علي عبود
يرى بعيدو النظر أن إكتشاف النفط في بلد ما قد يكون كارثة لا يمكن التنبؤ بنتائجها!
ولا تتردد كارتلات النفط الغربية وتحديدا الأمريكية بوضع الخطط لنهب النفط ومداخيله، بعضها خاص بالدول التي تدور في فلكها، وبعضها الآخر خاص بالدول المعادية لسياساتها، وهي خطط مريبة وغالبا مدمرة للدول التي تظهر فيها اكتشافات نفطية كبيرة، بل يمكن الجزم إن أمريكا لديها خارطة بمكامن النفط في العالم لا تكشف عنها إلا حين تريد الاستيلاء عليها وعندها يتحول النفط المكتشف إلى كارثة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، أليس هذا ماحصل في لبنان خلال السنوات الأخيرة؟
لبنان الغارق بالديون يواجه منذ أكثر من خمسة أعوام أزمات مالية واقتصادية واجتماعية وسياسية..الخ، ومع ذلك تمنعه أمريكا من استخراج نفطه البحري في حين تقوم ،،إسرائيل،، باستخراج وتصدير النفط الفلسطيني المحتل المحاذي للبنان منذ سنوات!
وتتنوع خطط الامريكان للاستحواذ على نفط العالم أبرزها:
ـ إرغام الدول النفطية التي تدور في فلكها مقابل حمايتها بتنفيذ مشاريع ضخمة من قبل الشركات الأمريكية واستثمار ماتبقى من عوائد النفط في الاسهم والسندات الأمريكية أو إيداعها في المصارف..الخ!
ـ إرغام الدول المعادية لأمريكا على الاستعانة بالشركات الأمريكية لاستخراج وببع نفطها بكميات ضئيلة لاتنعكس إيجابا على تحسن أحوالها الإقتصادية والإجتماعية، بل تختلق لها المشكلات والأزمات الدائمة والمتجددة.. الخ.
ـ ترسل أمريكا الارساليات التبشيرية ومنظمات المجتمع المدني إلى المناطق المأهولة بالسكان التي يوجد تحت أرضها حقول النفط الواعدة، وتغري الناس فيها بالهجرة إلى مناطق أخرى تتوفر فيها الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية.. الخ، كي تمهد الطريق للحكومات المحلية المتآمرة مع أمريكا للشركات النفطية العابرة للقارات بالاستيلاء على النفط لصالح الامريكان..!
نعم، هذا ماحصل تماماً في امريكا اللاتينية خلال العقود الماضية!
وقلة هي الدول التي اكتشفت مبكرا بأن نفطها الكامن في باطن الأرض واعماق البحار لن يجلب لها التنمية المستدامة، بل سيجلب لها الكوارث والاحتلال المقنع ففضلت عدم الإعلان عن وجوده أو استثماره، ومع ذلك لم يسلم بعضها من المؤمرات الأمريكية!
الخلاصة: نستنتج من عِبَر الماضي البعيد والقريب أن إكتشاف النفط سيكون كارثة للكثير من الدول لا يمكن التنبؤ بنتائجها المدمرة الا بمقارنة مع الدول التي خاضت التجربة نفسها، والمثال القريب مايحصل في لبنان منذ عام 2017 على الأقل!!
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)