آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » الوجود الروسي في مهداف «الأجانب»: موسكو لا تطمئن إلى السلطة الجديدة

الوجود الروسي في مهداف «الأجانب»: موسكو لا تطمئن إلى السلطة الجديدة

 

 

تعيش القاعدة الروسية الجوية في حميميم في ريف اللاذقية في ظل ظروف استثنائية، بعد تعرّضها لهجوم نفّذه مقاتلون متشدّدون حاولوا اختراق سور القاعدة، وتمكّنوا من قتل شخصين، قبل أن تتمكن القوات الروسية من قتل ثلاثة مهاجمين في حين استطاع آخرون الفرار. ويأتي هذا بالتزامن مع استمرار تمسك موسكو بموقفها الرافض لوجود المقاتلين الأجانب في سوريا، ووسط تحذيرات من التهديد الكبير الذي يمثّله هؤلاء.

 

وسبق الهجوم، الذي وقع الثلاثاء الماضي وتزامن مع أصوات انفجارات عنيفة سمعها السكان، في ظل صمت رسمي سوري وروسي، تكثيفٌ غير مسبوق لتحليق الطائرات المُسيّرة فوق أجواء القاعدة، واستنفار من قبل القوات الروسية التي يبدو أنها استشعرت الخطر، حسبما أكّدت مصادر أهلية من محيط «حميميم» تحدّثت إلى «الأخبار».

 

وأشارت إلى أن هذه التحركات ترافقت مع استمرار الحملة الإعلامية المستمرة ضد القاعدة التي تستضيف سوريين فرّوا من المجازر الطائفية التي تعرّض لها الساحل، منذ السادس من شهر آذار الماضي. وتحدّثت المصادر عن أصوات إطلاق نار غزير في محيط القاعدة، التي قام عناصرها بإطلاق عدد من القذائف المضيئة، قبل أن تقع اشتباكات عنيفة، تبيّن مع نهايتها أن مجموعة من المسلحين، رجّحت المصادر أنهم غير سوريين، حاولوا اختراق القاعدة. وفي أعقاب ذلك، سرّبت وسائل إعلام روسية أنباء عن مقتل شخصين، وسط تضارب في المعلومات حول جنسيتهما؛ إذ أشارت بعض المصادر الإعلامية الروسية إلى أنهما جنديان روسيان، في حين ذكرت مصادر أخرى أن أحدهما سوري متعاقد مع القاعدة.

 

ولربّما يكشف الصمت الرسمي الروسي غير المعتاد على هذا الهجوم، جزءاً من السياسة التي تتّبعها موسكو في الوقت الحالي في سوريا؛ إذ تحاول ضمان استمرار وجودها في القاعدتين (حميميم الجوية وطرطوس البحرية)، في وقت تسعى فيه أوروبا، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، إلى إخراجها من القاعدتين، في سياق الصراع الروسي – الأوروبي، والذي انفجر بعد الحرب الروسية – الأوكرانية. وفيما تجاهلت السلطات الانتقالية السورية بدورها ما جرى، فهي قامت في وقت لاحق باستقدام تعزيزات أمنية إلى الساحل، وتنظيم استعراض لقواتها، أمس، حيث جالت في اللاذقية وجبلة والقرداحة.

 

وتزامن ذلك مع تسريب وسائل إعلام سورية أنباء حول وضع خطة من قبل السلطات الانتقالية وتركيا لضبط الفصائل «غير المنضبطة»، والتي رفضت الانضمام إلى هيكلية وزارة الدفاع، بعد إنذار وجّهه وزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، إليها بمواجهة إجراءات «قانونية» في حال عدم الالتزام بقرار حل الفصائل وانخراطها في الهيكلية العسكرية الجديدة.

