سعاد سليمان
لا تسألوا عن الوجع .. فالكل موجوع .. الوجع يسيطر اليوم وينتصر .
اذ حيثما نظرت لا بد أن تتألم ..
وحيثما ذهبت ترى الألم يتبختر في الشوارع ، في الساحات ، على المقاعد في المنتزهات والحدائق العامة طبعا .. ولا أحكي عن قصص الأثرياء القلة .. بل عن مجتمع وأكثرية جائعة ..عن مجتمع ينتظر الغيث فرجاً من رب رحيم .
ما رأيك : أن يمر بك رجل يطلب صدقة نصف كيلو من العدس المجروش ،، عدس الشوربا .. ليطعم ابنه المريض !!
هو لا يريد مالاً .. يريد عدساً .
ما رأيك أن ترى رجلا كان جارك منذ سنين .. تراه بعد غياب ينام فوق مقعد في حديقة عامة وهو المشرّد بلا مأوى ، وقد هرب من المطالبين بديونهم له …
لن أحكي عن قصص الاطفال الذين ملأت قلوبنا ألماً ووجعاً ، وتملأ مآسيهم صفحات الفيسبوك ، وهم يموتون من القتل العمد والعالم يتفرج !!
أطفال غزة الذين رسموا تاريخنا اليوم بأقلام من دم .
أحكي عن بلدي الذي كان الملجأ والملاذ للفقير من بلدان مجاورة
اليوم .. كلنا فقراء ، والعالم يتفرج .. بتنا فرجة لمن يريد أن يتسلّى .
أحكي عن فقر ، وجوع عند موظفي الدولة الذين عجزوا أمام اطفالهم ، الذين لا يملكون أجرة بيتهم ، الذين لا يستطيعون اطعام اطفالهم الا الخبز المدعوم الذي نتوقع تحويله الى خبز الذوات بعيدا عن الدعم ، كما حصل مع بقية المواد الاساسية للطعام .
فلا الزيت ، ولا الزيتون … وطور سنين .. وهذا البلد الذي كان أمين .. يستغيث ، ولا من مغيث ..ونقول بصوت حزين :
اعملوا وسيرى الله عملكم ….
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٢)