صحيفة “ناشيونال انترست” الأميركية تقول إن الولايات المتحدة لم تعد القوة العسكرية المهيمنة عالمياً، وترى أن واشنطن معرّضة لخطر أن تصبح “عفا عليها الزمن”.
اعتبرت صحيفة “ناشيونال انترست” الأميركية أن “الولايات المتحدة في العالم الحديث تفتقر إلى الموارد والوسائل اللازمة لمواصلة فرض الهيمنة العسكرية”، مشيرة إلى أن “بنية القيادة المقاتلة الأميركية وقواعد العمليات الأمامية عفا عليها الزمن”.
وفي تقرير لها حول الاستراتيجية العسكرية الأميركية، قالت الصحيفة إنه يجب إعادة تقييم الدور الاستراتيجي الذي تلعبه القيادات المقاتلة الأميركية وقواعد العمليات المتقدمة في إطار الأمن القومي، لا سيما في ظل عالم تتصاعد فيه التحديات متعددة الأقطاب.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تعد القوة العسكرية المهيمنة عالمياً، إلا أن هيكل القيادة المقاتلة يظل مركزاً على هذا الافتراض، بحسب الصحيفة، بل ويسعى إلى الهيمنة في المناطق المخصصة لكل قيادة، ولا سيما منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا والشرق الأوسط.
وهذا يثبت وفق “ناشيونال انترست” أن الولايات المتحدة في العالم الحديث تفتقر بشكل متزايد إلى الموارد والوسائل اللازمة لمواصلة فرض الهيمنة العسكرية في كل مكان، فلا يمكن لواشنطن القتال والفوز بالحروب التقليدية في بحر الصين الجنوبي وأوروبا والشرق الأوسط في وقت واحد.
الصين تمتلك الآن أكبر قوة بحرية في العالم
وتعتبر الصحيفة أن كل من أسطول المحيط الهادئ الأميركي، وقوة الاستطلاع البحرية الثالثة، والجيش الأميركي في كوريا، وسلاح الجو في المحيط الهادئ مكشوفون لأي صراع تقليدي من خلال اعتمادهم اللوجستي على قواعد العمليات الأمامية، خاصة في اليابان وكوريا الجنوبية وغوام، والتي تبعد آلاف الأميال عن البر الرئيسي للولايات المتحدة، لا سيما وأن القواعد الأميركية في أوروبا تواجه مشكلات مماثلة في حالة الصراع مع روسيا.
وتوضح الصحيفة أن الصين تمتلك الآن أكبر قوة بحرية في العالم، وحتى لو تمّ إعادة نشر جميع السفن الحربية الأميركية في قيادة المحيطين الهندي والهادئ لدعم أسطول المحيط الهادئ، فستظل البحرية الصينية تفوقها عدداً، وهي قوة بحرية ستدعمها صواريخ أرضية متنقلة وطائرات بدون طيار وطائرات على طول ساحل الصين البالغ طوله 9000 ميل.
وترى الصحيفة أن السبب يعود لاستراتيجية القاعدة الأمامية الأميركية، وهي عقيدة طورها الكابتن ألفريد ماهان في عام 1890 لإنشاء سلسلة من القواعد البحرية حول العالم لإظهار القوة الأميركية، والتي أصبحت قديمة بسبب تقدم التقنيات العسكرية.
وبالإضافة إلى الصين وروسيا، فإن “القوى الأصغر” لديها الآن أيضاً قدرات صاروخية وطائرات بدون طيار وإنترنت ويمكن أن تشكل تهديدات حقيقية للمراكز اللوجستية والأفراد في الولايات المتحدة.
لذلك ترى الصحيفة، أنه وخصوصاً مع الحقائق المتغيرة بسرعة للحرب الحديثة، فإن الولايات المتحدة معرّضة لخطر أن تصبح “عفا عليها الزمن”، مثلما كان خط “Maginot” الفرنسي في مواجهة الحرب الخاطفة الألمانية.
سيرياهوم نيوز 4-الميادين