 

سرّبت وسائل إعلام سورية أنباء حول وضع خطة لضبط الفصائل التي رفضت الانضمام إلى هيكلية وزارة الدفاع

 

 

وتمثّل التسريبات المستمرة حول الاستعداد لمواجهة الفصائل غير المنضبطة، رسالة غير مباشرة إلى روسيا، والولايات المتحدة التي وضعت جملة من الشروط للانفتاح على السلطة الانتقالية، أبرزها إبعاد الفصائل الأجنبية. غير أن سلوك هذه الفصائل على الأرض، وأبرز وجوهه عمليات القتل والخطف والترهيب للأهالي، من الطائفة العلوية تحديداً، يكشف عن احتمالين اثنين: إما أن السلطات الانتقالية غير قادرة فعلياً على ضبطها وأن تركيا تسعى لمساعدتها فعلاً على ذلك، أو أن «الفوضى والانفلات الأمني» هما جزء من سياسة تهدف بشكل أساسي إلى امتصاص «شبق الفصائل للقتل»، واستثمار هذا «الشبق» عبر توجيهه ضد أهداف محددة، على رأسها روسيا، من دون أن تتورّط السلطات الانتقالية بمواجهة مباشرة مع موسكو، التي تدرك الإدارة أن حضورها في الملف السوري عميق ومتجذّر.

 

وفي اليوم نفسه الذي تعرّضت فيه القاعدة للهجوم، أطلق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تصريحات أكّد فيها أن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء الأوضاع في سوريا، مشيراً، خلال حفل استقبال بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، إلى أن «جماعات مسلحة متطرفة تقوم بقتل الناس على أساس خلفياتهم العرقية والدينية». وتابع: «المسلحون المتطرفون يرتكبون أعمال تطهير عرقي حقيقية وإعدامات جماعية على أسس عرقية ودينية»، في إشارة إلى الهجمات التي تعرّضت لها الطائفة العلوية، والتي ما زالت آثارها مستمرة بالرغم من إعلان السلطات الانتقالية تشكيل لجنتين لإنهائها، الأولى حملت اسم «السلم الأهلي»، والثانية خاصة بالتحقيق في المجازر.

 

كذلك، شنّ لافروف هجوماً على القوى الغربية التي اتهمها بأنها تميل إلى تجاهل الجرائم ما دامت لا تتعارض مع خططها العالمية. وأضاف أنه «من المدهش كيف يتجاهل الغرب بسهولة الجرائم العديدة في مختلف أنحاء العالم ما دامت لا تمنعه من تعزيز أجندته العالمية، والتمسك بهيمنته المراوغة، ومحاولة الاستمرار في العيش على حساب الآخرين».

 

بالنتيجة، لا يزال الموقف الروسي الرسمي يدعم بناء علاقات مع السلطات الانتقالية، ويرفض في الوقت نفسه الانفلات الأمني وعمليات القتل على خلفية طائفية، وهو ما أكّدت موسكو تمسكها به خلال اجتماع مجلس الأمن الأخير حول سوريا، والذي عُقِد أول أمس. كما شدّدت على أن «المطلوب توفير العدالة لكل الطوائف السورية»، بالإضافة إلى «حل مسألة المقاتلين الأجانب»، خصوصاً أن البلاد تعيش في ظل حالة «هشة» تتطلب «معالجة ملحّة لحالة الاستقطاب المتزايد»، حسبما أشار المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، خلال الاجتماع ذاته، مضيفاً أن «التحديات التي تواجه سوريا هائلة، والمخاطر الحقيقية لتجدد الصراع وتعميق التشرذم لم يتم التغلب عليها بعد».

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اجتماع بين وزارة الخارجية والمغتربين والبنك الدولي لتوسيع التعاون في المرحلة المقبلة

عقد اجتماع متابعة بين وزارة الخارجية والمغتربين وممثلي البنك الدولي، بهدف البناء على مخرجات اجتماعات الربيع الأخيرة، وتأسيس شراكة أوسع وأطول مدى خلال الفترة المقبلة. ...