القاضي:حسين حمادة
تُعد المصالح الشخصية للفرد السبب الأوضح لانتشار النفاق، سواء كانت مصالح آنية مباشرة أو احتمالية في المستقبل، إذ يجد المنافق نفسه مضطراً ـ أو متعمداً ـ لمجاراة ما لا يؤمن به حفاظاً على مكاسب متوقعة أو آنية.
أما النفاق الاجتماعي فهو الأخطر والأكثر تدميراً، لأنه لا يتوقف عند حدود الفرد، بل يغدو مرضاً معدياً يشيع في الأجواء العامة. يقوده حفنة من المنافقين والجهلة، يحاربون الصدق وأهله، يلمّعون الكذب والكذابين، ويفرضون ثقافة الزيف حتى يختنق صوت الحقيقة.ويصبح هؤلاء “صنّاع انحطاط” يكرّسون مجتمعاً مريضاً يعيش على الوهم والتمثيل.
وما يزيد الطين بلة أن العامة تنجرف وراءهم، إما بصمتٍ خانع، أو بمجاملة مستمرة. وهكذا يتحول النفاق إلى وباء جماعي، يطفو على السطح في شكل علاقات مريضة وروابط هشة، ليقود المجتمع نحو التفكك والسقوط المريع.
ولتحصين المجتمع من الانزلاق في مستنقع النفاق، لابد من بناء حياة اجتماعية سليمة تقوم على الصدق وتعميق القيم الأخلاقية والانسانية، وهذا يشكل ضمانة للمجتمع مهما شهد من تطورات وأزمات ، وان نحرص على ان لا نجعل ” النفاق الاجتماعي” مهارة نتقنها مع الوقت والممارسة
(أخبار سوريا الوطن2-صفحة الكاتب)