آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الوحش الرقمي يلتهم الحقيقة

الوحش الرقمي يلتهم الحقيقة

تأخر كثيرا النقاش حول الكثير من القضايا الإعلامية التي تعنينا كاعلاميين سوريين وربما لان الانغماس بمعركة أبعد غورا وعمقا اخذتنا… لكن من الواجب اليوم أن نقف ولو لساعات نراجع.. نقيم.. ونقوم.. لاسيما أن ضخا كثيرا مما يقال أو لا يقال يجري في هذا المسيل..
ممن يعرف و لا يعرف الكل صار يريد أن يكون إعلاميا ويعقد الإعلام بدءا بمن يفك الحرف، وأنشأ صفحة زرقاء.. ظن نفسه محور الكون..
إلى الوحش الرقمي الذي لابد من ضبط تغوله وتدجينه وعلى المثل الشعبي أن نتغدى به قبل أن يتعشانا..
عام ٢٠٠٦ أظن ثمة ندوة في ثقافي ابي رمانة جمعت الإعلامي الدكتور فايز الصايغ صاحب التجربة الطويلة والخبرة المميزة، والدكتورة فريال مهنا الأستاذة الجامعية المعروفة..
ولم تكن موجة الأزرق قد بدأت، لكن كان طوفان المحطات الفضائية هو سيد الموقف… قالت الدكتورة مهنا: الان أصبح بإمكاننا أن نعرف ما يجري في العالم في ظل هذه الثورة الفضائية..
كان الرد من الدكتور الصايغ وقد أثبتت الوقائع صوابيته: الان اختلط الحابل بالنابل، والان بدأ عصر التضليل الإعلامي، وضاعت الحقيقة.. وأردف: من يعرف ماذا جرى في العراق قبل العدوان عليه.. وأثناءه.. وما يجري الآن؟
أتذكر ذلك تماما ولم يكن الوحش الرقمي قد شحذ مخالبه بمواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وغيرها…
الان بعد اكثر من ١٥ عاما على هذا.. تتجسد مقولة الصائغ تماما.. ونحن نزيد من حشد الوحوش الرقمية في بيوتنا وهذا لا مفر منه..
كيف لنا أن نعرف الحقيقة.. ربما يكون ابنك قربك وهو في عالم اخر.. وقس هكذا… الوحش الرقمي التهمنا ولم يبق في العالم الا العمل على تحصين العقول منه… التقدم العلمي والتقني صب كل ما لديه في صناعة الإعلام..
هذا ما يشير إليه الاستاذ صباح ياسين في كتابه: الإعلام حرية في انهيار.. يقول:
ليس مستغربا أن نستدل على أن الانجاز العلمي قد أسهم ومن دون قصد في تشديد القبضة على حرية الإعلام.. إن السيطرة اليوم القائمة بفضل التفوق التقني تتيح للولايات المتحدة الأميركية وبموجب نظام تنصت خاص اسمه اصطفاف التجسس عبر الأقمار الصناعية، وتغربل الرسائل وترصد كل شيء ولغاية الآن كما يقول ياسين فإن التفوق التقني مازال لصالح عملية أحكام الرقابة وآليات الحجب والمنع مازالت بيد القوى التي تهيمن على الاعلام في العالم/وهذا ما قاموا به ضد وسائل إعلامنا/.
* معركة خفية..
يضيف ياسين قائلاً: إن قسوة مواجهة حريات الإعلام لم تعد متحصنة بسلطة القوانين أو حالات الطوارىء، بل دخلت من باب خلفي في تمويل أنشطة دعائية خاصة بها مضمرة الأهداف، و هذا ما تفعله الولايات المتحدة من أجل تبييض صفحتها في العالم..
لم يعد الاختراق معلنا في حرية الإعلام بل تعددت الوسائل والاساليب للضغط والابتزاز، وحصد الولاء والتأييد، وقد شجع ذلك على ظهور وسائل الإعلام المؤجرة للغير، والتي تعمل وفق من يدفع اكثر فإن له الولاء والتأييد.. أساليب تجعل المساءلة القانونية مستحيلة، وعلى الرغم من كل القوانين التي تصب في خدمة نشر الحقيقة لكنها صارت وراء الآكمة.
وقوة الوسيلة الإعلامية هنا تكمن في انها يمكن أن تغرق الارض ببحر متلاطم لايمكن مقاومة أمواجه، ولا يمكن أن نميز بين الحقيقي والمزيف، ووصلنا إلى عالم ضبابي وأقل موثوقية.. وصار الاخضاع هو التعبير الاكثر ملاءمة للإشارة إلى عمليات الخرق والتزوير التي تمارس في عمليات الاجتياح والاكتساح، وهذا يعني إعادة الهيمنة الثقافية والفكرية، وتسلط الإمبراطوريات الإعلامية سيفا قاطعا يرسخ الأكاذيب، ويسعى لخطف الحقيقة، وهي تقصف مواقع المواجهة والمقاومة لدى الفرد وتضعه تحت رحمة سياقها وسيوفها… من هنا تبدا عملية الإكراه أو ما يسمى بالتثاقف بالإكراه وهذا ما يفعله الوحش الرقمي..
لكن ماذا فعلنا لتحصين انفسنا

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...