الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة
كثير منّا يعتقد أن الوحمة تظهر على الطفل نتيجة عدم تحقيق شهوات المرأة الحامل من الطعام، ما هي حقيقة هذا الأمر وهل نستطيع إزالة الوحمات؟
أكثر من 80% من الأطفال لديهم نوع من أنواع وحمات الولادة على أجسامهم، فبعضهم تُرافقهم الوحمات طيلة العمر والبعض الآخر تزول، فالوحمة هي منطقة من الجلد الملون تتميّز عن باقي الجسم، وقد تتواجد عند الطفل منذ ولادته أو قد تظهر خلال الشهور القليلة من عمره.
وتنقسم الوحمات إلى قسمين كما الآتي:
الوحمة الوعائية: التي تحدث بسبب الأوعية الدموية تحت سطح الجلد ويتراوح لونها بين الوردي، والأحمر والأزرق تبعًا لعمق الأوعية الدموية.
الوحمة المصطبغة: تكون على مستوى الجلد ويكون لونها بنيا أو رماديا أو رماديا مزرقّا بعض الشيء أو أسود، وهي تنتج عن تطوّر غير طبيعي للخلايا الصبغية في الجلد.
وحتى الآن لم ينجح الأطباء في تفسير لماذا تظهر الوحمات تمامًا، ولكن من المُجمع عليه عند بعض الثقافات حول العالم، كثقافتنا العربية والثقافتين الأسبانية والإيطاليّة أنّ الوحمة تحدث نتيجة للرغبات غير المحققة للمرأة الحامل (الوحام)، فمثلًا إن رغبت المرأة قطفًا من العنب ولم تجده خلال حملها فقد يُولد طفلها مع علامة على شكل عنبة ،فبعض النظريات تميل إلى الاعتقاد بأنها خلل يحدث خلال عمليّة اتساع وانقباض الشعيرات الدموية.
والوحمة ليست نوعا واحدا، وإنما أنواع، حيث تتنوّع الوحمات كثيرًا من حيث الموضع، والشكل، واللون والحجم، إلّا أنه في ما يأتي سيتم تناول الأنواع الأكثر شيوعًا ووصفها:
1. بقع الأوعية الدموية
بقع الأوعية الدموية هي بقع من اللون الوردي أو الأرجواني تتشكل من شعيرات دموية المتوسعة قريبًا من سطح الجلد.
حوالي 70% من الأطفال لديهم بقعة واحدة على الأقل من بقع الأوعية الدموية، وتصبح هذه الوحمات أكثر وضوحًا عندما يبكي الطفل أو تتغيّر درجة حرارة جسمه، وغالبًا ما تبقى حتى سن الثّانية وتزول تلقائيًا.
2. بقع القهوة بالحليب
بقع القهوة بالحليب هي بقع مسطحة بنية اللون، وتنتشر بين الأطفال بنسبة 20% – 50%، وعادةً ما تتلاشى أو تُصبح أصغر حجمًا كلّما نما الطفل إلّا أنها أحيانًا قد تصبح أغمق لونًا مع التعرض للشمس.
3. الشامات
تختلف الشامات في الحجم، وقد تكون مسطحة أو مرتفعة، سوداء أو بنية، وأحيانًا ينمو فيها الشعر بينما في أحيان أخرى تبقى خالية.
فقط 1% من الأطفال يولدون مع وحمة الشامات الخلقية، بينما الآخرون فتظهر لديهم الشامات بعد بضع سنين من الولادة، وهذه الشامات تبدأ في الغالب مسطحة ثمّ تُصبح أكبر قليلًا وترتفع.
4. البقع المنغولية الزرقاء أو الرمادية
البقع المنغولية هي مساحات زرقاء كبيرة مسطحة تظهر في أسفل الظهر والأرداف، ويتميّز بها الأطفال ذوي البشرة الداكنة إلّا أنّها شائعة على مستوى العالم جدًّا.
غالبًا ما تتلاشى هذه البقع في سن المدرسة، إلّا أنّها أحيانًا قد لا تختفي أبدًا.
5. وحمة فلاميوس
وحمة فلاميوس هي من الوحمات الوعائية التي تظهر مع الولادة، ويتراوح لونها من الوردي إلى الأرجواني الغامق، ويُمكن أن تظهر في كل مكان على جسم الطفل إلّا أنها في الغالب تتواجد على الوجه والرأس.
طفل من كل 300 طفل يُولد مع هذه الوحمات التي قد يتلاشى الخفيف منها، إلّا أنها في الغالب تتزايد مع نمو الطفل وقد تُصبح أكثر سمكًا وقتامة.
6. الورم الوعائي الدموي
تظهر هذه الوحمة على شكل مجموعة من خلايا الأوعية الدموية تتآلف وتشكل وحمة، وقد تكون مسطحة على مستوى الجلد أو قد تكون مرتفعة عنه قليلًا إلّا أنّها ليست ملحوظة ولا تشوّه.
تظهر وحمة الورم الوعائي الدموي عند حوالي 2% – 5% من الأطفال، وهي شائعة أكثر عند:
المواليد الذكور، الخدّج، التوائم.
و تتميز منطقة الرأس والعنق بهذا النوع من الوحمات التي بخلاف غيرها من الأنواع، فهي قد تظهر خلال الأسابيع الستة الأولى وتنمو حتى السنة الأولى، ثمّ وبدون علاج تأخذ هذه الوحمات بالتحول في اللون نحو الأبيض فتتقلص وتختفي، وذلك خلال 3-10 سنوات.
كما أن معظم الوحمات غير مؤذية وتزول لوحدها في السنوات القليلة الأولى من حياة الطفل، ومع ذلك يوجد هناك بعض الاستثناءات التي قد تحتاج إلى رعاية ومتابعة، لذا يجب الحرص أن يقوم الطبيب بالكشف عن الطفل ومعرفة أنواع الوحمات التي يمتلكها ، مثل تأثير الأورام الوعائية الكبيرة على عملية الأكل والرؤية أو التنفس، أو نموها داخليًا ما يُهدد من صحة أعضاء الطفل.
ظهور وحمة فلاميوس بالقرب من العين أو الخد، مما يجعلها تُسبب مشكلات في الرؤية، مثل: الغلوكوما.
امتداد بعض الوحمات التي تقع في أسفل العمود الفقري تحت الجلد وتأثيرها على الأعصاب وتدفّق الدم إلى الحبل الشوكي.
الإصابة بالورم الليفي العصبي، إذ أحيانًا تكون مجموعات من بقع وحمة القهوة بالحليب أحد الأدلّة على هذا الاضطراب الوراثي.
التأثير على المظهر الخارجي للطفل، فبعض الوحمات الكبيرة والتي تؤثّر على مظهر الطفل الخارجي قد تُصبح ضارة نفسيًا للطفل وتستوجب الرعاية النفسية الخاصة به.
أما إزالة الوحمات فهذا الأمر يتعلّق بنوع الوحمات وموقعها، فإن كانت الوحمات تُؤثّر بموقعها على تطور أعضاء جسم الطفل ومهاراته قد يتطلب ذلك إزالتها فعلًا، أما في الحالات الأخرى فقد يكون من غير المنطقي إزالتها خصوصًا أنها تتلاشى وحدها دون تدخل.
و هناك عدة خيارات للعلاج تتعلق بنوع الوحمات إن كانت صبغية أو وعائية وحسب موقعها، والعلاج يتم وفق التالي:
الجراحة، العلاج بالليزر، الستيروئيدات الموضعية، أو الفموية أو المحقونة.
حاصرات بيتّا الموضعية أو الفموية.
وهكذا أصبح لدينا فكرة شاملة تقريبا عن الوحمات و كيفية التعامل معها و دمتم بصحة وأمان.
سيرياهوم نيوز 6 الثورة