مع تغيّر المزاج الأميركي تجاه طريقة إدارة الحكومة الإسرائيلية الصراع في غزة جذرياً، والانخفاض الحاد في دعم الناخبين الديموقراطيين للدولة العبرية، باتت إيباك “علامة سياسية سامّة بنحو متزايد بالنسبة إلى بعض الديموقراطيين في الكونغرس”، وفق توصيف صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويُعدّ ذلك أحدث دليل على إعادة اصطفاف جارية في الكونغرس بشأن إسرائيل، حيث بدأ المشرّعون الديموقراطيون يبتعدون عن التوافق الحزبي التقليدي الذي استمرّ لعقود حول تقديم دعم غير مشروط للدولة العبرية.
ففي الأسابيع الأخيرة، رفض بعض الديموقراطيين الذين كانوا يعتبرون إيباك من أكبر مموّليهم، قبول تبرّعاتها. وشهدت رحلتها السنوية إلى إسرائيل، التي كانت تُعدّ تجربة محورية وجذبت يوماً أغلبية الأعضاء الجدد في الكونغرس، تراجعاً ملحوظاً في الحضور الديموقراطي.
إلى ذلك، صوّتت غالبية الأعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ في الأشهر الماضية لصالح تشريعات تعارضها إيباك، تهدف إلى وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.
لطالما كانت إيباك قوة نافذة في “الكابيتول هيل”، قادرة على إنفاق ما يلزم تقريباً لهزيمة المشرّعين الذين تعتبرهم معادين لإسرائيل. فعلى سبيل المثال، أنفقت العام الماضي أكثر من 23 مليون دولار لهزيمة النائبتين السابقتين كوري بوش وجمال بومان، وهما من التقدميين الذين عارضوا علناً المساعدات الأميركية غير المشروطة لإسرائيل.
وضخت إيباك أكثر من مليون دولار في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية بولاية أوريغون، لتعزيز فرص النائبة ماكسين إي.
لكن الرأي العام حيال حرب غزة تغيّر منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل. وترى الصحيفة أنه بينما يتزايد تعاطف الديموقراطيين مع الفلسطينيين، ظلّت إيباك مخلصة تماماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد قدّمت الحملة العسكرية في غزة على أنها “حرب عادلة وأخلاقية” ضد حركة “حماس”، محمّلةً الأخيرة وحدها مسؤولية معاناة المدنيين.
مارشال ويتمن، المتحدث باسم إيباك، قال إن “الغالبية الساحقة” من الديموقراطيين ما زالوا يدركون أن دعم إسرائيل “هو سياسة جيدة ورشيدة”.
لكن الانخفاض الملحوظ في مشاركة الديموقراطيين في رحلة الصيف السنوية لإسرائيل، التي لطالما كانت طقس مرور للأعضاء الجدد من الحزبين وأداة تجنيد قوية لإيباك، يوضح الاتجاه الجديد.
فالرحلة، التي ينظمها الذراع التعليمي للمنظمة، تهدف إلى تشكيل وجهات نظر المشرعين الأميركيين حيال إسرائيل. ومع أن بعض المشاركين ما زالوا يدافعون عن سلوك إسرائيل في الحرب، فإن الأدلة المتزايدة على استهداف المدنيين ومنع المساعدات التي تسبّبت بجوع واسع، جعلت المواقف أكثر انقساماً.
وفي الماضي، كان معظم النواب الديموقراطيين الجدد يشاركون. ففي عام 2023، مثلاً، سافر 24 نائباً ديموقراطياً، إلى إسرائيل مع إيباك، من أصل 34 نائباً جديداً.
أما هذا العام، فلم يحضر سوى 11 نائباً من أصل 33 نائباً ديموقراطياً جديداً.
لكن المتحدث باسم إيباك أشار إلى تصويت ساحق في مجلس النواب، 422 صوتاً مقابل 6 فقط، لرفض اقتراح بخفض 500 مليون دولار من المساعدات الدفاعية لإسرائيل، باعتباره دليلاً على أن معظم المشرّعين الأميركيين ما زالوا على توافق وثيق مع المنظمة.
ورأت “نيويورك تايمز”، أن مجرد طرح مثل هذه المقترحات، حتى وإن فشلت، يعكس تحوّلات أيضاً في صفوف الجمهوريين الذين بدأوا يتساءلون عن حدود الدعم الأميركي لإسرائيل.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية