أكد معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، أن سورية لم تعادِ ولم تتخذ إجراء أو عداوة ضد أحد، إنما تتطلع للعلاقات بينها وبين الدول العربية أن تكون بأفضل حال، لأن هذا يعزز أوراق القوة لدى الدول العربية، موضحاً أن الوجود التركي في سورية غير مشروع وهو احتلال، ولدى سورية المشروعية والأحقية في تحرير أراضيها حسب المواثيق والقوانين الدولية.
وقال سوسان: إن «سورية قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر النهائي على هذه الحرب الكونية التي تعرضت لها خلال العشر سنوات العجاف الماضية»، وذلك في حديثه لـ«المجموعة اللبنانية للإعلام» نشرته الوزارة في قناتها على «تلغرام».
وبين سوسان، أن أهم مقومات هذا النصر بدأ بصمود الشعب السوري وتضحيات الجيش العربي السوري، إضافة لالتفاف الشعب حول قيادته، واصفاً هذا الانتصار بالمَأثرة التاريخية.
وأكد بالشواهد الواضحة والواقعية على عدم المبالغة بوصف الوضع الحالي في سورية بأنه انتصار حقيقي، من خلال تحرير أجزاء كبيرة من الأراضي السورية من الإرهاب وإنزال هزيمة كبيرة به، إضافة إلى ترنح المشروع الذي أعدَّ ضد سورية، وذهابه نحو الفشل الأكيد.
ونوّه سوسان إلى التغيرات على صعيد العلاقات بين سورية والدول الأخرى، كمؤشر جديد على تغير الصورة وهذا أمر جيد ينسحب أيضاً على الوضع في المنطقة والوضع الدولي بشكل عام إضافة لانعكاسه على سورية، مضيفاً: إنه أصبح ملحوظاً وجود رغبة بإشاعة أجواء من الهدوء على الساحة الدولية، تم التمهيد لها منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في السادس عشر من حزيران الماضي، في جنيف، إلى جانب اللقاءات المتواصلة بين المسؤولين من كلا البلدين، وتابع: «هذا من شأنه إذا تأكد، أن يحقق انفراجات على الساحة الدولية ومنها منطقتنا، والتي ستنعكس بشكل أكيد على عودة الاستقرار، وفي هذا مصلحة للسلم والأمن الدوليين».
وأوضح، أنه في حال حدث أي تغيير على المشهد، فإن ذلك بفضل انتصار سورية على المشروع التآمري الأميركي، ليس على سورية فقط إنما على المنطقة أيضاً، لأن هذا السيناريو أعد لهندسة المنطقة بشكل كامل، ليعود لخدمة مصالح «إسرائيل» في المنطقة، والنتيجة اليوم أن هذا المشروع يترنح والفضل لسورية وحلفائها ولمحور المقاومة.
وأكد سوسان، أن كلاً من الأصدقاء الروس والأشقاء الإيرانيين، هم شركاء سورية في هذا النصر على الإرهاب، مشدداً على دور المقاومة في حزب اللـه على رفد جهود الجيش العربي السوري بمكافحة الإرهاب وهزيمة هذه المؤامرة.
وأضاف: «لا يمكن لأحد أن يقتنع أن الولايات المتحدة الأميركية يمكن أن تكترث لآلام ومعاناة السوريين ولا لأوجاعهم، لأن السياسة الأميركية هي سبب هذه المعاناة من خلال هذه الحرب الظالمة ضد سورية».
وشدد سوسان، أن سورية تتخذ السياسات التي تخدم شعبها ومصالحها، وليس إرضاءً لهذا الطرف أو ذاك، مشيراً إلى أن الاحتلال الأميركي في سورية مرتبط بالمشروع الأميركي في سورية، ومع ترنح وهزيمة هذا المشروع فإن الوجود العسكري يفقد جدواه، موضحاً أن ما يفرضه العقل السياسي السليم أن يفعل الأميركيون كما فعلوا في أفغانستان.
وبين، أن سلسلة التواصل واللقاءات بين المسؤولين السوريين والأردنيين، في عمّان أو نيويورك، والاتصال بين الرئيس بشار الأسد والملك الأردني عبد اللـه الثاني، إنما هو وضع طبيعي للعلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأكد سوسان، أن أي أمر تقوم به سورية يكون على أساس الثوابت، وأن الكيان الإسرائيلي أراد تقسيم المنطقة من أجل ضرب المصالح العربية والسيطرة على المنطقة، ولكن هذا الأمر لاقي إخفاقاً وصمود سورية أساس في هذا.
ورأى، أن ما يسمى بالديمقراطية الأميركية، إنما هي فرض إرادات على الآخرين، وهذا أبعد ما يكون عن الديمقراطية، وعلى السياسيين الأميركيين أن يعودوا إلى قراءة مبادئ وِلْسُن، ليدركوا أن القرار السياسي في أي دولة في العالم، هو مُلك شعب تلك الدولة، وليس الارتهان.
وشدد سوسان على أن سورية، وبتأكيد رسمي، منها لم تنسحب من الجامعة العربية أساساً لتعود إليها، وأن قرار تعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية هو خطأ قانوني كبير، ولمجرد تصحيح هذا الخطأ القانوني ونضوج المتغيرات السياسية، تعود الأمور إلى طبيعتها.
وأشار إلى أن أي تحسين للعلاقات بين دول المنطقة هو شيء إيجابي، والمملكة العربية السعودية، هي لاعب أساسي في المنطقة كما هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه المنطقة ملك لشعوبها، وسورية لم تعادِ ولم تتخذ إجراء أو عداوة ضد أحد إنما تتطلع للعلاقات بين سورية والدول العربية بأن تكون بأفضل حال، لأن هذا يعزز أوراق القوة لدى الدول العربية.
وبالنسبة لتركيا، أكد سوسان أنه لا يوجد أي ترتيب للأمور، إلا الانسحاب التركي من كامل الأراضي السورية، لأن هذا الوجود غير مشروع وهو احتلال، ولدى سورية المشروعية والأحقية في تحرير أراضيها حسب المواثيق والقوانين الدولية.
وأكد، أن سورية منفتحة على الجميع بشأن العلاقات الصحيحة، وهناك اتصالات معلنة وأخرى غير معلنة بهدف تطوير العلاقات مع الدول الأخرى.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)