توصف السياحة بأنها النفط الذي لا ينضب وخاصة السياحة الدينية التي لا تتأثر كغيرها من أنواع السياحة الأخرى بكثير من الظروف الأمنية لقناعات تتعلق بعقيدة الزائر، وفي الاقتصاد أيضاً هي حديث عن الثروة الوطنية ومن أهم مصادر تأمين القطع الأجنبي.
سورية بلد سياحي بامتياز في كل أنواع السياحة، ولكن في السياحة الدينية فهي مهد الديانات السماوية وملتقى الأديان وتعايشها الأخلاقي وتآخيها، تتميز بأضرحتها وأوليائها وكنائسها وجوامعها والأوابد والمزارات، ولكن تنشيط هذه السياحة يحتاج إلى ترويج وتسويق واستقطاب وتعريف وتسهيلات، ولكن هناك ما يعطل اليوم هذه السياحة، فكما قلنا السياحة هي سلة من العملات التي تتدفق على البلد، فهذا يحتاج إلى الحد من القيود على حركة القطع لكل المفاصل المعنية بالأمر، شركات نقل وتأجير سيارات ومكاتب سياحية وشركات طيران وفنادق وتأجير شقق وحتى التسوق، وما لم يتم وضع آلية دينامكية ونواظم تسهل على المفاصل التي سبق ذكرها سبل التعامل بالقطع، فإن أحداً لن يعمل على الترويج ولا على الاستقدام والاستقطاب، ولا حتى السائح، فلن يفكر بالقدوم بظل التباين الكبير بين سعر الصرف في المركزي والسوق السوداء.
الأمر غاية في الأهمية، والبلد هو المتضرر الأكبر، ولا بد من إعادة النظر في كل القرارات التي تم اتخاذها في تقييد حركة النقد ونقل الأموال، ولاسيما أن كل الإجرءات التي تم اتخاذها لم تحسن من سعر الصرف، بل على العكس من ذلك فقد تراجع سعر الصرف، وبما أن الأمور تقاس بالنتائج، فلا بد من إعادة النظر وتقييم نتائج الإجراءات المتخذة.
السياحة عنوان واحد من مجموعة عناوين كثيرة يستدعي تنشيطها إعادة النظر بكثير من القرارات التي كان منعكسها سلبياً، وجميع هذه القوانين تتعلق بقرارات حركة العملات ونقل الأموال وفارق سعر الصرف.
(سيرياهوم نيوز-الثورة16-3-2021)