تستلقي تركيا اليوم على كف عفريت بسبب سياسات نظام أردوغان، فهذيانها الإمبراطوري يقودها إلى كمين عالمي، لا يتفق عليه الشرق والغرب باتفاقيات وعهود مبرمة بل يعمل الجميع له وعلى طريقته، وطموح نظامها الحالي بعثمانية جديدة تعميه عما يحدث وما سيحدث، فالإجماع العالمي على كره نظامها والاتفاق غير المبرم على تقطيع أذرعه السرطانية يجعل من تركيا الطرف الأضعف، رغم سلاطة اللسان لحاكمها.
من شمال سورية إلى العراق وليبيا وقطر والصومال وخليج عدن وآخرها تدخله بالمشكلة بين أرمينيا وأذربيجان يحاكي رجب أردوغان أحلاماً عثمانية بائدة, متجاهلاً موازين القوى العالمية، ورغم ذلك ألم يسأل أردوغان نفسه بأي جيش سيقاتل على كل هذه الجبهات؟ جيش المرتزقة لا يكفي، وجيش بلاده قد سرح واعتقل الكثير من ضباطه وعناصره.. الصراخ وحده لن يكفي ساعة الحسم..
الكارهون لرجب أردوغان -المحظوظ بعض الشيء- لا يجلسون مع بعضهم لدراسة تمدد وأطماع أردوغان ورسم الخطط ضده، لكن الجميع وعلى طريقته يعمل على تعميق الحفرة له وربما في ليبيا، فالإسلام السياسي لأردوغان يستهدف, كما العرب والإسلام, روسيا وأوروبا أيضاً..
إذا كان هذا التمدد السرطاني لأردوغان خارج حدوده وبلا حساب حقيقي للقوة التي يملكها أو يحتاجها لعولمة أطماعه ومدها إلى الخارج، لأهداف انتخابية بحتة بلملمة عصبية دينية وقومية حوله، فإن مكاسبه التكتيكية هذه ستدفعها تركيا إستراتيجياً، فالطموح الأردوغاني يوقظ العالم على حقيقة الأطماع التركية العدائية.
في ليبيا تُحشد القوات العسكرية كما السياسية ضد تركيا، والسؤال هل يواصل نظام أردوغان السير باتجاه الكمين في ليبيا؟ أو أن يتعقل وهذا لا نريده بالحقيقة.
(سيرياهوم نيوز-تشرين21-7-2020)