أنس جودة
بناء الهوية الوطنية مشروع تقوم به الدولة بكل عناصرها من نظام سياسي وبنىً إدارية ومجتمعية بحيث يكون لكلٍ دوره وبرامجه ومساحات تدخله، ولايخرج عن هذا المشروع عنصر الأرض والجغرافيا الذي يجب أن يكون واضحاً ومحدداً.
دور السلطة السياسية والأجهزة الإدارية يقوم بشكل رئيسي على بناء الشعور بالمواطنة والانتماء عبر تثبيت دور الدولة الحامية، بما يعني أن يترسخ في معتقد المواطن أن دولته موجودة لخدمته ولحمايته وانها ملجؤه وملاذه، ويستطيع فيه تحقيق أحلامه وسعادته.
يعزز المجتمع المدني والأهلي هذا المسار ببرامجه الثقافية والمجتمعية المختلفة مثل التراث المشترك والمنتجات الثقافية ، وتطوير مسارات الحوار والنقاش والاضاءة على المظلوميات المختلفة ومحاولة فهمها وصولا لحلها والعديد من مشاريع بناء السلام المجتمعي .
يظهر الخلل عندما تقوم السلطة السياسة ببرامج المجتمع المدني الثقافية وتتجاهل أو تتخلى بالكامل عن مسؤوليتها الأصلية التي وجدت من أجل تحقيقها، ويزداد الخلل حتى يصبح مؤدياً للفشل عندما تختص بهذا العمل جزءاً من الشعب على جزءٍ من الاقليم.
لايجوز الاستسهال في طرح القضايا الكبرى، فهذه ليست مبادرات موسمية يجرب العمل فيها ناشطون ومؤدو مهمات، بل مشروع وطني أصلي وأولي بحاجة لحوار وطني عميق يشمل الجميع ويتناول الماضي والحاضر والرؤية للمستقبل، وعقولا واعية تكسر الاقفاص التي وضعت بها الهوية ومنعت تطورها في العقود الماضية .
(سيرياهوم نيوز4-الكاتب)