آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » الهوية الوطنية السورية .. من الجذور إلى الهوية البصرية

الهوية الوطنية السورية .. من الجذور إلى الهوية البصرية

 

م.حسان نديم حسن

في لحظات التحول العميقة التي تمر بها الدول يعود سؤال الهوية الوطنية إلى الواجهة بوصفه سؤالاً أساسياً لا غنى عنه : من نحن؟ وما الذي يوحدنا؟ وما الصورة التي نريد أن نقدمها عن أنفسنا لأنفسنا أولاً وللعالم من حولنا ثانياً ؟
الهوية الوطنية ليست شعاراً يرفع ولا نشيداً يردد .
هي نسيج معقد من الثقافة و اللغة و التاريخ والانتماء والوجدان المشترك والمصير الواحد .
إنها الشعور الداخلي العميق الذي يجعل الفرد جزءً من كيان أكبر يرى فيه نفسه ويعترف فيه بالآخر ويتفاعل معه على أرضية من القيم المشتركة.
وفي السياق السوري كانت الهوية الوطنية لعقود حاضرة وغائبة في آنٍ معاً . حاضرة في الخطابات وغائبة عن السياسات ، حاضرة في الشعارات وغائبة عن آليات الحكم .
هذا التناقض أضعف الرابط بين الدولة والمجتمع وأفرغ كثيراً من الرموز من معناها.
اليوم وبينما تطلق الدولة السورية هوية بصرية جديدة تتجدد الفرصة لطرح هذا السؤال مجدداً : هل هذه الهوية البصرية الجديدة مجرد تجميل أم أنها بداية لإعادة تعريف الهوية الوطنية السورية بشكل أعمق وأشمل ؟

من الهوية الوطنية إلى الهوية البصرية
الهوية البصرية للدولة ليست منفصلة عن هويتها الوطنية إنما تعبير بصري مكثف عنها و هي الواجهة التي تطل بها الدولة على مواطنيها وعلى العالم.
ولذلك لا يمكن أن تكون هذه الهوية شكلاً بلا مضمون أو رمزاً بلا سياق.
إنّ تجديد الهوية البصرية هو فعل رمزي بامتياز لكن رمزيته لا تكمن فقط في الألوان والخطوط بل في الرسائل التي يبعثها : هل هي دعوة لوحدة وطنية قائمة على المشاركة الفاعلة؟ هل تستند إلى تاريخ جامع؟ هل تنفتح على المستقبل بلغة جديدة وهوية ناهضة؟

إعادة بناء العقد الوطني
إذا كانت الهوية الوطنية تتكون وتصان بالعقد الاجتماعي الذي يربط بين الناس ودولتهم من هنا فإن إطلاق الهوية البصرية الجديدة يجب أن يقرأ بوصفه خطوة أولى نحو مشروع وطني شامل لإعادة بناء الهوية السورية على أسس جديدة : التعددية و المشاركة و الإنصاف والعدالة الاجتماعية.

في الخلاصة
الهوية الوطنية السورية ليست شيئاً يمكن اختزاله في شعار أو لون أو تصميم . إنها مشروع حي و تراكمي وجماعي يتطلب توافقاً وطنياً يضع في الاعتبار كل ما مرّت به سوريا وكل ما تحمله من إمكانات.
وإذا كانت الهوية البصرية الجديدة خطوة في هذا الاتجاه فإن نجاحها لا يقاس بجمال تصميمها بل بقدرتها على أن تكون مدخلاً لرؤية جديدة لسوريا تؤسس لعلاقة متينة بين الدولة ومجتمعها وتعيد إحياء الشعور الجمعي بأن هذا الوطن بكل رموزه هو بيت الجميع.

 

 

 

(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري

أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني أن سوريا التي تتم رؤيتها اليوم تشبه الشعب السوري. وقال وزير الخارجية، خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية ...