان المسلمين» تقف وراءها بهدف «الإساءة إلى الدور المصري»، وفقاً لمصادر تحدّثت إلى «الأخبار».
وفي تصريحات كان قد أدلى بها الأحد الماضي، قال الحية إنه «لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الإبادة والتجويع والحصار لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة»، لافتاً إلى أن «إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية فوراً وبطريقة كريمة لشعبنا هو التعبير الحقيقي عن جدوى استمرار المفاوضات»، ومؤكداً «(أننا) لا نقبل أن يكون شعبنا ومعاناته ودماء أبنائه ضحية لألاعيب الاحتلال التفاوضية وتحقيق أهدافه السياسية».
كما دعا الحية أهالي مصر إلى نصرة أهل القطاع، قائلاً: «يا أهلنا وأشقاءنا في مصر الكنانة، نخاطبكم بمكانة مصر السياسية والاجتماعية، وندرك أنكم تتألمون لألم أهلكم في غزة، يا أهل مصر وقادتها وجيشها وعشائرها وأزهرها وكنائسها، أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهُم على حدودكم؟! ونتطلع بكل ثقة إلى مصر العظيمة أن تقول كلمتها الفاصلة، بأن غزة لن تموت جوعاً ولن تقبل ببقاء معبر رفح مغلقاً»، الأمر الذي قالت المصادر إن السلطات المصرية اعتبرته «انتقاداً» لها.
خرج السيسي في كلمة بثّها التلفزيون الرسمي، دافع فيها بأن القاهرة ليست شريكة في الحصار على القطاع
وعلى هذه الخلفية، خرج الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، في كلمة بثّها التلفزيون الرسمي، قال فيها «أوجّه نداءً عاماً إلى كل دول العالم، إلى دول الاتحاد الأوروبي، إلى الولايات المتحدة، إلى أشقائنا في المنطقة العربية… إننا نبذل أقصى جهد خلال هذه الفترة الصعبة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه الأزمة»، مضيفاً وفقاً لما قال إنه «تقديره الشخصي»، أن ترامب هو «القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه المعاناة».
وتابع أن «عدداً ضخماً من شاحنات المساعدات مستعدّ لعبور معبر رفح، ونحن لا يمكن أن نمنعه… لا قيمنا ولا الظرف أو المسؤولية الوطنية والأخلاقية تسمح لنا… ولكن يجب أن يكون المعبر مفتوحاً من الجانب الفلسطيني حتى تدخل المساعدات»، مدافعاً بأن القاهرة ليست شريكة في الحصار على القطاع، بالإشارة إلى أن كلمته تأتي «ردّاً على ما يتم تداوله»، وتذكيراً بـ«مواقفنا التي كانت دائماً مواقف إيجابية».
ولم يقتصر الانزعاج على الأوساط المصرية، بل شمل الأردن التي توجّه الحية إلى أهله أيضاً بالقول: «نتطلع إليكم بكثير من الأمل والأخوّة، وكما استشهد أبناؤكم على حدود فلسطين، ندعوكم لتكثيف جهودكم وحراككم لإيقاف هذه الإبادة البشعة، لمنع العدو من تقسيم الأقصى وفرض الوطن البديل». وأشارت المصادر إلى أن «الغضب هذه المرة جمع فرقاء كانت قد تباينت مواقفهم» من الحركة في الأسابيع الماضية، في إشارة إلى الإمارات والأردن ومصر، مضيفاً أن «تصريحات الحية جرى التعامل معها على أعلى المستويات عربياً، في صورة اتصالات دبلوماسية لم تتوقّف رفضاً لتحميل أطراف عربية مسؤولية الحصار وإخفاق المفاوضات خلال الفترة الماضية».
من جهته، يعتبر مسؤول في الخارجية المصرية، في حديثه إلى «الأخبار»، أن تصريحات الحية «يمكن تفهّمها في إطار محاولة تخفيف الضغوط على الحركة من الداخل الفلسطيني، خصوصاً من القطاع، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، لكن في المقابل الصيغة التي صدرت بها لم تكن مقبولة من جانب القاهرة على الإطلاق». ويذكّر المسؤول بأن القاهرة «رفضت بشكل قاطع تحمّل أي مسؤولية كاملة عن القطاع في حال دخول الهدنة حيز التنفيذ وتمسّكت بشراكة مع المجتمع الدولي، سواء في ما يتعلّق بخطوات إعادة تشغيل معبر رفح أو بأي آليات لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب».
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الأخبار