آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » النوادي والملتقيات الثقافية في اللاذقية… تجديد أم اجترار للثقافة؟

النوادي والملتقيات الثقافية في اللاذقية… تجديد أم اجترار للثقافة؟

 سنان سوادي:

انتشرت النوادي والملتقيات الثقافية في السنوات الماضية، وذلك بهدف النهوض بالواقع الثقافي، ونشر الوعي والمعرفة، وتجديد الخطاب الثقافي، فهل نجحت في ذلك؟، وهل جددت الخطاب الثقافي بعيداً عن التقليد والتكرار والتوجيه؟
اللواء المتقاعد رضا شريقي مؤسس ومدير نادي أوغاريت الثقافي قال: تأسس النادي عام 2006 ويبلغ عدد المنتسبين حوالي/150/ شخصاً، والهدف من إقامته هو العمل على رفع المستوى الثقافي، وخطابنا موجه للجميع ولكافة الشرائح والمستويات، وأبواب النادي مفتوحة أمام الجميع، والمواضيع التي يتم مناقشتها ثقافية واجتماعية وخدمية ونسعى بشكل دائم وحثيث لنشر الثقافة الوطنية ودعم صمود الشعب والدولة.
وبين شريقي أنه في بداية التأسيس عانينا من طروحات أحادية الجانب، لكن مع الممارسة و التجربة تطور الأداء، وأصبح هناك تفاعل وتبادل للآراء، واستطعنا في كثير من المواضيع أن نصل إلى آراء مشتركة وفعالة، والاختلاف في الرأي طبيعي لكن لا يجب أن يصل إلى الخلاف.
وبالنسبة لآلية عمل النادي أوضح شريقي أن هنالك اجتماع شهري، وقبل بداية الأزمة والعدوان كنا نقيم مهرجانات ومعارض تضم لوحات فنية ورسم، وكل أشكال الفنون يشارك بها مختلف الأعمار، بالإضافة للقاءات مع فنانين كبار ومحاضرات، ومسابقات شعرية وتوزيع جوائز على الفائزين، وبعد الاحداث أقمنا ندوات سياسية وطنية لتوعية وفضح المؤامرة، ونتمنى من الجهات المعنية العمل على دعم النوادي والملتقيات الثقافية بشكل حقيقي وفعال وليس بالكلام فقط.
بدوره مدير ملتقى القنديل الثقافي الباحث حيدر نعيسة قال: لقد تم تأسيس الملتقى عام 2016 و ترخيصه عام 2020 وهو السادس على مستوى القطر، والهدف منه نشر العلم والثقافة والمعرفة والسعي للنهوض بالمجتمع عن طريق المهرجانات والفعاليات بواقع فعاليتين كل شهر، ولقاء أسبوعي يضم أهل العلم والثقافة، ونسعى من خلال ذلك إلى تغيير آلية التفكير وذلك لتغير السلوك بما يتناسب مع الأخلاق والقيم التي تربينا عليها.
وعن نشاطات الملتقى بين نعيسة أن هناك إحياء للتراث، ومهرجانات ثقافية، ومسرحيات، ويوجد مكتبة للاستعارة، ونقيم معارض تشكيلية، وحفلات توقيع كتاب، وجلسات استماع للموسيقا، وقراءة في كتاب، وقمنا مؤخراً بدورة لتعلم اللغة الأوغارتية، ونستضيف شخصيات ثقافية من محافظات أخرى ومغتربين.
وأضاف نعيسة الطرح متطور ومتنوع، وهناك احترام وقبول لكافة الآراء، والحضور متجدد ومن كافة الاعمار، ونسعى ليكون الملتقى شعبوي وليس نخبوي.
المغترب السوري في بلغاريا الدكتور هيثم صقور قال: تعرفت على ملتقى القنديل عن طريق الأصدقاء، وهو ملتقى ثقافي وطني بامتياز، وهناك تنوع بالطرح وجرأة، وهذه الملتقيات رافد للثقافة، فهي تعمل على تبادل الآراء، وتنمية المواهب، وهناك طاقة إيجابية لدى الجميع وديناميكية في الطرح.
فيما رأت الفنانة التشكيلية والأديبة ابتسام خدام أن هذه الملتقيات خطوة إيجابية ويجب أن يتم تقديم الدعم لها، كونها تجمع الآراء المختلفة وتسعى للارتقاء بالمستوى الثقافي.
أما الشاعرة ليلى الحايك فقد نوهت إلى أن هذه الملتقيات تعمل على رفع مستوى الوعي وأضافت منذ خمس سنوات وأنا أحضر فعاليات ملتقى القنديل الثقافي، هناك حيوية في الطرح وتنوع وغنى في الآراء.
شاعر الزجل علي حيدر قال في هذه الملتقيات نسمع آراء مختلفة، ويتم طرح مواضيع جديدة، مختلفة، متنوعة، نطالب بمزيد من الدعم من قبل الجهات المعنية كافة، وتسليط الضوء على النشاطات الثقافية.
ولكن بالمقابل هناك من يرى أن هذه النوادي والملتقيات لم تقم بالمأمول منها والمتوقع، يقول الصحفي أمين عيسى واقع هذه الملتقيات يطرح علينا الكثير من الأسئلة عن مدى قدرتها على النهوض بالثقافة، ونشر الوعي، هناك ملتقيات ترتفع بالمستوى الثقافي الحقيقي، وترسم الواقع في حركته، وتحض على هدم وكشف الثقافة الدخيلة أو المشوهة، لكن هناك أيضاً العديد منها يفتقر لبرنامج واضح، وقلة في عدد المثقفين الحقيقين القادرين على مناقشة القضايا الحيوية والإشكالية بعيداً عن السطحية في الطرح، إضافة إلى مشكلة أخرى وهي مدى القدرة على فتح باب الحوار بعيداً عن الآراء الجاهزة والقطعية، و أقول من خلال تجربتي مع الملتقيات أنها بالمجمل لم تسطع حتى الآن الخروج من دائرة التقليد والنمطية.
بينما يرى الصحفي مالك معروف أنها ظاهرة جيدة وصحية، ولكن هناك بعض الملاحظات، مثل غلبة الشعر على حساب المواضيع الفكرية و الثقافية، وغياب لغة الحوار، وضعف مستوى بعض المواضيع المطروحة، لذلك يجب التنوع في المواضيع ولا بد من هامش أكبر للحوار وتبادل الآراء والافكار.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أليس مونرو… عملاقة القصة القصيرة

محمد ناصر الدين     لم يجانب الصواب نقّاد الأدب حين قارنوا أعمال الكندية الراحلة أليس مونرو (1931-2024) بروائع جويس وتيشخوف، إذ إنّ المتوغل في ...